كان يدافع عنها من مصير الذبح على يده
2013.01.17
مأساة بكل المقاييس تلك التي عاشتها والدة شهدت مقتل ابن لها على يد شقيقه والحكم بالإعدام الذي صدر في حق هذا الأخير، فكانت الحرقة حرقتين والدموع التي انهالت من عيونها لا يمكن أن تغمر الحزن الذي طال قلبها وهي تفجع في فلذات أكبادها حتى وإن كان القتيل وراء تلك المأساة التي كان من الممكن أن تكون هي ضحيتها.
معادلة صعبة تلك التي وجدت فيها الأم نفسها وهي تجر خطاها ذات ليلة من شهر جانفي من سنة 2010، رفقة ابنها إلى مصالح الدرك الوطني بوادي العلايق شرق البليدة، ذهبت لتروي مأساة أسرة وصلت أروقة المحاكم واستقرت لدى محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء البليدة الذي فصل فيها وهي واحدة من بين أسوء ما يمكن أن يفصل فيه القاضي والمحلفون، فإثر التفاصيل ودموع الوالدة وحسرة الابن المتهم ”س. ع” لم يكن ليحتملها جبل وليس حتى قاض إنسان.
التفاصيل كما جاءت في جلسة المحاكمة بدأت في ليلة الجريمة التي كان فيها المتهم نائما بغرفته قبل أن يفاجئ بشقيقه ”س. ح”، وهو يضربه بأرجله في استفزاز لم يكن له أي داع أو سبب حسب المتهم، الذي قال إن شقيقه ألح عليه النهوض من فراشه، ليدخل الاثنين في شجار لم يفكه إلا شقيقهما الأكبر ووالدتهما التي فوجئت بابنها المعتدي وهو يخرج سكينا ويلوح به في جميع الاتجاهات في تهديد لكل من كان بالبيت فما كان لشقيقه إلا أن غادر المنزل تجنبا لتعقيد الأمور.
غير أن القدر كان في انتظاره بعد ساعات من عودته وكان الموعد مع مصير غابر للاثنين فالفتى الذي خرج عاد ليجد أن والدته كانت تحت رحمة أخيه الثائر الذي كان يحاول دون أن يرف له جفن ذبح والدته، فما كان له إلا أن يتدخل لإنقاذها، ولكن أخاه بمجرد رؤيته ترك أمه وأسرع خلفه وهدده بالذبح فحمل هذا الأخير معولا وضرب به أخاه على مستوى الرأس لإنقاذ نفسه وإنقاذ أمه، وعندما شاهده غارقا في دمائه خرج مسرعا من البيت للبحث عن سيارة لأخذه للمستشفى وعندما أحضر السيارة وجد أخاه ميتا. هاته التفاصيل، التي عاد إليها ممثل الحق العام في مداخلته لم تكن مانعا أمام التماس تطبيق القانون بحذافيره وتسليط أقصى العقوبات في حق قاتل أخيه، وهو نفس ما اتجهت إليه هيئة المحكمة بعد الفراغ من مداولاتها القانونية لتقضي بالإعدام في حق الجاني وهو الحكم الذي فقدت به الأم ابنا آخر بعد أن غيب الموت أخاه على يديه.
محفوظ. أ