|
خيمة الأدب والأُدباء مجالس أدبيّة خاصّة بجواهر اللّغة العربيّة قديما وحديثا / مساحة للاستمتاع الأدبيّ. |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
وقفات مع قصيدة رثاء الاندلس لأبو البقاء الرندي
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2014-06-11, 21:22 | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
وقفات مع قصيدة رثاء الاندلس لأبو البقاء الرندي
السلام عليكم بسم الله الرحمن الرحيم .. ~~~~~~~~ هذه القصيدة التاريخية التي قيلت في رثاء الاندلس للشاعر ابو البقاء الرندي ___ صالح بن يزيد ___ بعد سقوط غرناطة آخر معاقل المسلمين في الاندلس لـكل شـيءٍ إذا مـا تـم نقصانُ --- فـلا يُـغرُّ بـطيب العيش إنسانُ هـي الأمـورُ كـما شاهدتها دُولٌ --- مَـن سَـرَّهُ زَمـنٌ ساءَتهُ أزمانُ وهـذه الـدار لا تُـبقي على أحد --- ولا يـدوم عـلى حـالٍ لها شان يُـمزق الـدهر حـتمًا كل سابغةٍ --- إذا نـبت مـشْرفيّاتٌ وخُـرصانُ ويـنتضي كـلّ سيف للفناء ولوْ --- كـان ابنَ ذي يزَن والغمدَ غُمدان أيـن الملوك ذَوو التيجان من يمنٍ --- وأيـن مـنهم أكـاليلٌ وتيجانُ ؟ وأيـن مـا شـاده شـدَّادُ في إرمٍ --- وأين ما ساسه في الفرس ساسانُ؟ وأيـن مـا حازه قارون من ذهب --- وأيـن عـادٌ وشـدادٌ وقحطانُ ؟ أتـى عـلى الـكُل أمر لا مَرد له --- حـتى قَـضَوا فكأن القوم ما كانوا وصـار ما كان من مُلك ومن مَلِك --- كما حكى عن خيال الطّيفِ وسْنانُ دارَ الـزّمانُ عـلى (دارا) وقاتِلِه --- وأمَّ كـسـرى فـما آواه إيـوانُ كـأنما الصَّعب لم يسْهُل له سببُ --- يـومًا ولا مَـلكَ الـدُنيا سُـليمانُ فـجائعُ الـدهر أنـواعٌ مُـنوَّعة --- ولـلـزمان مـسرّاتٌ وأحـزانُ ولـلـحوادث سُـلـوان يـسهلها --- ومـا لـما حـلّ بالإسلام سُلوانُ دهـى الـجزيرة أمرٌ لا عزاءَ له --- هـوى لـه أُحـدٌ وانـهدْ ثهلانُ أصابها العينُ في الإسلام فارتزأتْ --- حـتى خَـلت مـنه أقطارٌ وبُلدانُ فـاسأل(بلنسيةً) ما شأنُ(مُرسيةً) --- وأيـنَ(شـاطبةٌ) أمْ أيـنَ (جَيَّانُ) وأيـن (قُـرطبة)ٌ دارُ الـعلوم فكم --- مـن عـالمٍ قـد سما فيها له شانُ وأين (حْمص)ُ وما تحويه من نزهٍ --- ونـهرهُا الـعَذبُ فـياضٌ وملآنُ قـواعدٌ كـنَّ أركـانَ الـبلاد فما --- عـسى الـبقاءُ إذا لـم تبقَ أركانُ تـبكي الحنيفيةَ السمحاءُ من أسفٍ --- كـما بـكى لـفراق الإلفِ هيمانُ عـلى ديـار مـن الإسلام خالية --- قـد أقـفرت ولـها بالكفر عُمرانُ حيث المساجد قد صارت كنائسَ --- مافـيـهنَّ إلا نـواقيسٌ وصُـلبانُ حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ --- حـتى الـمنابرُ ترثي وهي عيدانُ يـا غـافلاً وله في الدهرِ موعظةٌ --- إن كـنت فـي سِنَةٍ فالدهرُ يقظانُ ومـاشيًا مـرحًا يـلهيه مـوطنهُ ---أبـعد حمصٍ تَغرُّ المرءَ أوطانُ ؟ تـلك الـمصيبةُ أنـستْ ما تقدمها --- ومـا لـها مع طولَ الدهرِ نسيانُ يـا راكـبين عتاق الخيلِ ضامرةً --- كـأنها فـي مـجال السبقِ عقبانُ وحـاملين سـيُوفَ الـهندِ مرهفةُ --- كـأنها فـي ظـلام الـنقع نيرانُ وراتـعين وراء الـبحر في دعةٍ --- لـهم بـأوطانهم عـزٌّ وسـلطانُ أعـندكم نـبأ مـن أهـل أندلسٍ --- فـقد سرى بحديثِ القومِ رُكبانُ ؟ كم يستغيث بنا المستضعفون وهم --- قـتلى وأسـرى فما يهتز إنسان؟ ما ذا التقاطع في الإسلام بينكمُو *** وأنتمُو يا عباد الله إخـــــوانُ ألا نـفـوسٌ أبَّـياتٌ لـها هـممٌ --- أمـا عـلى الخيرِ أنصارٌ وأعوانُ يـا مـن لـذلةِ قـومٍ بعدَ عزِّهمُ --- أحـال حـالهمْ جـورُ وطُـغيانُ بـالأمس كـانوا ملوكًا في منازلهم --- والـيومَ هـم في بلاد الكفرِّ عُبدانُ فـلو تـراهم حيارى لا دليل لهمْ --- عـليهمُ مـن ثـيابِ الـذلِ ألوانُ ولـو رأيـتَ بـكاهُم عـندَ بيعهمُ --- لـهالكَ الأمـرُ واستهوتكَ أحزانُ يـا ربَّ أمّ وطـفلٍ حـيلَ بينهما --- كـمـا تـفـرقَ أرواحٌ وأبـدانُ وطفلةً مثل حسنِ الشمسِ إذ طلعت --- كـأنـما هي يـاقـوتٌ ومـرجـانُ يـقودُها الـعلجُ لـلمكروه مكرهةً --- والـعينُ بـاكيةُ والـقلبُ حيرانُ لـمثل هـذا يذوبُ القلبُ من كمدٍ --- إن كـان فـي القلبِ إسلامٌ وإيمانُ ********************************* وقفات مع القصيدة قصيدة للشاعِر الأندلسي صالح بن يزيد بن صالح بن شريف الرُّنْدي النَّفْزي ينسب حيناً إلى مدينته رُنْدة وأحياناً إلى قبيلته نَفْزة ( وهي من قبائل البربر ) ويكنى بأبي البقاء وُلِد في مدينة رُنْدة الواقعة في جنوب الأندلس سنة 601 هـ ، وتوفي سنة 684 هـ . جاء في ترجمته : من حفظة الحديث والفقهاء كان بارعا في نظم الكلام ونثره. وكذلك أجاد في المدح والغزل والوصف والزهد مناسبتها إلا أن شهرته تعود إلى قصيدته هذه التي نظمها بعد سقوط عدد من المدن الأندلسية وفي روايةٍ أخرى نظمها ليستنصر أهل العدوة الإفريقية من المرينيين عندما أخذ ابن الأحمر محمد بن يوسف أول سلاطين غرناطة في التنازل للإسبان عن عدد من القلاع والمدن إرضاء لهم وأملا في أن يبقى ذلك على حكمه غير المستقر في غرناطة والقصيدة منظومة على البحر البسيطة ، ومأخوذة من كتاب نفح الطيب ، وهو أفضل مصدر لها *********** الغرض الشعري أما الغرض الشعري لها فكان رثاء المدن والممالك الزائلة وهذا الغرض هو ما برع في نظمه شعراء الأندلس ولعل السبب يعود للتفكك السياسي الذي كانوا يعانوا منه ولنتابع البيت القائل فاسـأل بلنسيـــّة مـا شـأن مرسيّة=وأيـــن شاطبــة أم أيـن جيّـان هنا دلالة واضحة على مدى الجلل الذي أصاب هذه المدن والعواصم التي كانت منابر علم وحضارة حتى أنها تكاد تتسأل ماالذي دهاها ? ـ في البيت الثاني صورة فنيّة . يؤكد الشاعر حقيقة لاتُحجب عن الأعيان فـ الأمور والأحداث في تغير مستمر وتبدل فمن يسره زمن ما قد تسؤوه أزمان ولعل الشاعر عمد هنا إلى استخدام عبارة سره زمن مفرده مقابل ساءته أزمان والتي جاءت على صيغة جمع ليثبت أن زمن السرور في حياة الإنسان غالباً مايكون قصير فهو إيحاء نفسي حزين من الشاعر على ضياع الأمجاد الأندلسية وتعد هذه صورة فنية أجاد الشاعر في عرضها حيث اكسبت البيت قوة في المعنى ـ الأسلوب الغالب في البيتين الرّابع والخامس ؟ وعمّ يعبّر ؟ أيـن الملـوك ذوو التّيجـان مـن يمـن=و أيـن منهـم أكـاليـل وتيــجان وأيــن ماشــاده شــدّاد فـي إرم=وأين ما ســاسه في الفـرس ساسـان أسلوب استفهام أن لاشيء دائم في هذه الحياة فدوام الحال من المحال ـ قال بعض النقّاد "تعبّر هذه القصيدة عن جوانب من تفرّد الشعر الأندلسي" ، الشعر الأندلسي تفرد بوصف الطبيعة و رثاء المدن ، ولعل الصراعات السياسية في الأندلس واكتساح الأسبان لها بكل عنجهية ليطمسوا كل هوية إسلامية كان له الأثر الأقوى في ازدهار هذا النوع من الغرض الشعري لاسيما أن طبيعة الأندلس الجذابة قد أكسبت شعرائها الحس الراقي والعذوبة وبالتالي ترجمة مشاعر الحزن التي تعتريهم فكانت هذه المرثية الأندلسية منقول
|
||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
لأبو, الاندلس, البقاء, الروحي, ربال, وقفات, قصيدة |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc