¦[•~ المدرسة والمجتمع المدني..أية علاقة ~•]¦ --- بــقــلــمـيــ

[امين الاسلام]

¦[•~ المدرسة والمجتمع المدني..أي علاقة ~•]¦

بقلمي



على مر العصور والحقب شكل التعليم دوما اهتماما أساسا لجل فئات المجتمع.وفي

هذا يختلف التعليم على كافة المجالات الأخرى على اعتبار انه يمس جوهر المجتمع من

خلال ثقافته واقتصاده وجميع جوانبه.فلا يقتصر الاهتمام فقط على مكونات العمل

التعليمي المباشرين بل يشمل كل طبقات الشعب وكل أجهزة الدولة.وهكذا فقد

عملت جمعيات المجتمع المدني في الدول المتقدمة على توفير الدعم الكافي والعمل

بالتوازي مع المؤسسات التعليمية وعيا منها بأهمية التكتل من اجل إنجاح هذه

العملية لما فيه مصلحة الشعوب على جميع الأصعدة.



الأمر يختلف تماما في جل الأنظمة العربية.حيت تبدوا العلاقة بين المجتمع المدني

والمؤسسات التعليمي متشنجة وحبل الود بين عملها يكاد يكون منقطعا.يبدو ذلك

واضحا من خلال نظرة المجتمع للمؤسسة التعليمية والتي تكاد تجتمع حول اعتبار

المدرسة مجالا لتخريج البطالة وأحيانا لاكتساب سلوك سيء وتبادل الخبرات السيئة

بين التلاميذ في غياب شبه تام للدور التربوي للمدرسة.هذا النظرة لم تنتج من

فراغ بل من خلال عدم انعكاس التربية المقدمة في المؤسسات على سلوك التلميذ من

جهة وعدم توفير المؤسسة التعليمية على أفاق واضحة المعالم من جهة ثانية.فلو

سألنا معظم التلاميذ عن هدفهم من التعليم سيكون الجواب شبه إجماع على ضمان

وضيفة في القطاعين العام أو الخاص من اجل ضمان المستقبل ماديا على

الأقل.بالتالي فعدم توفير المدرسة لهذا الطموح يجعل القطيعة بين المجتمع المدني

والمدرسة هي عنوان علاقتهما.



بالمقابل فان المدرسة لم توفر المجالات الخصبة لتدخل المجتمع المدني في التعليم من

خلال شبه التكتم الذي يطبع العمل التعليمي ورفض عناصره تدخل أطراف أخرى في

العمل التعليمي من خلال قوانين تحد من التدخل في شؤون التعليم.

ويمكن لتخل المجتمع المدني في القطاع التعليمي أن يحقق الكثير ويشكل الإضافة

النوعية للعمل التعليمي سواء من خلال شراكة مع جمعيات متخصصة في شؤون

التربية الخاصة أو التوعية مثلا.هذه الشراكة ستزور المؤسسات التعليمية بعدد

من الخبرات ويتم برمجة عدد من الأنشطة الموازية للعمل التعليمي والسبيل يظل

توعويا وتثقيفيا بالأساس.طبعا هذا يقتضي وعيا من الطرفين بأهمية العمل سويا

على هذا المشروع المجتمعي الذي يهم الوطن بشكل عام وليس فقط التلميذ والمعلم

والأسرة.كما يقتضي جمعيات مجتمع مدني متطورة الأساليب وبخبرة مميزة وليس مجرد

جمعيات تصفق لقرارات الدولة.



وإذا نظرنا الى واقع العمل الجمعوي العربي سنجد الكثير من النقائص التي تجعل

عملها محدودا و مختزلا ومناسباتيا.فتدخل الدولة الشبه مباشر في العمل الجمعوي

بسلاح المنح المادية يجعل الجمعيات مجرد جندي لحماية والدفاع عن قرارات الدولة

مهمة كانت بالتالي فهي جمعيات موجهة وغير مستقلة.داخل هذه الجمعيات تبرز

صراعات وأقطاب تنضاف إلى وصاية الدولة ومخططاتها.فبين السياسي والسلطوي

تتعدد الصراعات الداخلية وتكثر الخلافات بين الجمعيات.وهذا ما جعلنا نشهد

انقساما غير منطقي وبروزا لعدد من الجمعيات التي لها نفس التخصص والاهتمامات.



تبقى العملية التعليمية هما مشتركا لكل فئات المجتمع وليس للمعلم والمتعلم

فقط.ومن الضروري تضافر الجهود بين كافة المتدخلين وكافة العناصر الفاعلة في

المجتمع.وهذا التعقيد في المتدخلين المباشرين وغير المباشرين يجعل الحل أصعب بكثير

مما يمكن ان نتصوره.وعدم عملنا جميعا في بوثقة واحدة بعنوان العبث.الوعي

الجماعي بضرورة التغيير للأفضل وتغيير العقليات القديمة هو السبيل الوحيد

لرقينا.