كُتّاب الصحافة.. وماراثون القفز على الثوابت!!

[صوت خافت]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدالله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن سار على هداه ..أمّا بعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من خلال متابعتي للصحف اليومية الورقيّة المستهلكة على مدى أكثر من عقدٍ مضى ، وجدت أن هناك ثمّة علاقة ما بين كتّاب الصحافة _ إلا ما رحم الله _ والعلمانية أو الليبرالية وأدعيائها ، وهي علاقة وطيدة جدا بلغت حدّ التزاوج فيما بينهم بعقود غير شرعية نتج عنها تلك الأعمدة الهزيلة والتي يرقّعون بها صحفهم السوداء وتطلّ علينا بشكل يومي كما تطلّ الأفعى السوداء لتنفث سمّها داخل مجتمعاتنا وعقولنا ..وآخر ما قرأت من هذه المهازل هو الحديث عن بعض الحدود التي سنّها الشارع الحكيم وضرورة إلغاء بعضها كالرجم مثلا ، والحديث عن مساواة المرأة بالرجل ليس في المواريث هذه المرة بل في تعدد الزواج للمرأة فكما يحق للرجل أن يُعدد قالمرأة لها ذلك أيضا وغيرها مما يعد تطاولا على النصوص الشرعية الثابته ..

وأمّا الحديث عن المرأة فهو ذو شجون لا ينتهي ..بداية بالمرأة .. ومرورا بالمرأة .. ونهاية بالمرأة .. واختلاط المرأة ضرورة .. وقيادتها حضارة .. وكأنهم يسوّقون لمشروع جنسي في المنطقة
فليس لدينا مشاكل سواها ؛ ولن تُحل قضايانا ونُسابق الحضارات إلا من خلال إخراج المرأة من بيتها وتحريرها من القيود المفروضة عليها وإطلاق كامل عنان الحرية لها ..
ولا تستغرب إذا وجدت في يوم واحد ثلاث أو أربع مقالات تتحدث عن قيّادة المرأة للسيّارة..

أمّا غياب الهوية الإسلامية فهي السمة الأبرز لديهم فقّلما يتحدثون عن واقع الأمة المرير ، وحالها ، ومستقبلها ، والتحديّات التي توجهها في الواقع المعاصر والإستراتيجيّات التي تُبنى عليها ..
وفي أحد الأيام قرأت في إحدى الجرائد اليومية المهترئة في الملحق الخاص بالعدد لكاتب أمريكي مشهور اسمه " توماس فريدمان"
وهو كاتب يهودي خبيث الطوية يكتب في النيورك تايمز بصفة مستمرة .. كان مقاله بعنوان
" دبليو . دبليو . دبليو . جهاد . كوم "
وإذا بالرجل يُنظّر سياسيا للمرحلة المقبلة في كيفية التعامل مع المجاهدين العرب وأنهم قد تعوّدوا على سياسة المفعول به ويجب أن يكون لنا عملاء يقومون بدور الفاعل لمحاربة ونحر كل من يحمل فكر الجهاد أو لديه نزعة كما يسميها تطرفيه ..
وإذا به ينافح ويكافح عن هويته العرقية والدينية ويدعو للحرب على المسلمين والعرب بشكل سافر ..

فتذكرت بعد ذلك مقالات " أم ريالين " لدينا وضحالة الفكر والهموم البسيطة التي يحملونها فلم أستغرب تعلمون لماذا ؟؟ لأن الصحيفة كلّها بريالين