أطلقوا العنان لأقلامكم

[م.عبد الوهاب]

السلام عليكم ورحمة الله


كنت احتار و أنا في المدرسة الابتدائية و المتوسطة من الكُتّاب و الادباء و كيف للجاحظ أن يكتب كل هذا الكم من الكتب و كيف للأدباء و الشعراء ألفوا هذه الكتب الكثيرة فاحترت و أنا جالسا على الطاولة أسأل نفسي و بجانبي صديقاً مشاغب يحدث المشاكل ، فكنت اتحاشاه كي لا تلتصق بي التهم الموجهة اليه من قبل الاستاذ و كان كثير الضحك و كنت حين انظر اليه يسكت ،حتى يكاد ينفجر ، و هو مغلق على فمه ، و حين يلتفت ناظري عنه ، يضحك بشدة حتى يضحكني غصبا عني ، فيرتاح و يقول لي قد ضحكت الان ، اخبرني بماذا تفكر .
أقول له هذه الاشعار التي بين يديك و هذه الرويات و هذه القصص ألا نستطيع أن نقوم نحن بالمثل فنألفها و نكتب الكتب ،الا تغار من هذا يا صديقي .
فينفجر ضحكا حتى يسمعه الاستاذ و اكون انا الضحية لانه يسكت مباشرة ، كالذي يضغط على مكبح السيارة فتتوقف في النقطة التي اراد ، لكني لا استطيع ان اقف من بعده ، فيبقى وجهي يدل على الابتسامة ، فأنهض و اعاقب بدل صديقي الذي لم استطع ان أقول له لا تجلس بجانبي لانني كنت اجد فيه راحة البال . و كان نعم الصديق منذ الطفولة حتى الان و مازلت صداقتنا متينة الى حد الان .
طيلة 30 سنة و لم تذهب الفكرة من رأسي ، و لم تبرح المكان ، فكرة لماذا لا أؤلف الكتاب ، و كنت احتار من أين أبدأ و كيف يكون هذا الكتاب و ما لب و جوهر هذا الكتاب و عن أي حديث سيتحدث .
مرت 06 سنوات و انا ابحث عن تطوير للفكرة ، و حين اكتشفتها وجدت انني فعلا الفت كتاب
و هو بين يدي منذ ثلاث سنوات .

فهو بين صفحات هذه المنتديات ، و يا لغبائي حين اكتشفت بان طريقة النشر و الكتابة تاتي عفوية و لا تأخذ جهدا في الكلام او الكتابة بل هي ان تطلق العنان للقلم فتترك ما يجول في خاطرك لتداعبه أصابعك ، فتحما كم سيكون هذا جميل .

كان الكِتَاب ياخذ وقت طويل ، و قتا يتعدى الخمس سنوات او أقل ليمر على مراحل ، مرحلة التصحيح و النقد الى غير ذلك حتى ينضج و يصبح كتاب بغلاف يباع في الاسواق
لكن الناس الأخيار يرون الى الجوهر و يخافون ، الزلل و يخافون الوازة وزر الاخرى ان تتعلق بأرواحهم و هم في قبورهم فكانوا يختارون ما يخدم الدين و الصالح العام ، و على هذا كونوا على نهجهم في كتابة ما ستكتبون .
و نصيحتي الى من لا يقف على جوهر الكلام ليتتبع فقط اخطاءا يقع فيها أي كاتب ان لا يقفوا عندها حتى يبادر هو و يقول إني أبحث عن نقاد او مصححين .
على هذا فقط ، سيكثر الابداع ، و تكثر الثقة في النفس و ستطلقون العنان لأقلامكم فتكتبون القصص و الروايات و تألفون الاشعار العظام .
كونوا على يقين بان الثقة إن تربت في الكاتب بحيث لا يخاف ردة الفعل او عدم الرد أو الرد أو الضحك على الاسلوب او كذا من هذا القبيل يحدث فجوة بين العقل و القلب و أصابع اليد ، فتذبل الافكار في رأسه كما يذبل الورد حين تمنع عنه الماء .
فماء الافكار هو الثقة بالنفس
فقط ثقوا في أنفسكم و أطلقوا العنان لأقلامكم في هذه المنتديات و في المواقع و حتى على المسودات .
انظروا معي ماذا كان يحدث في القديم
كان أكثر الكتاب يعذبون في الأرض ، لأجل الحقائق التي كانوا يقولون ، و كانت الكتب ثقافة تتثقف بها الشعوب حسب دياناتها و حسب عقائدهم التي يعتقدون .
ملئت السجون بالكتاب و العلماء و العباقرة ، و أصبح الساسة يخافون الرأي العام و لا يريدون ان يكون المطلوب ، شهيدا في نظر الخلق بل يردون له ان يهان .
فيدبر له كل ما كان لإبليس و أدواته التي بها يوسوس للبشر ، فأخذوها عنه و أرادوا اليوم لها التطوير فتطورت على شكل فضائح ينشرها أقرب المقربين او إنفجارات كالتي وقعت في باقي البلدان ، لاجل هذا كل كتاب يتعلق بالسنة في لبنان يكاد ينعدم ، لانها تشوش على القراء اليساريين ، فأحرقوها عن آخرها الا القليل منها نجا كما ينجوا الغريق من بحر و طوفان .


كل هذا بدأ من كتاب .
أطلقوا العنان لأقلامكم

محمد عبد الوهاب