|
قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية تعرض فيه تاريخ الأمم السابقة ( قصص الأنبياء ) و تاريخ أمتنا من عهد الرسول صلى الله عليه و سلم ... الوقوف على الحضارة الإسلامية، و كذا تراجم الدعاة، المشائخ و العلماء |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
صور من حياة الصحابة ( سعيد بن عامر الجمحي ) 7
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2010-02-28, 15:35 | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
صور من حياة الصحابة ( سعيد بن عامر الجمحي ) 7
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته </span> </span> سعيد بن عامر الجمحي</span> ( سعيد بن عامر رجل اشتري الاخري بالدنيا</span> </span>و اثر الله و رسوله علي سواهما ).</span> المؤرخون.</span> </span> كان الفتي سعيد بن عامر الجمحي واحد من الالاف المؤلفة الذين خرجوا الي منطقة (التنعيم) في ظاهر مكة بدعوة من زعماء قريش ليشهدوا مصرع ( خبيب بن عدي ) احد اصحاب النبي صلي الله عليه و سلم بعد ان ظفروا به غدرا .</span> و قد مكنه شبابه الموفور و قوته المتدفقة من ان يزاحم الناس بالمناكب حتي حاذي شيوخ مكة من امثال ابي سفيان بن حرب و صفوان بن امية و غيرهما ممن يتصدرون الموكب .</span> و قد اتاح له ذلك من ان يري اسير قريش مكبلا بقيوده و اكف الناس و الشباب و الصبيان دفعه الي ساحة الموت لينتقموا من محمد في شخصه و ليثاروا لقتلي (بدر) بقتله .</span> </span> * * *</span> </span> و لما وصل هذه الجموع الحاشدة باسيرها الي المكان المعد لقتله وقف الفتي سعيد بن عامر بقامته الممدوة يطل علي خبيب و هو يقدم الي خشبة الصلب و سمع صوته الثابت الهادي من خلال صياح النسوة و الصبيان و هو يقول:</span> ان شئتم ان تتركوني اركع ركعتين قبل مصرعي فافعلوا ........</span> ثم نظر اليه و يستقبل الكعبة و يصلي ركعتين يا لحسنهما و يا لتمامهما ..ثم ثم راه يقبل علي زعماء قريش و يقول : و الله لولا تظنوا اني اطلت الصلاة جزعا من الموت لاستكثرت من الصلاة .....</span> ثم شهد قومه بعيني راسه و هم يمثلون به حيا فيقطعون من جسده القطعة تلو الاخري و هم يقولون : اتحب ان يكون محمد مكانك و انت ناج ؟</span> فيقول و الدماء تنزل منه : و الله ما احب ان اكون امنا وادعا في اهلي و ولدي و ان محمد يوخز بشوكة ...... فيلوح بايديهم في الفضاء و يتعالي صياحهم : ان اقتلوه ... اقتلوه ....</span> ثم ابصر سعيد بن عامر خبيبا يرفع بصره الي السماء من فوق خشبة الصلب و يقول : </span> اللهم احصهم عددا و اقتلهم بددا و لا تادر منهم احدا </span> ثم لفظ انفاسه الاخيرة و به ما لم يستطيع احدا احصاءه من صربات السيوف طعنات الرماح .</span> </span> * * *</span> </span> عادت قريش الي مكة و نسيت في زحمة الاحداث الجسام خبيبا و مصرعه . لكن الفتي اليافع سعيد بن عامر لم يغب خبيب عن خاطره لحظة واحدة .</span> كان يراه في حلمه اذا نام و يراه بخياله و هو مستيقظ و يمثل امامه و هو يصلي ركعتيه و يسمع رنين صوته و هو يدعي علي قريش فيخشي ان تنزل صاعقة من السماء او تخر علي راسه صخرة .</span> ثم ان خبيبا علم سعيد ما لم يعلم من قبل ..</span> علمه ان الحياة الحقة عقيدة و جهاد في سبيل العقيدة حتي الموت .</span> و علمه ايضا ان الايمان الراسخ يفعل الاعاجيب و يصنع المعجزات .