السلام عليكم و رحمة الله
رسالة إفتراضيـــة من عبد العزيز بوتفليقة إلى الشعب الجزائري ..
بــسم الله الرحمن الرحيم ، أمــــــا بعد :
شعبي آآآ الــعــــــــزيــــــــــــــــــز ، لقد لبيت نداء الوطن في سنة 1998 حينما وجدت الجزائر تعوم في أنهار من الدماء
حاولت جاهدا إقصاء بعض الأطراف المسؤولة عن ذلك ، لقد أزحت خالد نزار و أرسلت لعربي بلخير إلى مقبرة النسيان في المغرب كسفير و قمت بتشتيت العديد من قيادات الأمن التي كان لها ضلع في أحداث التسعينيات و قمت بإنجاز مشروع الوئام الوطني و المصالحة الوطنية ، و لم أكتفي بذلك ، فقد قمت بحل جهاز الإستعلامات في المخابرات و فصله عن قيادة الجيش لكسر عظم التحالفات التي كانت تواجهني من بعض الجنرالات .
صحيح أن مشروع المصالحة ظلمت العديدين و خاصة ضحيا الإرهاب ، و لكن لم يكن هناك حل آخر من أجل وأد الفتنة ، لقد حاولت البحث في قضية المفقودين لكني لم أجد أثر لهم ، لا أدري ، هل إبتلعتهم الأرض أم شربهم البحر ، لكني عاهدت نفسي أن أظل أبحث عن المفقودين خلال التسعينيات ، أحياء أم أموات.
لقد قمت بإحاطة نفسي بالمقربين لي ، جيراني في تلمسان و أحبابي الذين كنت ألعب معهم في مرحلة الطفولة في جدة في المغرب الشقيق ، جعلتهم وزراء و ولاة و قيادات و مسؤولين ، حتى يوفرون لي الحماية من بعض قيادات الجيش التي طالما كنت أخاف منهم ، لكن بعدما خانني أعز صديق و هو شكيب خليل
لكن بعدما خانني أعز صديق لي و هو شكيب خليل ، قمت ببعض التغييرات في بعض المراكز و قمت بإزاحة الحاج بالخادم ، فهو كان على علم ببعض قضايا الفساد و لم يخبرني ، هو و أويحي ، قمت بإزاحتهم لاستخدامهم في أمور أخرى ، و لأنني أعلم أنه يجب أن يكون على رأس قيادة الأفلان شخص لا يفكر ، أو يفكر بعقلي أنا ، لم أجد شخص مقدام و لسانه ليس ملكه مثل سعيداني ، فهو يملك عدة مميزات ، فهو صديق أخي السعيد و أيضا يكره بعض قيادة المخابرات ، و لهذا جعلته كالعصي في الأفلان أضرب بها من أشاء ،
لكني اليوم مرضت و أنا لست قادر على حكم الجزائر ، فقررت عدم الترشح لعهدة رابعة و تغيير الدستور لعهدتين ، لكن أصدقائي المقربين الذين وضعتهم محيطين بي ، قاموا بالضغط عليا بالأدوية و بالضغوطات النفسية ، و أقنعوني أن أترشح ، و أنا لا أريد ، فقررت و أصررت على عدم الترشح ، لكنهم استغلوا مرضي و عجزي على التفكير و قاموا بمضاعفة الأدوية التي أستهلكها ، لقد أصبحت لا أستطيع التفكير و أنام كثيرا ، لقد تعبت كثيرا و أتمنى أن أكمل ما تبقى لي معتكفا في مسجد
