بالنسبة للمجند فإن تجنيده الالزامى حرام من أصله ، لأنه لا إلزام فى الاسلام فى القتال فى سبيل الله أو فى سبيل الوطن ، بل هو تطوع، وفى وجود نظام حكم مستبد ظالم ـ فإنه يحرم على المسلم أن يساند الظلم ، فما بالك بمن يحمل السلاح دفاعا عنه. كما لا يجوز لأى شاب حرّ أن يرضى لنفسه بالاسترقاق تحت مسمى التجنيد، خصوصا وهو يعلم أنه لا يدافع عن الوطن أرضا وشعبا بل يدافع عن ظالم مستبد خائن للوطن وخائن للشعب . فإذا تم إكراهه على التجنيد فلن يستطيع النظام إكراهه على تعذيب و تجريده من الحقوقه ، فإذا أكرهوه فعليه أن يرفع سلاحه فى وجه الظالم قبل أن يوجهه الى شقيقه المظلوم فهو بذلك يمارس حقه فى الدفاع عن النفس ويمارس واجبه فى الدفاع عن الوطن وحماية المظلوم، وإن لم يستطع رفع السلاح دفاعا فعليه أن يتهرب من تلك (الخدمة ) وذلك الاسترقاق . أما هذا الذى يستمتع بضرب المظلومين خدمة للظالم فهو حليف للظالم وعبد له ، يستوى فى ذلك إن كان جنديا فى الأمن المركزى أو أمين شرطة أو مخبرا فى البوليس أو قائدا أو ضابطا فى الجيش أو الأمن .