</span> و علمه امرا اخر هو ان الرجل الذي يحبه اصحابه كل هذا الحب انما هو نبي مؤيد من السماء .</span> عند ذلك شرح الله صدر سعيد بن عامر الي الاسلام فقام في ملئ من الناس و اعلن براءته من اثام قريش و اوزارها و خلعه لاصنامها و اوثانها و دخوله في دين الله .</span> </span> * * *</span> </span> هاجر سعيد بن عامر الي المدينة و لزم رسول الله صلي الله عليه و سلم و شهد معه ( خيبر ) و ما بعدها من الغزوات </span>.</span> و لما انتقل النبي الكريم صلي الله عليه و سلم الي جوار ربه ظل بعده سيفا مسلولا في ايدي خليفتيه ابو بكر و عمر و عاش مثلا فريد فذا للمؤمن الذي اشتري الاخري بالدنيا و اثر مرضاة الله علي جميع شهواته .</span> </span> * * *</span> </span> و كان خيلفتا رسول الله صلي الله عليه و سلم يعرفان لسعيد صدقه و تقواه </span> و يستمعان الي نصحه و يصيخان الي قوله .</span> دخل علي عمر في اول خلافته فقال :</span> يا عمر : اوصيك ان تخشي الله في الناس و لا تخشي الناس في الله و الا يخالف قولك فعلك فان خير القول ما صدقه الفعل ........</span> يا عمر : اقم وجهك لمن ولاك الله امره من بعيد المسلمين و قريبهم و احب لهم ما تحب لنفسك و لاهل بيتك و اكره لهم ما تكره لنفسك و اهل بيتك و خض الغمرات الي الحق و لا تخف في الله لومة لائم .</span> فقال عمر : و من يستطيع ذلك يا سعيد ؟.</span> فقال : رجلا مثلك ممن ولاهم الله امر امة محمد و ليس بينه و بين الله احد .</span> </span> * * *</span> </span> عند ذلك دعا عمر بن الخطاب سعيد الي مؤازرته و قال :</span> يا سعيد اني مولوك علي اهل (حمص ) فقال :</span> يا عمر نشدتك الله الا تفتنني .</span> فغضب عمر و قال :</span> و يحكم ..... وضعتم هذا الامر في عنقي ثم تخليتم عني ؟!.</span> و الله لا ادعك ثم ولاه علي ( حمص ) و قال : الا نفرض لك رزقا ؟</span> قال : و ما افعل به يا امير المؤمنين ؟! فان عطائي من بيت المال يزيد عن حاجتي ثم مضي الي ( حمص ) .</span> </span> * * *</span> </span> و ما هو الا قليل حتي قبل علي امير المؤمنين بعض من يثق بهم من اهل (حمص) فقال لهم اكتبوا لي اسماء فقرائكم حتي اسد حاجتهم .</span> فرفعوا كتابا فاذا فيه فلان و فلان و سعيد بن عامر .</span> فقال : و من سعيد بن عامر ؟!.</span> فقالوا : اميرنا .</span> قال : اميركم فقير؟! </span> قالوا : نعم و الله انه لتمر عليه الايام و لم يوقد في بيته نار .</span> فبكي عمر حتي بللت دموعه لحيته ثم عمد الي الف دينار فجعلها في صرة و قال : اقرؤوا عليه السلام مني و قولوا له : بعث اليك امير المؤمنين بهذا المال لتستعين به علي قضاء حاجاتك .</span> </span> * * *</span> </span> جاء الوفد الي سعيد بالصرة فنظر اليها فاذا هي دنانير فجعل يبعدها عنه و هو يقول: انا لله و انا اليه راجعون كانما نزلت به نازلة .</span> فهبت زوجته مذعورة و قالت :</span> ما شانك يا سعيد ؟!....... امات امير المؤمنين ؟</span> قال : بل اعظم من ذلك .</span> قالت: ااصيب المسلمون في وقعة ؟</span> قال : بل اعظم من ذلك .</span> قالت: و ما اعظم من ذلك ؟</span> دخلت علي الدنيا لتفسد اخرتي و حلت الفتنة في بيتي .</span> قالت : تخلص منها و هي لا تدري من امر الدنانير شئ .</span> قال : اوتعينينني علي ذلك ؟</span> قالت : نعم .</span> فاخذ الدنانير فجعلها في صرر ثم وزعها علي فقراء المسلمين .