لكنهم ، رفضوا و استغلوا الهون الذي وصلت له و ضعفي و عدم تركيزي في الأمور السياسية و استخدموا أدوية جعلت عقلي لا يفكر ، تعبان ، تعبان ، تعبان جدا ، و قاموا بإمضائي على عدة أوراق ، لا أدري ما هي ، و قاموا بأخذي للمجلس الدستوري و الذي كان لي مثل الحلم ، كنت أظن أنني أحلم و لم أكن متوقع أنه حقيقة ، و ظهر لي مراد مدلسي و كأنه خيال أو طيف يتحدث ، أعطوني أوراق و قالوا لي إمسكها جيدا ، و بدؤوا يغيرون في الكاميرات ، و يقولون لي : أعد كلمة " راني " عدة مرات ، ثم : " ترشحت " عدة مرات ، و بدؤوا يحفظونني بعض الكلمات و يغيرون في الأضواء و يمسحون الريق الذي كان يخرج من فمي ، لأنني لم أكن أقوى على رفع يدي لأمسحه ، و قالوا لي ، هي فقط من أجل خطاب بسيط ، و كرروا لي أن الشعب كله هو من طلب ذلك ، لم أكن أتوقع أنه ترشح للرئاسيات ،
و بعدها قاموا بإعطائي حبة دواء لا أدري ما هي ، فشعرت ببعض الغثيان و سهوت في السماء و شعرت بدوار و أغمي عليا ، و بعدها وجدت نفسي في فراشي في المنزل و أختي تبكي بقربي و أخي السعيد ينهرها و يقول لها : لا يمكننا أن نعيش خارج الحكم
لقد ذكرت لكم كل ذلك أعلاه لأنه منذ الأمس رفضت أكل الأدوية التي كانت تعطى لي، و حاليا شعرت بشيء من التحسن في ذاكرتي و تفكيري و استرجعت شريط حياتي الذي كنت أتمنى أن يكون حلم ، لكنه واقع . ، فكتبت لكم هذه الكلمات ، آملا أن تستفيقوا .
لقد ذكرت لكم أيها الشعب العزيز أن " جناني طاب " ، و قررت عدم الترشح لفترة رابعة و فتح مجال للشباب و للتغيير الإيجابي ، لكن بعدما حدث لي كل ذلك و وقعت في يد عصابة كنت أظن أنهم أصدقائي ، فتحت شاشة التلفاز فوجدت الشعب ينادي : بوتفليقة رئيس بوتفليقة رئيس
لم يفكر أحد في ما وقع لي بل فقط بــ بوتفليقة رئيس و نعم للعهدة الرابعة ،
لقد تعجبت في هؤلاء الذين يريدون رغم مرضي و عجزي أن أترشح و أنا لا أستطيع ،
بل و لم يبالي شعبي العزيز بالسؤال عن صحتي و لا عن ما أنا فيه من ألم و معاناة
بل تفاجئت بهم يطبلون و يدعمون المحيطين بي ، من أجل جعلي غطاء لمواصلة مشوارهم المصلحي التخريبي
هل هم شركاء مع العصابة المحيطة بي ؟
لقد قلت لكم : لا أريد الترشح و راه طاب جناني ،
فما بالكم يا شعب ترفضون التغيير و تريدون أن أموت على الكرسي و أنا أتمنى أن أموت ساجد
اليوم فقط عرفت أن تغييري للوزراء و المسؤولين المحيطين بي ، لحمايتي ، في الحقيقة لقد إستغلوني ، لقد أسأت الإختيار
و ظننت أن لي شعب يحبني فلم أجد منهم سوى التطبيل و الصراخ و أنا لا أستطيع
أتمنى أن أستطيع العودة لمرحة الشباب حتى أربي هذا الشعب على التطلع للأمام و البحث عن الجديد بدل التطبيل و التزمير و هم لا يعلمون ما يفعلون و لا يعلمون بحالتي الصحية
يا ليت كان هذا الشعب يفكر و لو قليلا ليعلم ما أنا فيه ،
آآآآآآآآآه يا زمن ، لقد غدر بي أصدقائي و شاركهم في ذلك غباء شعبي
عبد العزيز بوتفليقة ، من الرئيس ، إلى الضحية
سيناريوا : بــ قلم رصاص
أستاذ بــ جامعة أدرار