بسم الله الرحمن الرحيم
وأصلي واسلم على خاتم الانبياء والمرسلين
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين
قال تعالى :
" إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب "
صدق الله العلي العظيم
أحبتي في الله
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
ان الحياة كلها عبارة عن ابتلاء ، يتخللها عدد من الابتلاءات ، فكل منا من يعيش في كنف ابتلاءاته ويكون له خياران اثنان لا ثالث لهما ، فإما أن يحتسب لله و يصبر ، وإما يثور ويزداد ابتلاءه ابتلاءاً ، ويفقد يد العون من الله جل في علاه .
نعم قد تكون الابتلاءات عظيمة ، من شرار الناس وكيدهم ، تصيب الانفس ، تصيب الاجساد ، بل وبل وبل قد تصيب حتى الاعراض ، فتدبروا أخي واختي الاطياب ، هذه الايات الكريمة " انما يوفى الصابون أجرهم بغير حساب " وقال الله تعالى " يا ايها الذين آمنوا اصبروا وصابروا " وقال تعالى " والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا والئك هم المتقون " وقوله تعالى " اصبروا ان الله مع الصابرين " وقوله تعالى " وبشر الصابرين "
وقوله تعالى وما أعظم ما قال
" فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الله فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى "
قيل قديماً " الصبر مفتاح الفرج " ، وهذا بالفعل ما يحدث ، تصبر على الابتلاء فيمن الله عليك بيد العون فيذوب ذلك الابتلاء ، وتصبر على أذية منحطي البشر ، فتصبر فيقلب الله الكيد الى نحورهم ، فتراهم يتخبطون في انفسهم ، ظانين عند طرح كيدهم أن من يكاد له سيتخبط ويعتصر ويمحق نفسه ويثور ثورة المغلوب على امره ، فيقلب ذلك عليهم ، فيتخبطون في انفسهم ، ويشعلون حتى ثيابهم على اجسادهم ، حتى يحرقون في نار كيدهم ، ويستمرون ويستمرون حتى يطالوا أعراض الناس من حول من يكيدوا له ، وأعراض الناس أمر لا يسامح الله فيه أبدا ، فمن يغلب في نهاية ألأمر ، الصابر الذي قال الله فيه " ان الله مع الصابرين " فتأتيك البشارة " وبشر الصابرين " .
نعم أحبتي والصبر دائما مفتاح الفرج ، والابتلاء امتحان ، تمر في ضيقة فتحتسب وتصبر فيمن الله عليك بالفرج ، وسيدنا عمر بن الخطاب عليه رضوان الله كان يدعو الله بالضيق ، فيسأل اتدعو الله بالضيق ، فيقول نعم ، ضيقي فتفرجي .
أوصيكم أحبابي بالصبر على كل بلوى ، و الاحتساب عند كل مصاب ، واللجوء الى الله ، فلا تقابلوا الشر الا بالصبر ، وتيقنوا أن الله ليس بظلام للعبيد ، ولا يضيع حق عبده ان صبر واحتسب وتذكروا قوله عليه الصلاة والسلام
"عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله عجب، لا يقضي الله لمؤمن قضاءً إلا كان خيراً له، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له،وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له"
وأسأل الله العلي العظيم ، أن يجيرنا واياكم من شر العبيد ، وأن يلهمنا الصبر عند الشدائد ، وأن يرد الكيد في نحور أهل الكيد ، فهم ليسوا بمعجزي الله .
واصبروا فالصبر مفتاح الفرج