على نغمٍ مُتسكعٍٍ بين الأزقةِ تمرُ الخطواتُ بلا ذاكرةٍ تصفعُ بأكُفِ الريح شوقاً مُتماطلاً قد أعيتهُ بلاهةُ صبري و عبثُ أفكاري و وعيٌ لا يعرفُ من الحياة إلا ما استجدَ منها فلا يلتفتُ حين يسمعُ صوتاً لاهثا قادماً من بعيد يناديهِ، قد أوصَدَ كل نوافذ عقلهِ أمام نسائم الماضي السحيق كي تختنق داخله الأماني، بريءٌ منها هذه الشوارعُ براءة القلبِ من دمِ الأنفاس يجرحها النبضُ حينَ تحتفظ بخلاصة العطرٍِ في طياتِ المساءاتِ توزِّعه نثارا كلما مرَّ من هناك، كيف لشيءٍ غير مرئي أن يجعلكَ ترى مالا تراه عادةً، يختزلُ أعوام الذكرى برشة واحدةِ تدركُ حينها أنها لم تكنْ إلا كعطرٍ منثورٍ متلاشٍ في اتساع المسافات .