أكل الضب حلال كما دل على ذلك النبي صلى الله عليه وسلم
ماذا عن أكلة الكلاب ؟les mangeurs de chiens
يقول المؤرخ الفرنسى "" بيار بونت "" انه استغرب في زياراته الميدانية للصحراء الجزائرية وبعض المناطق المغربية بوجود بعض قبائل البربر تأكل لحم الكلاب لحد اليوم ، وزال تعجبه حينما قام ببحث ميداني علمي خلص فيه أن تلك العادة ما هي إلا عادة لها اصول قديمة تاريخية كانت موجودة عند قبائل البربر قبل قدوم الاسلام بحيث كانت هذه الاخيرة تنظم طقوس يتم فيها أكل لحم الكلاب والحمير ومازالت هذه العادة موجودة لحد اليوم عند "" البربر الاباضيين "" وقال أن هذا التصرف قديم وله عدة قرائن تاريخية تثبت أن البربر في القديم كانوا يأكلون الكلاب ، كما كانت لهم طقوس تقوم على التضحية بالحمير وأكل لحمها ، وإستمرت هذه العادات حتى بعد ظهور الاسلام وعُرفت خصوصا عند البربر الاباضيين (في الجزائر وليبيا ) والبربر الصفريين (في المغرب ) والبربر خارجيين وغيرهم من التجمعات البربرية التي كانت تحارب في المذهب المالكي ، ويذكر المؤرخ الفرنسى شهادات لمؤرخين مروا على المنطقة وذكروا وجود مُدن بأكملها كانت تسمى ب"" مدن الكلاب "" ( كالادريسى وابن سعد والمؤرخ البولوني Lewicki ومؤرخين برتغاليين ) ومن تلك المدن على سبيل المثال مدينة azûgi, التي كان اسمها القديم "" مدينة الكلاب "" وذلك راجع أنه قد عُرف عن أهلها نَهَمُهم الشديد لأكل لحوم الكلاب ،
وعن أكل لحوم الكلاب فيقول أن الامر لم يكت مقتصرا على بربر الجزائر أوالمغرب بل قدم شهادات لمؤرخين كبار ذكروا في زمانهم مظاهر كانت منتشرة بكثرة وسط البربر فمثلا ذكر الرحالة المقدسى في سنة 989 م أنه وجد في واحات
Qastîlîya (Tozeur) et Nafta (Nefta), بتونس
محلات لبيع لحم الكلاب ، وهو الامر الذي اكدته كتابات البكري الذي جاء من بعده فوجد أن عادة أكل لحم الكلاب عند البربر في تلك المناطق كانت مازالت منتشرة ,
بينما يذهب الكاتب الفرنسى إلى أبعد من ذلك ويذكر شهادات للمؤرخ البولوني Lewicki (1967 ) الذي وجد أنه حتى بعد استقلال الدول المغاربية فإن تلك ا لعادة كانت مازالت موجودة ومنتشرة في سنوات الستينات في مدن كسلجماسة في المغرب الأقصى وعند بربر الاباضية في غرداية بالجزائر
ويقول أن "" هؤالاء أكلة الكلاب"" (يسميهم les « mangeurs de chiens » ) هم في الحقيقة قد حافظوا على عادة كانت منتشرة بين البربر قبل قدوم الاسلام ، وهي أكل الكلاب ويذكر في شهاداته أن النساء اللاتي استجوبهن كن يخبرنه بأن لحم الكلاب شهى ويعطي للرجال قوة لخوض الحروب و منظر منفر أمام الأعداء
ويختم المؤرخ الفرنسى كلامه بان هذا الملف كان من الملفات الغامضة والمغضوب عنها والغير المكتملة ( « dossier inachevé » ) والتي لم يتجرأ اي باحث تحمل مشاق اعادة البحث فيها والبحث كذلك في عادات البربر وطقوسهم قبل قدوم الاسلام ، وذكر ان قضية "" أكل البربر للحوم الكلاب "" رغم كل الادلة التاريخية والملموسة والعادات التي مازالت منتشرة لحد اليوم بين البربر أنفسهم والتي تثبت وجودها قبل وبعد دخول الاسلام إلا انها من القضايا التي يحاول كثيرون الصمت عنها وعدم الخوض فيها .