تفاصيل جديدة.
فيما سلط نقاش عام في الكونجرس الأمريكي حول صور فوتوغرافية لمنشأة أمريكية ثانية شبه سرية في مدينة بنغازي الليبية الضوء على مجمع اعتبر أكثر أمنا من مقر البعثة الأمريكية حيث توفي السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنز، و حين قام مسؤولون من الخارجية الأمريكية بسرد سلسلة الاحداث التي وقعت في الليلة التي توفي فيها ستيفنز و ثلاثة أمريكيين آخرين في هجوم إرهابي و عرضوا صورا التطقتها أقمار صناعية عن المنشأتين الأمريكيتين انتفض النائب الجمهوري جيسون شافيتز و اتهمهم بافشاء معلومات سرية،
و قال شافيتز خلال جلسة استماع عقدتها لجنة الرقابة و الاصلاح الحكومي في مجلس النواب الأمريكي "حين كنت في ليبيا طلب مني تحديدا الا أتحدث ويجب الا أتحدث أبدا عما تقومون انتم بعرضه اليوم."
و أكد مساعد في الكونجرس أن النائب كان يتحدث عن الموقع الثاني، و وجود المجمع الثاني ظهر بشكل واسع النطاق في التقارير التي تحدث عن أعمال العنف التي وقعت في بنغازي يوم 11 سبتمبر ايلول الماضي و كان يشار اليه عادة على انه "منزل آمن" او "ملحق" بالقنصلية الأمريكية المؤقتة،
و قال مسؤولو الخارجية الأمريكية في جلسة إن الصور الفوتوغرافية لا تعد سرا، و علمت رويترز رغم ذلك بعض التفاصيل الجديدة عنه من مسؤولين أمريكيين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم نظرا لحساسية القضية و التحقيقات الرسمية الجارية، و وصفوا المنشأة الثانية بأنها مجمع هام و سري بالدرجة الاولى يقيم فيه دبلوماسيون و رجال مخابرات.
و كان من بين مهامهم برنامج له أولوية كبيرة تشارك فيه عدد من الوكالات لرصد أماكن وجود الصواريخ التي تطلق من على الكتف و أسلحة اخرى انتشرت بعد الانتفاضة الليبية عام 2011 .
و ينسق هذا البرنامج مكتب الشؤون السياسية و العسكرية التابع للخارجية الأمريكية، كما يضم المجمع "فريقا أمنيا للرد السريع" مكونا من سبعة رجال قال مسؤولون أمريكيون في شهادتهم انه توجه الى القنصلية المؤقتة بعد ان تعرض ستيفنز و آخرين للهجوم هناك، و المسافة التي تفصل بين المجمعين تقدر بنحو كيلومترين،
و قال عدد من المسؤولين الأمريكيين الذين طلبوا عدم الكشف عن اسمائهم إن المجمع الثاني المكون من عدة مبان منها أماكن اقامة لافراد أمريكيين كان محميا بشكل أفضل من القنصلية المؤقتة التي توفي فيها ستيفنز و شون سميث خبير الاتصالات. بحسب رويترز.
و قالت لامب انه في الصباح الباكر ليوم 12 سبتمبر و بعد ان وصل فريق أمني أمريكي تعزيزي قادم من طرابلس إلى الموقع الثاني "بدأ الملحق يتعرض لقذائف مورتر وأصيب المجمع بثلاث اصابات مباشرة"، و صمدت دفاعات الموقع الثاني بدرجة كبيرة و على خلاف القنصلية المؤقتة لم يشهد اقتحاما.
و رغم ذلك قتل اثنان من مسؤولي الامن هناك هما جلين دورتي و تايرون وودز فيما وصفه مسؤولون أمريكيون بأنه ضربة سيئة الحظ بقذيفة مورتر.
و فر باقي الافراد في نهاية المطاف إلى مطار بنغازي، و القول بأن الموقع الثاني كان به اجراءات دفاعية متطورة نسبيا سيثير المزيد من التساؤلات عن سبب عدم تعزيز الامن في القنصلية القريبة نظرا للبيئة الامنية المضطربة في بنغازي،
و دافعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون و مسؤولون أمريكيون كبار عن اجراءات الامن المتبعة في القنصلية الأمريكية و ان كانت هذه المزاعم قد تعرضت لهجوم عنيف من جانب الجمهوريين في جلسة الاستماع التي عقدتها لجنة الرقابة و الاصلاح الحكومي،
و قال مسؤولون يحققون في الهجوم إن هناك ما يثبت ان الادارة الأمريكية كانت لا تريد تسليط الضوء على الوجود الامني في القنصلية المؤقتة و هي واجهة للوجود الأمريكي في مدينة بنغازي لاعطاء انطباع بأن تعاملات الولايات المتحدة مع ليبيا طبيعية،
و ذكر مسؤولون انه نظرا لان بنغازي تعتبر مدينة يغيب عنها القانون و يسودها العنف و بها وجود قوي للاسلاميين المتشددين فقد شملت الاجراءات الامنية في المجمع الثاني كاميرات و أجهزة استشعار كما ان القوة الامنية الموجودة هناك ضمت أمريكيين على قدر كبير من التدريب مثل دورتي وودز اللذين قتلا في هجوم المورتر و كانا من القوات الخاصة للبحرية الأمريكية.
..........
الخميس 17/تشرين الأول/2012
وكالات أنباء..رويترز.