للفائدة قال ابن الجوزي في كتابه (( المدهش ))
باب كلا
هي في القرآن على وجهين
أحدهما بمعنى لا ومنه في مريم ( اتخذ عند الرحمن عهدا كلا ليكونوا لهم عزا كلا ) وفي المؤمنين ( لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا ) وفي الشعراء ( فأخاف أن يقتلون كلا إنا لمدركون قال كلا ) وفي سبأ ( الحقتم به شركاء كلا ) وفي سأل سائل ( ثم ننجيه كلا أن يدخل جنة نعيم كلا ) وفي المدثر ( أن أريد كلا أن يؤتى صحفا منشرة كلا ) وفي القيامة ( أين المفر كلا ) وفي المطففين ( قال أساطير الأولين كلا ) وفي الفجر ( فيقول ربي أهانني كلا ) وفي الهمزة ( أخلده كلا )
فهذه أربعة عشر موضعا يحسن الوقوف عليها
والثاني بمعنى حقا ومنه في المدثر ( كلا والقمر كلا إنه تذكرة ) وفي القيامة ( كلا بل تحبون العاجلة كلا إذا بلغت التراقي ) وفي النبأ ( كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون ) وفي عبس ( كلا إنها تذكرة كلا لما يقض ما أمره ) وفي الإنفطار ( كلا بل تكذبون بالدين ) وفي المطففين ( كلا إن كتاب الفجار كلا انهم عن ربهم كلا إن كتاب الأبرار ) وفي الفجر ( كلا إذا دكت الأرض دكا ) وفي القلم ( كلا إن الإنسان ليطغى كلا لئن لم ينته كلا لا تطعه ) وفي التكاثر ( كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون كلا لو تعلمون )
فهذه تسعة عشر موضعا لا يحسن الوقف عليها وجملة ما في القرآن ثلاثة وثلاثون موضعا هي هذه وليس في النصف الأول منها شئ وقال ثعلب لا يوقف على كلا في جمع القرآن.
[ المدهش - إبن الجوزي ]
الكتاب : المدهش
المؤلف : أبي الفرج جمال الدين بن علي بن محمد بن جعفر الجوزي
الناشر : دار الكتب العلمية - بيروت
الطبعة الثانية ، 1985
تحقيق : د.مروان قباني
عدد الأجزاء : 1