<H1 class=titre>واقع النقد الأدبي في الجزائر مساره وإشكالاته </H1>بقلم: بلـــوافي مَحمد
تمهيد:
إن المتتبع والمهتم بالحركة الأدبية في بلادنا، سيلاحظ في يسر، كثرة الكلام عن أزمة النقد الأدبي. ومن غير شك إنّ لهذا الكلام جذوراً، كما أن هناك اختلافاً في طبيعة الأزمة ذاتها وفي تحديد هذه الجذور.
ومن خلال المتابعة والتمحيص للمنتج الأدبي، الحاصل على مستوى الساحة الجزائرية، وما تعج به من دراسة نقدية، وتحليلات نصية، من مختلف الأشكال والأجناس الأدبية، يتضح أن هناك حركة النقدية مسايرة تتماشى تبعاً للتطور الإبداعي، والمسار الفني الذي بلغ إليه النص الأدبي، والمثقف الجزائري في ذات الوقت ـ كالعمل الروائي الأخير والجديد في نفس الوقت للروائي لحبيب السايح، والذي صدر وتصدر السنة الجديدة 2009،"مذنبون لون دمهم في كفي"ـ سواء أكان ذلك على مستوى العملية الإبداعية أوالعملية النقدية ذاتها وبحدودها، أوتعلق الأمر بآلياتها الإجرائية وتوظيفها،
وكما هومعلوم فإن الحديث عن النقد الأدبي في الجزائر؛ يضم قضايا متعددة، لعل أبرزها قضية الوعي النقدي ومدى تمثله وتجسده في الممارسة.
إن الطرح الموضوعي لهذه الإشكالية النقدية طرح شاق تعترضه الإنزلاقات الفكرية، التي تحكم سواء بوعي أوبغير وعي، المنهج البحثي في الممارسة النقدية
فالنقد استعمال منظم للتقنيات غير الأدبية، ولضروب المعرفة، في سبيل الحصول على بصيرة نافذة في الأدب
ولذلك فان هذه الدراسة، تقتضي منا إزالة كل ما يمكن أن يحيط به من لبس أوغموض، وبالتالي، لا بد من:
تحديد دقيق لحدود إشكالية النقدية في الجزائر.
إبراز الترابط المنطقي بين الوعي الفكري والأدبي بين الممارسة النقدية ومسألة النص الإبداعي، على ضوء المناهج النقدية المتعارف عليها، على المساحة الأدبية.
وإلقاء الضوء على طبيعة الممارسة النقدية في الجزائر، يقودنا إلى الكشف عن الوعي الأدبي وتأرجحه بين الذاتية والموضوعية، وذلك يخضع لتباين مستوى الفكري والثقافي عند النقاد، ولعل التباين بين الممارسات النقدية يعود إلى التباين في مستوى الوعي المصاحب لكل عمل نقدي.
لأجل ذلك، سعت هذه الدراسة في محاولة إلى إضاءة الوعي النقدي، الذي يسعى بدوره إلى إضاءة الوعي الأدبي، لأن الدب بحث، والنقد بحث عن هذا البحث، وذلك من خلال المتابعة والاهتمام بطبيعة الممارسة النقدية في الجزائر وتبين المناهج البارزة على الساحة النقدية، واستيضاح أهم قضايا ورؤى النقد الأدبي الجزائري الراهن، ومدى مشاركة النقاد في دفع حركة الأدبية نحوالتطور والتجديد، وإثراء الرصد الأفقي لظواهر الحياة الأدبية والفكرية. لمعرفة الأسس والمواقف والرؤى التي يعمل على ضوئها الناقد والأديب.
منقول للامانة ويتبع