السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جرت العادة في كثير من انظمة العالم الثالث ان يقدم النظام مرشحا وحيدا ويرمي بكل ثقله في سبيل انجاح مرشحه والجزائر لم تخرج عن هذا التقليد الا مؤخرا وبالضبط في انتخابات الرئاسة التي ستجري في افريل المقبل
طبعا الفارس الاول هو السيد عبد العزيز بوتفليقة الذي يحظى بقاعدة شعبية وتوافق مع جزء كبير من هياكل النظام ومؤسسات الدولة ورجال الاعمال
الفارس الاخر الذي اتى من بعيد او جاءوا به ان صح التعبير هو بن فليس وهذه المرة يبدوا انه مدعوم بقوة من طرف في النظام وهذا مايبرر اسلوبه الخطابي المشبع بالتهديد والوعيد وهو عكس شخصية بن فليس المعروفة بالهدوء والتعقل والرزانة ...خطاب بن فليس يؤكد ان الرجل يرتكز على قواعد خلفية لابأس بها من شخصيات نافذة في النظام استطاعت ان تحرك بعض الدمى من الوجوه الصحفية المعروفة حتى تعطي انطباعا بان المثقفين و"الفاهمين " الذين يدركون حقيقة الوضع يرشحون بن فليس منقذ الجزائر ورسول السياسة الواجب اتباعه ؟
لكن ماسر جلب بن فليس ؟؟ الحقيقة ان هناك بعض المنتفعين من النظام قد فقدوا مصالحهم والسبب جماعة بوتفليقة ؟؟ وعليه وجب الانتقام والعمل بكل قوة على ازاحة بوتفليقة وتنصيب بن فليس حتى يعيد القطار الى سكته والقصد بالقطار والسكة هو اعادة المبعدين من النظام الى البقرة الحلوب ؟
الحملة التي سيقودها انصار بوتفليقة سترتكز على تعداد حصيلته خلال ثلاث عهدات اما انصار بن فليس فسيهاجمون بوتفليقة بملفات الفساد شكيب والطريق السيار والسعيد ووووو الا انهم لن يجرؤوا على فتح ملف الخليفة لانه صنع امبراطوريته يوم كان بن فليس رئيسا للحكومه والقي عليه القبض مؤخرا في عهدة بوتفليقة الثالثة بعد جولات وجولات مع العدالة الانجليزية التي لا تتساهل ابدا في تقديم الموقوفين الى بلدانهم
كثير من القنوات الخاصة تروج للسطلة الحاكمة -اي كانت - طمعا في بقشيش الاشهار الا ان قناة الاطلس تروج لبن فليس رغم انه ليس من النظام وتسير المعركة لصالحه وهذا يدل على الايادي الخفية القوية التي تقف خلف بن فليس ...حتى الحركة التقويمية للافلان لم تصرح ولم تدع الى التصويت على بوتفليقة بل تركت الامر مفتوحا وهو اشارة ضمنية -كما يراها خبراء القراءة ما بين السطور - للتصويت على بن فليس ...
ختاما وجود مرشحين قويين يعتبر حالة صحية للديمقراطية في الجزائر لكن الخشية كل الخشية ان " يخماج " اللعب ! وتصفى الحسابات الشخصية على ظهور وجماجم الشعب الغلبان خصوصا بعد تأكيد بن فليس ان النموذج الاوكراني ليس ببعيد عن الجزائر
والى ذلك الموعد كل عام وشعبنا بخير