ذكرى استقلال الجزائر

[الهامل الهامل]

يحتفل الشعب الجزائري الشقيق اليوم بالذكرى الثامنة والأربعين لاستقلال الجزائر عام 1962 حيث جسد المجاهدون الجزائريون منذ انطلاق ثورتهم ضد الاحتلال الفرنسي في الأول من تشرين الثاني عام 1954 انتماءهم المصيري لأمتهم العربية

ورفضهم المطلق للهيمنة الاستعمارية واستعدادهم للتضحية والفداء دفاعاً عن أرض الجزائر وعروبتها وتاريخها.‏

تعرف الثورة الجزائرية باسم ثورة المليون شهيد وهي حرب تحرير وطنية ثورية ضد الاستعمار الفرنسي قام بها الشعب الجزائري بقيادة جبهة التحرير الوطني الجزائرية وكانت نتيجتها انتزاع الجزائر لاستقلالها بعد استعمار شرس وطويل استمر أكثر من 130 عاماً، وقد بدأت هذه الثورة بقيام مجموعات صغيرة من الثوار المزودين بأسلحة قديمة وبنادق صيد وبعض الألغام بعمليات عسكرية استهدفت مراكز الجيش ومواقعه في أنحاء مختلفة من البلاد في وقت واحد، حيث تمخضت عن استقلال الجزائر بعد ثمانية أعوام من القتال البطولي، وفي 19 أيلول 1958 تم إعلان الحكومة الجزائرية المؤقتة برئاسة المناضل فرحات عباس، ومنذ ذلك التاريخ أصبحت هذه الحكومة هي الممثل الشرعي والمسؤولة عن قيادة الثورة سياسياً وعسكرياً، وهكذا انتصرت الثورة الجزائرية وأجبرت فرنسا على التفاوض بعد أن تأكدت فرنسا أن الوسائل العسكرية والقمع لن تنفع، وبذلك تحقق الهدف السياسي والأساسي الأول لحرب التحرير بعد أن دفع الشعب الجزائري ضريبة الدم غالية في سبيل الحرية والاستقلال.‏

كانت ولاتزال ثورة الشعب الجزائري امتداداً لصفحات نضالية مشرقة ضد الاحتلال تمثلت بالمقاومة الشعبية التي قادها الأمير المجاهد عبد القادر الجزائري ضد قوات الاحتلال الفرنسي منذ عام 1830 واستمرت17 عاماً إلى أن نفته السلطات الفرنسية إلى جزيرة طولون ومن ثم إلى دمشق حيث توفي ودفن فيها ثم نُقلت رفاته إلى بلاده عام 1٩67، وجاءت المعركة البطولية التي نفذ فصولها أكثر من ثلاثة آلاف مقاتل ضد معسكرات الفرنسيين في شمال الجزائر في الأول من تشرين الثاني عام 1954 لتمثل انعطافة تاريخية جديدة وكبيرة في كفاح الشعب الجزائري وإصراره على نيل الاستقلال وطرد الغزاة المحتلين ورغم شدة الوسائل القمعية والتنكيل والقتل التي اتبعتها القوات الغازية ضد أبناء الشعب الجزائري فإنها لم تستطع النيل من إرادة هذا الشعب وجهاده من أجل الاستقلال الذي تحقق له بعد نضال وكفاح بطوليين قدم خلالهما أكثر من مليون ونصف المليون شهيد، يرجع الفضل في انتصار الثورة الجزائرية إلى وضوح أهداف القائمين بها والتضحيات الشعبية الهائلة التي قدمها الشعب الجزائري الذي عبأ كل طاقاته لتحقيق الانتصار يضاف إلى ذلك الأساليب المبتكرة التي لجأ إليها المجاهدون والمجاهدات لتوجيه الضربات للمستعمرين.‏

لقد حظيت ثورة الجزائر بتأييد شعبي ودعم واسع من جماهير الأمة العربية على امتدادها من المحيط إلى الخليج وكانوا سباقين في مساندة ومناصرة جهاد الجزائريين وكفاحهم.‏

تحية لشعب المقاومة والشهادة.. شعب البطولات.. شعب المليون شهيد.. ورمز صمود الأمة العربية في ذكرى استقلاله، وتحية للرموز الأبطال الذين قادوا الثورة الجزائرية المناضلين أحمد بن بيللا أول رئيس لجمهورية الجزائر المستقلة بعد خروجه من السجون الفرنسية، وأم الثوار جميلة بوحيرد المناضلة التي سطرت بنضالها تاريخاً ناصعاً في كفاحها ضد الاستعمار، وهواري بومدين، وحسين آيات وغيرهم من الأبطال.‏