تأملات في العيد (02)
كتبهابوزيان أبومحمد ، في 25 أكتوبر 2012 الساعة: 13:58 م
اللهم لك أسلمت وإليك أنبت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك المصير
يوم العيد يوم مبارك.يوم مشهود يؤدي فيه الحجاج مناسك كثيرة ويؤدي فيه غالبية المسلمين أضحية العيد امتثالا لأمر لله ووفاة لخط الأنبياء وإحياء لذكرى سيدنا إبراهيم عليه السلام
في العام الأخير من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع.حجة الإسلام .حج النبي صلى الله عليه وسلم ومعه مائة ألف من الحجاج يلبون تلبية واحدة
لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك
وألقى النبي صلى الله عليه وسلم بينهم حجة الوداع بين فيها الخطوط العريضة للإسلام من ضرورة تصفية التوحيد وتوحيد الأمة والترفع عن العصبيات
في يوم عرفة نزل قوله تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا
جاء يهوي إلى سيدنا عمر وقال له :آية في كتابكم نزلت لو نزلت علينا معشر يهود لاتخذنا منها عيدا
فقال سيدنا عمر وما هي؟
فقال اليهودي قوله تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم وأتاممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا
فقال عمر:والله إني لأعلم في أي يوم نزلت
نزلت يوم عرفة في العام التاسع من الهجرة يوم الجمعة
في هذا اليوم المبارك نتذكر عائلة سيدنا إبراهيم عليه السلام.نبي التوحيد أمره الله أن يضع هاجر وابنها إسماعيل في صحراء قاحلة لا حسيس ولا أنيس
فقالت السيدة هاجر :إلى من تتركنا في هذا المكان ؟ آلله أمرك بهذا ؟
قال:نعم
فقالت :إذا لن يضيعنا فانظر إلى ثقة المؤمنة بالله المتوكلة عليه
إذن لن يضيعنا
وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين
ضعف الثقة بالله وراء الأزمات والمشاكل النفسية والمصائب الإجتماعية
ضعف الثقة بالله وراء الاقتتال والتشريد والتخريب والتغريب
ضعف الثقة بالله وراء اليأس المنتشر وحوادث الإنتحار
عار علينا أن ينتشر الإنتحار بيننا ونحن أمة التوحيد
ولنا في السيدة هاجر رضي الله عنها المثل الأعلى
ويمتحن الله السيدة هاجر وتضطرب وتخاف على الولد وتبقى تسعى ذات اليمين وذات الشمال فيفجر الله ينبوعا مباركا من الماء إلى يوم القيامة
ويفرجها الله كما تقول العامة
ثم يكبر الولد إسماعيل ويرى نبي التوحيد رؤيا فيها متحان وبلاء أنه لا بد من ذبح الولد
ورؤيا الأنبياء حق
فما الحل ونبي الله إبراهيم الأمة (إن إبراهيم كان أمة) يعلم الناس التوحيد والله يأمره بذبح الولد
فيستسلم نبي التوحيد لأمر الله ويقول للولد
إني أذبحك فانظر ماذا ترى
ولأن الولد قد رباه والداه أتراه يقاوم أو يفر
لا.قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين
فيالها من عائلة مثالية
أم تستسلم لله وتقول إذن لن يضيعنا
وأب يقول لله سمعنا وأطعنا
وابن يقول
افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين
امتحان من الله (إن هذا لهو البلاء المبين)
الإسلام بحاجة إلى تضحيات
رحمة الله عليك يا شهيد الإسلام سيد قطب رحمه الله
هذه هي التضحية
من أجل دين الله لا بد أن نسترخص أنفسنا
وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ولعب ولهو
اللهم ارزقنا الصدق في ذالك
التضحيات كما يحدثك ابن الجوزي الواعظ المبارك
أخرج من أجله أدم من الجنة وناح فيه نوح ودخل من أجله يوسف السجن وهاجر من أجله إبراهيم وذبح فيه زكياء واتهمت فيه مريم وابنها وعاش من أجله أهل الكهف حياة الشظف والغربة ونشر فيه أهل الأخدود بالمناشير وعذب فيه الصحابة وزلزلوا زلزالا شديدا
فانظر يا عبد الله وتأمل حال الخليل إبراهيم عليه السلام
دينك أولا أم عائلتك أولا
أمر الله أولا أم شهواتك وعواطفك
انظر أمرك وجدد عزمك واسأل الله الصدق والغفران
يوم العيد يوم الفرح والسرور ولا سرور مالم نبتعد عن المعاصي
ليس العيد لمن لبس الجديد وهو به سعيد بل العيد كل يوم لا تعصي فيه الله تعالى
اللهم جنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن
بالأمس وقفنا إخوننا بعرفة يجسدون يوم المحشر يوم ينتظر الجميع الحساب
رأيناهم بلباس واحد يدعون ربا واحدا. اختلفت لغاتهم وألوانهم وجنسياتهم ووحد بينهم الإسلام
فالله الله في وحدة الأمة
الله الله في أخوة المسلمين
ويأتي العيد وإخوان لنا في مختلف بلاد العالم العربي يعيشون مخاضا عسيرا لا ندري ما يأتي بعده
فاللهم أبرم لأمتنا إبرام رشد
وحين نجدد الذكرى مع سيدنا إبراهيم. العائلة الرشيدة المباركة الأب المسؤول ولزوجة المتوكلة على الله والإبن البارفيجب علينا أن نقتدي بهم (لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب) فبهداهم اقتده
فاجتهدوا إخواني في إقامة عائلات على كتاب الله وسنة رسوله
اجتهدوا في تربية أبناء بارين نتفاءل حين نراهم
اصلحوا مابينكم أيها الأزواج يصلح الله أحوالكم واذكروا جيرانكم وأقرباءكم يذكركم الله بكل خير
والله في عون العبد ماكان العبد في عون أخيه