السقي بالمياه القذرة :
تعتبر مشكلة التلوث بالمياه المستعملة من اعقد المشاكل التي تواجهها ولاية الجلفة اليوم ، إذ أنها تشكل خطرا كبير يهدد حياة الإنسان ،وإذا كانت هذه المياه القذرة تأخذ طريقها إلى الوديان وخاصة واد ملاح التي ترمى فيه كل النفايات المنزلية وخاصة المياه المستعملة والزيوت الصناعية ومخلفات محطات غسل السيارات بالإضافة إلى مخلفات مصنع الجلود الذي يلفظ يوميا الأطنان من المخلفات التي تحوي مواد كيمائية خطيرة مثل الزئبق، حيث أدت هذه العوامل إلى إبادة الحياة من اسماك وضفادع وكائنات أخرى ، والغريب في الأمر أن الكثير من الفلاحين يستعملون المياه الملوثة في ري مزروعاتهم دون حسيب أو رقيب ثم يسوقون منتجاتهم مثل الخص ،الطماطم ،البصل ... التي تكون قد اختزنت كميات عالية من السموم في أنسجتها مما تسبب أمراضا قاتلة ( مثل التيفويد ، الكوليرا ، الأمراض المعوية ، البلهارسيا ...) بالإضافة إلى خطر مرض السرطان الذي حصد أرواح المئات من المواطنين ..
وتعتبر منطقة عين زينة التي تبعد عن المدينة بنحو سبعة كم ( 07 ) في المخرج الشمالي لمدينة الجلفة ، من المناطق التي يستعمل أهلها السقي بالميـاه المستعملة ، ويمكن القول أن من أهم الأسباب التي دفعت هؤلاء إلى السقي بهذه الطريقة ، سهولة العملية إذ يكفي محرك فقط ليتم تحويل المياه بواسطة الحواجز ،كذلك تعطل محطة التصفية منذ سنوات زاد من خطورة الوضع...وإذا كان القانون يمنع مثل هذه الأعمال من خلال القانون 83/17 المؤرخ في 16 يوليو 1983 المعدل والمتمم بالأمر رقم 96/13 المؤرخ في 15 يونيو 1996 المتضمن قانون المياه .فالمادة 145 من القانون تنص على أن استعمال المياه القذرة غير المعالجة في السقي عقوبتها من شهرين إلى سنتين وبغرامة مالية من 2000 د ج إلى 200.000 د ج كذلك المادة 146 التي تمنع استعمال المياه المستعملة ولو مصفاة لسقي الفواكه والخضر النيئة ، كذلك سقي المزروعات غير تلك المشار إليها في الفقرة 2 من المادة 137 بالمياه المستعملة ولو مصفاة بدون ترخيص من الإدارة المعنية .
وفي إطار الحفاظ على البيئة وعلى مكتسباتنا الطبيعية وعملا بالتوجيهات المعطاة في هذا الصدد. ارتأينا تقديم هذه المشكلة إلى كل من يهمه الأمر من مسؤولين و جمعيات بيئية عاملة في الولاية من أجــل التدخل و اخذ التدابير المناسبة .