موضوع أثار غضبي

[مراسم]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العمر سراب

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أختاه، كمقدّمة وقبل الخوضِ في لبِّ الموضوع،
علينا أن نقتنِع بأمرٍ مهمٍّ، يفوتُ الكثيرينَ أثناء طرحِهِم لِمواضيعَ تخصُّ الجِنسين،
ألا وهو أنّ النّاسَ معادِن، ولكلٍّ طِباعه ومهما سمِعنا عن هذا وذاك فعلينا أن نجعل في الحُسبان أنّ تصرّفات الشّخص تختلِف،
فلا نحكُم على الرِّجالِ فنُعمّم ولا نحكُم على النّساء فنضعهنّ بالتّعميمِ أيضاً، في جرّةِ الإتّهام
وعودةً لأسئلتِك أقول:
بالطّبع لو كنتُ مكان هذا الرّجُل لما فعلتُ فِعلته التي توحي بالكثير..
فأوّلُ ماكان يجِبُ أن يفكِّر فيه، هو أنّ دافِع الزّوجة من وراءِ طلبِها له بِقطعِ الصّلة مع المرأة الأجنبيّة عليه،
هو غيرتُها بالدّرجة الأولى، والتي تعبّرُ عن حبِّها له و خوفِها من أن تأخذه غيرها.
أكيد، لو استنتج هذا لما تصرّفَ بعدوانيّة وقسوة.
ثانياً، ضربه لها هو صورةٌ تعكِسُ خفايا ذلِك، فلو كان هذا الأخير لا يهتمّ بالأخرى لاستصغرَ طلب زوجته ولما شعر بالغضب، ولكان أرضاها وتخلّى عنِ الأجنبيّة، ليُريحَ ضميره ويكسبَ ثِقة زوجتِه.
عِلما أنّ الضّرب يُعبِّرُ أيضاً عن ضُعفِ صاحبه،
وأعني بهذا ضُعفَ عقله، فقوّة المرءِ تكمن في عقله..
ومن أحسنَ توضيفها ألجم لسانه عمّا يسيء له ولغيره،
وكبح يده عن انتِهاج وسيلة الرّعب أقول، لأنّ صرب الرّجل للمرأة، دلالة عن تهوّره و تجرّدهِ من شعورِ الرّأفة.
ولنفرِض من جهةٍ أخرى أنّ الزّوجة خلالَ كلامها تمادت فأخطأت وهو ما سبّب غضبه، كي لا نكون ظالمين لشخصٍ لا نعرِفه..
فأعودُ لهذه الزّوجة،
لأقول لها أنّ هذه المشاكِل تُعالجُ بِحكمةٍ والأفضلُ لها لو استعملت معه أسلوب اللّيونةِ واللّطف، ومن المعلوم أنّ للمرأة قدرة عجيبة على التّأثير عن زوجِها، و لا بأسَ إن جعلت مطلبها يتوسّطُ حِوارَ ودٍّ يُبعِدُ عنهما أسبابَ الغضب وحساسيّة الفهم.
ثانياً، أين تكون عيون الزّوجة حينما يكون الزّوجُ منهمكا في حديثه الى أجنبيّة؟؟
وهل تساءلت لما يفضِّلُ الحديثَ الى أخرى؟؟
ألأنّه يجِدُ الهدوءَ والرّاحة مع غيرِها؟؟
ألأنّها تقصِّرُ في حقوقه؟؟ (والحقوقُ عديدة)
هي أسئلةٌ لو حصّلت أجوِبتها لوجدت ربّما عذراً لزوجِها، خصوصا إن كانت السّبب في ابعاده عنها وتقريبه من أخرى..
لهذا أقول علينا أن نتعلّم لغة الحِوار، خصوصا بين الزّوجِ والزّوجة..
هو بوّابةٌ تفتحُ العيونَ على حقائِقَ يواجهونها بِحياتِهم، ومفتاحٌ لتصفيةِ القلوب ووقايةٌ لِحياتِهم الزّوجيّة
ولن أنسى الزّوج لأضعه أمام هذه النّقطة المهمّة،
أخي أنت رجلٌ متزوّج، وبما أنّك قبِلت الزّواج فأنت مسؤولٌ و مُدرِكٌ لِواجِباتِك وحقوقِك،
فلِم بالله عليك تسمح لِنفسِكَ بنزع لِحافِ العفّة والحصانة التي شرّفكَ بها الزّواج،
لتعودَ مجرّدا منه بالنّظرِ أو الحديثِ لأجنبيّة، ولن تجنيَ من فعلِك سوى خراباً يعصِف بما بنيته
و تنال عقابا شديدا من الله.
يا أخي إن كانت في زوجتِك نقائِصَ، (وهذا أكيد، فالكمال لله سبحانه)
فحاوِل محاورتها و تنبيهها لما ينقصها و إبداء رغبتِك فيما تفضّل أن يكون من صِفاتِها
(طبعا في حدودِ الشّرع)
و نصيحتي بالحِلم ثمّ الحِلم في التّعامل مع هذا المخلوق،
الذي يمكن التّأثير عليه بكلمة طيبّة..
،،،،،،،
أخيرا،
يبدو أنّ الزّوجَ الذي رفضَ تطليق زوجته سببا كافيا يؤكّد سعيه للحفاظِ عليها وعلى أسرته..
ورغم خطئه ماكان على الزوجة تعجيل طلبها بالطّلاق،
بل الأصحّ والأسلم لو صبرِت و دعتِ الله أن يعيده إلى صوابه،
و أن تدعّم دعاءها لله بِتصرّفاتٍ تكسِب بها زوجها ولا بأس ان تضع كبرياءها جانِبا، إن كانت تريدُ فعلا الحِفاظ على أسرتِها.
ـــــــــــ
ونحن علينا أن نعتبِر من هذه القصّة، لا أن نمرّ عليها بعيونِنا فقط،
ولك أقول،
من الخطأ أن تتغيّر نظرتكِ لكلّ الرّجال،
فلكلٍّ طباعه و أخلاقه التي تجعل الاختلاف قائِما من رجلٍ لآخر..
لأنّ الرّجل ليس شبحا ولا وحشا والمرأةُ ليست شيطانا
كما يُقالُ عنها من طرفِ البعضِ، سامحهمُ الله
(المعذرة على الإطالة، فهذه المواضيع تفتح امامنا آلاف الصّفحات)
بارك الله فيك

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
بارك الله فيك على ماقلته فأنا لم أستطيع إضافة أي حرف عما كتبتي بوركتي.......وكلامك صائب 100ب 100
شكرا جزيلا لك أختي على مرورك وإبداء رأيك