إننا غاضبون... مضربون أو معتصمون لحقوقنا لن نهون لن نخون

[العابدالكنتي]

تجمع يوم الخميس الماضي 11 فبراير 2010 بدءا من الساعة التاسعة صباحا أمام مقر مديرية التربية لولاية تمنراست أكثر من 480 موظف وموظفة من أساتذة ومعلمين و إداريين ومساعدين تربويين, واللافت للنظر الحضور القوي للعنصر النسوي في الاعتصام.
وقد لبى عمال التربية بعاصمة الولاية نداء الاعتصام الذي دعت إليه نقابة المؤسسة لعمال التربية المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للعمال الجزائريين, وقد استمر الاعتصام قرابة الساعتين من الساعة التاسعة (09) إلى الحادية عشر (11) صباحاً, وخلال هذا الاعتصام الحاشد للعمال تم قطع الطريق الرئيسي و الحيوي في وسط المدينة والمعروف بشارع سرسوف, تم قطعه تماما وتعطيل حركة المرور فيه بشكل كامل.
وهنا لابد من الإشادة بالدور الايجابي للأجهزة الأمنية من خلال التعامل المرن والمتزن والهادئ مع المعتصمين, وهو ما يؤكد أن دور الأجهزة الأمنية كان ولازال وسيظل حامياً للمواطن وفي خدمة الوطن, ولحماية حق النشطاء النقابيين والحزبيين ومؤسسات المجتمع المدني للتعبير عن رأيها والدفاع عن حقوقها ورفع صوتها عالياً لتحقيق مطالبها.
وقد انتهى الاعتصام في حدود الساعة الحادية عشر صباحا, حيث قرأ الأمين العام لنقابة المؤسسة على القاعدة العمالية لقطاع التربية بالولاية بيان الاعتصام الذي تضمن إنذارا شديد اللهجة لمدير التربية وتحذير من مغبة الاستمرار في هذا النهج الذي لن يؤدي إلا لمزيد من الاحتجاجات والإضرابات و الاعتصامات , لأن لسان حال العمال في هذا الاعتصام كان يقول بصوت واحد: كفى... كفى... كفى... نحن غاضبون... لحقوقنا لن نهون لن نخون ...
إذا فمن حق العمال الإضراب والاعتصام للمطالبة بحقوقهم وتحسين أحوالهم المعيشيـة ، أما أن يقف مدير التربية وبهذا الأسلوب الغريب المستهجن والمدان فهو خرق لدوره ومكانته، فلا يجوز أن يرفض مدير التربية استقبال ممثلي نقابات العمال المعتصمين أمام باب مديريته، إن هذا الأسلوب لا يحترم دستوراً ولا قانوناً ولا سلطات مدنية ولا عسكرية.
إن نقابة المؤسسة كانت ولا زالت تقف مع العمال ومطالبهم وتسعى للدفاع عنها وتحقيقها بكل السبل والطرق التي كفلها القانون والدستور. ونحن اليوم وأمام هذا الموقف الغريب و الشاذ من مدير التربية فإننا نطالب السيد والي ولاية تمنراست أولا, ووزير التربية ثانيا بتحقيق مطالب الطبقة العاملة في قطاع التربية وحمايتها ممن يتربصون بها وبمستقبلها وأمنها، ونطالب بتشكيل لجنة تحقيق إدارية مستقلة لتعلن تفاصيل ما يحدث في قطاع التربية بولاية تمنراست لتدرس هذه اللجنة وتبحث عن الأسباب الحقيقية لتردي وضعف النتائج في الامتحانات الرسمية على مدار الأربع سنوات الأخيرة ولتقف على حقيقة مطالب العمال وانشغالاتهم وسبب عداء مدير التربية للاتحاد العام للعمال الجزائريين ورفضه الجلوس للتحاور مع النقابة الأكثر تمثيلا في الولاية.
إن بناء الجزائر الآمن والمستقر هدف جميع أبناءها، وهم يسعون للحفاظ على استقرارها وتقدمها، فلا استقرار بلا أمن ولا أمن بلا حرية ولا حرية بلا عدالة ولا عدالة بدون ديمقراطية حقيقية.
إننا نتوجه إلى المجلس الشعبي الولائي رئيساً وأعضاء ليأخذوا دورهم في المراقبة والمساءلة لما جرى، فالذي جرى خطير ولا يمكن السكوت عنه.
وأخيراً عاشت الجزائر وطناً آمناً مستقراً تحميه قلوب وعقول أبناءه المخلصين وتشيد بناءه أيادي أبناءه الذين لا تحد إرادتهم حدود ولا تقف أمام حقوقهم سدود.
استخلاصات وعبر :
1-أعطى عمال التربية بتمنراست درساً في الوحدة والتماسك وعدم السكوت على المظلمة والمظالم وهذا فيه تعزيز وتكريس لروح كفاحية عمالية كادت أن تغيب وها هي تولد من جديد... فكما يقال ما ضاع حق وراءه مطالب، أما من نام وأذعن فلا حق يعود له.
2-كشف الستار عن حجم الظلم الذي وقع بحق عمال التربية وهذا الظلم هو مظهر من مظاهر الفساد في قطاع التربية يستحق أن يفتح فيه تحقيق محايد و مسؤول .
3-رغم الحملة المضادة التي قادتها النقابات المستقلة بالولاية بإيعاز من مديرية التربية لتكسير وإفشال الاعتصام,فلقد اتضح جليا القدرة التجييرية والتعبوية لنقابة المؤسسة من خلال الحضور القوي للعمال رغم التهديدات والإرهاب الإداري.وأثبت الاتحاد العام للعمال الجزائريين بأنه نقابة قوية وتمثيلية في قطاع التربية بالولاية وتأكد بما لا يدع مجال للشك أن نسبة 61.22 % التي سجلت في إضراب 25 أفريل 2009 الفارط هي نسبة حقيقية ومعبرة.
4-الغائب الكبير كانت قيادات النقابات المستقلة ؟!
إن العمال الذين حضروا الاعتصام اتضح جليا لهم من يدافع عن مصالحهم ويناضل لأجل قضاياهم العادلة ومن يتآمر عليهم ويحيك الدسائس ويمثل خصما لهم.

من مجلة صوت المعلم - التي تصدرها عن نقابة المؤسسة لعمال التربية بولاية تمنراست