لـــــنصـــنع حضآرة { دورة اللغة العربيــهـ }

[حَديثُ آلرّوحْ...~]

سًلآمْ عليْكٌمْ ،

[ آلجٌزْءْ -2- منْ قٍصًتيْ ]

قصدت الامّ و ابنتها "لوتس" البرميل الكبير الذي به ما اصطاده الوالد نهار الامس ، فتقدمت الامّ و قامت بازالة الغطاء عنه و فجأة حدث ما لم يكن بالحسبان او يخطر على البال...؛وهنا كانت المصيبة و الفاجعة غير المتوقعة للامّ ؛ " يا ويلتاه ! يا ويلتاه ! ماذا فعلنا ؟ لقد طارت الطيور و لم يتبقّ شيء" صرخت الامّ بذعر.
وفي هذه الاثناء احسّت " لوتس " بالذنب العظيم و تأنيب الضمير و اعدّت نفسها مسؤولة عن هذا ، فقررت مصارحة والدها.
" لا يا ابنتي !لا! سيقتلنا ان ادرك الامر " ردّت عليها و كأنّها توبّخها ؛ احتارت الام فيما ستفعله لارضاء زوجها ، و لما قرب موعد عودته قررت الرحيل بعيدا عن المنزل برفقة " لوتس" و ما كان لها من خيار اخر اطلاقا.
سارتا في طريق مجهول الغاية ، لا تدركان اين تهمّ بهما اقدامهما ، و لم تنتاب الام ذرة ندم عن هذا القرار لانها تعلم احقّ المعرفة بانّه لن يرحمهما و لن يدعهما و شأنهما لذلك ارتأت الى ان مهاجرتهما البيت ارحم بكثير من بقائهما فيه.
مشيتا بخطوات ثابتة وقورة و التفاؤل يملأ مقلتيهما لحدّ النّخاع ، كانتا يستمتعان برحلتهما نحو المبهم ، هذا الامر الذي جعل " لوتس " تتشوّق و تزداد تحمسًآ كلما قطعتا شبرًآ نحو الامام.
ظلتا على هذا الحال حتى وصلتا الى غابة واسعة الارجاء ، كثيرة الحيوانات ، عميقة الاركان ، سوداء المنظر ، باختصار..بدت مخيفة منذ البداية ؛ دخلتاها بكل حذر و احتذار حتى وصلتا الى شجرة عملاقة فاستبيتتا تحت جذعها ؛ و مع اقتراب طلوع الشمس ارتسلت اشعة ذهبية لمّآعة فيها من الوان الطيف ما اجتمل و ما احتلى ، و في غفلة من الام و " لوتس " بالاستمتاع بهذا المنظر الذي لم يسبق لهما ان راتا اجمل منه ، و قد كانتا احستا بدفئ و امان في ذاك الصباح...اجتمع قطيع من الذئاب حولهما و قد بدت اعينهم مليئة بالمكر و قوى الشر ؛ اخذت " لوتس" تمعن النظر فيهم فاختلجها شعور بان بطونهم تتنغم بترانيم الجوع و الرغبة . و هنا فقط خافت المسكينة و اختبأت خلف امها التي كانت تقترب من موعد الولادة مما جعلها تتعب بشدة ، و هي بدورها كانت قد جرعت من الارتباك و الارهاق ما يكفي لاذيتها.

[ آنًتًهًى ]

آضْرٍبٌ لًكٌمْ مًوْعٍدًآ آخًرْ مًعً آلجٌزْءْ -3-

سًلآآمْ