*** أمس واليوم ***

[عمي صالح]

بسم الله.الرحمن.الرحيم

الحمد لله.رب.العالمين والصلاة والسلام على أشرف.الأنبياء والمرسلين وبعد:

السلام.عليكم و رحمة.الله و بركاته

واقع الناس اليوم مؤسف إن لم نقل مؤلم للغاية يعج بالسلبيات وقد توسعت وأنتشرت حتى طغت على المثالية فأصبحت هذه الأخيرة غريبة في مجتمع عرف بها طيلة قرون عديدة خلت

واليوم إلا ما رحم ربي اعتاد الناس على التصرف و قياس الأمور بمقاييس أقرب للماديات إن لم تكن مادية يحته وسلبية بحته

وحتى في هذا العالم الإفتراضي غدا نسخة للواقع المر ومقصدا لنشر السلب تعتمد في ذلك الإيثارة غير أبهين بعواقبه وماينجم عنه من خراب فكري وتوثيقه على الشبكة العنكبوتية

ونخشى اليوم أن نصل إلى وضع يصل فيه الفرد المولود ويتربى في وسط لا وجود للمثالية فيه أبدا

قديما كان الفرد محدود المعرفة ولكنه يرسل الطالب لطلب العلم والمعرفة بينما اليوم يرسل لطلب العمل والشهادة فبات بلا تلك ولا تلك

وقديما في طلب السكن يقال الجار قبل الدار واليوم ربما العكس

وكان يقال في المأكل والملبس كول ما احضر والبس مااستر ربما تنطبق كول ما افخر وألبس ما أفجر

ويسترشد في الأمور فيقال قال العالم فلان واليوم قال الجرنال

ويقال المثل كالسردوك يعرف الأوقات ومااصليش واليوم يعرف الصلاة ولا يعرف الأوقات

وينسب الفخر دوما للسلف والأجداد والعرب بينما ينسب اليوم للغرب

ثم يقال على كرشوا يخلي عرشو واليوم على كرشه يخلي العالم جنه وإنسو

يقال في حكمة عن الشتاء كونه فصل يتميز بالقساوة أنا الشتاء شتاء { شاء } من اشتى ولي ما اشتاش {ما أراد } لا يجعلو باش اشتى

تحولت هذه الفكرة من الشتاء إلى بعض الأفراد إذ يربطون تطبيق أفكارهم بالعالم أجمع بقطع النظر عن خطئها وصوابها

وأخاف أن لا نحافظ على هويتنا فنصاب كما أصيب الغراب لما أراد : أن يمشي مشية لحمامة أضاع مشيته فلا نحن من المسلمين العرب ولا نحن من حضارة الغرب

نسأل الله أن يردنا ردا جميلا

و السلام.عليكم و رحمة.الله و بركاته