قال ـ نوّر الله ضريحه ـ في القاعدة الثامنة والأربعين :
(متى علق الله علمه بالأمور بعد وجودها كان المراد بذلك العلم الذي يترتب عليه الجزاء . وذلك أنه تقرر في الكتاب والسنة والإجماع أن الله بكل شيء عليم ; وأنه علمه محيط بالعالم العلوي والسفلي ; والظواهر والبواطن ; والجليات والخفيات ; والماضي والمستقبل ; وقد علم ما العباد عاملون قبل أن يعملوا الأعمال ; وقد رود عدة آيات يخبر بها أنه شرع كذا ; أو قدر كذا ; ليعلم كذا .
فوجه هذا : أن هذا العلم الذي يترتب عليه الجزاء ; وأما علمه بأعمال العباد ; وما هم عاملون قبل أن يعملوا ; فذلك علم لا يترتب عليه الجزاء ; لأنه إنما يجازى على ما وجد من الأعمال . وعلى هذا الأصل نزّل ما يرد عليك من الآيات ; كقوله : {يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم الله بشيء من الصيد تناله أيديكم ورماحكم ليعلم الله من يخافه بالغيب} [المائدة : 94] وقوله : {وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه} [ البقرة : 143 ] ،وقوله : { لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا } [ الكهف : 12 ] وما أشبه هذه الآيات كلها على هذا الأصل) انتهى باختصار .
![](https://www.nayefbinmamdooh.com/files/binsadywebsite222.jpg)