</span> </span> * * *</span> </span> لم يمض علي ذلك طويلا حتي اتي عمر بن الخطاب (حمص ) و كانت تدعي ( الكويفة ) و هو تصغير ( كوفة ) لكثرة شكاوي اهلها من حكامها مثل اهل ( الكوفة ).</span> فلما نزل بها لاقيه اهلها للسلام عليه فقال :</span> كيف تجدون اميركم ؟..........</span> فشكوه اليه و ذكروا اربعا من افعاله كل واحدة اعظم من الاخري </span> قال عمر : فجمعت بينهم و بينه فلما اصبحوا عندي هم و اميرهم قلت :</span> ما تشكون من اميركم ؟</span> قالوا : لا يخرج الينا حتي يتعالي النهار.</span> فقلت : و لما يا سعيد ؟.</span> فسكت قليلا..... ثم قال: و الله اني كنت اكره ان اذكر ذلك اما و انه </span>لابد منه فانه ليس لاهلي خادم فاقوم في كل صباح فاعجن لهم عجينهم ثم اتريث قليلا حتي يخمر ثم اخبر لهم ثم اتوضا و اخرج للناس .</span> قال عمر فقلت لهم :و ما تشكون منه ايضا ؟.</span> قالوا : انه لا يجيب احد بليل .</span> قلت : و ما تقول في ذلك يا سعيد ؟.</span> قال : اني و الله كنت اكره ان اعلن هذا ايضا .......... فانا جعلت النهار لهم و الليل لله عز و جل .</span> </span>فقلت لهم :و ما تشكون منه ايضا ؟.</span> قالوا: انه لا يخرج الينا يوم في الشهر.</span> قلت :و ما هذا يا سعيد ؟</span> قال : ليس لي خادم يا امير المؤمنين و ليس لي ثوبا غير التي عليا فاغسلها كل شهر مرة و انتظرها حتي تجف و اخرج اليهم في اخر النهار .</span> فقلت لهم :و ما تشكون منه ايضا ؟.</span> قالوا : تصيبه غشية فيغيب عمن في مجلسه .</span> قلت : و ما هذا </span>يا سعيد ؟.</span> فقال : شهدت مصرع ( الخبيب بن عدي ) و انا مشرك و رايت قريشا تقطعه و هي تقول :اتحب ان يكون محمد مكانك ؟.</span> و هو يقول :و الله ما احب ان اكون امنا وادعا في اهلي و ولدي و ان محمد يوخز بشوكة ........و اني و الله ما ذكرت ذلك اليوم و كيف اني نصرته الا ظننت ان الله لا يغفر لي ..... و اصابتني تلك الغشية .</span> عند ذلك قال عمر : الحمد الذي لم يخيب ظني به .</span> ثم بعث له بالف دينار ليستعين بها علي حاجته .</span> فلما راتها زوجته قالت له : </span> الحمد لله الذي اغنانا عن خدمتك اشتر لنا مؤنة و استاجر لنا خادما .</span> فقال لها : و هل ادلك فيما هو خير من ذلك ؟.</span> قالت : و ما ذاك ؟!</span> قال : ندفعها الي من ياتينا بها </span>و نحن احوج ما نكون اليها .</span> قالت : و ما ذاك ؟!</span> قال : نقرضها الله قرضنا حسنا .</span> قالت : نعم و جزيت خيرا .</span> فما غادر مجلسه الذي هو فيه حتي جعل الدنانير في صرر و قال لواحد من اهل بيته : انطلق بها الي ارملة فلان و الي ايتام بني فلان و الي مساكين ال فلان </span>و الي معوزي ال فلان .</span> </span> * * *</span> </span> رضي اله عن سعيد بن عامر الجمحي فقد كان من الذين يؤثرون علي انفسهم و لو كان بهم خصاصة .</span> </span> * * *</span> </span> هذا ما قدرت علي جمعه من جهد قليل اسئل الله به النفع</span> هذا و ان كان من توفيق فمن الله وحد و ان كان من خطا او سهو او نسيان فمني و من الشيطان و الله و رسوله منه براء</span> </span> </span> * * *</span> المصدر /</span> كتاب صور من حياة الصحابة .</span> تاليف / د. عبد الرحمن رافت الباشا
|
||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
الحمدي, الصحابة, حياة, سعيد, عامر |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc