"بني وليد" الليبية تنتفض ضد قوى الإستكبار العالمي و ترفع راية "هيهات منا الذلة".
دروس و عبر للأمة الإسلامية من بني وليد....رسائل الحرب و السلام.
فكرة و رؤية ينابيع الصفاء.
...............
الهزيمة النفسية.
(وَ لا تَهِنُوا وَ لا تَحْزَنُوا وَ أَنْتُمُ الأعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (آل عمران/ 139).
الإنسان مسؤول،و الحياة مسؤولية،و سر المسؤولية هو الإرادة،ذلك لأنّ الإرادة هي القوّة التي تصنع الموقف،لذا كانت الحياة صراع إرادات،و تنازعاً بين الدوافع الغريزية و الاستجابات البشرية المتعددة.
انّ الحياة صراع،صراع ضد الطبيعة و تحدّياتها،و صراع ضد الإرادات و الأفكار المعارضة.
و المتأمّل في تاريخ البشرية و مسيرتها يجدها ساحة حرب و صراع،و ما فترات الوئام و السلام إلا فرص للاستعداد و التهيؤ للحرب و الصراع.
و الموقف المطلوب من الإنسان المسلم صنعه،هو الموقف الثابت الذي يتحدّى تحدّيات الطبيعة،و يقهر المحن و الارادات المعارضة لإرادة الحق،فبالإرادة القوية انتصر الإنسان على تحديات الطبيعة،و بالإرادة القوية انتصر الإنسان المستهدف على الغزارة و المحتلين و موجات الهمجية المتوحشة،و بالإرادة القوية انتصر الإنسان على المحن و الابتلاءات التي يبتلى بها في نفسه و أهله و ماله و متعلّقات حياته الأخرى.
و بالإرادة القوية انتصر الإنسان على ضعفه و هزيمته السياسية و العسكرية و مشاكله الاقتصادية، ليس مهزوماً من خسر معركة سياسية أو عسكرية،و لكن المهزوم من تنهار إرادته أمام المواقف و المحن و التحدّيات التي يواجهها،و يعيش الهزيمة في نفسه،فتشل إرادته و قواه المعنوية و المادية،فلا يقوى على توظيفها لصالحه،أو لصالح اُمّته و الجماعة التي يواجهها و يتحمّل مسؤولية قيادتها.
..............
هيهات منا الذلة.
قال تعالى: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَ قَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ) (آل عمران/ 173).
(وَ لا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَ تَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ وَ كَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) (النساء/ 104).
(وَ مَا النَّصْرُ إِلا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ) (آل عمران/ 126).
(وَ بَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) (البقرة/ 155-156).
(كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ) (البقرة/ 249).
(وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) (الطلاق/ 3).
.................
عبارة "هيهات منا الذلة" لا تعني في الموضوع ما قد يذهب إليه بعض الأعضاء من أبعاد طائفية لأن المسلم لا يقبل بالذل و الهوان من قوى الإستكبار التي عاثت فسادا في بلادنا الإسلامية ليبيا.