ما يحدث في سورية هو حرب لتدمير المشروع القومي العروبي أو لنقل ما تبقى منه فقد ابتدأت القصة بعد موت الراحل المغفور له جمال عبد الناصر وخروج مصر من معادلة الصراع العربي الصهيوني ، ثم الحرب على العراق في 2003 واحتلاله من أجل القضاء على نظامه القومي بل وإذلاله في موقف لا ينسى العالم تفاصيل مجرياته بإعدام قائده في مشهد مهين ومذل يندى له الجبين . اليوم تتكرر الحرب ضد النزعة القومية العروبية المعادية للمشروع الصهيوني وللامبريالية الغربية وما الحروب التي شنتها دول القومية العربية في الماضي و في أكثر من مكان وبخاصة في قضيتها الأساسية فلسطين لا دليل على ذلك رغم ما قامت به الرجعية العربية التي لبست ثوب الدين ليس من أجل التمكين للدين بقدر ما هي تمكين للملك والسلطان وتثبيت لأسر مهترئة ومتخلفة لا تعرف من الحداثة إلا الاسم ، إن ما يحدث في سورية كما قلنا هو نقطة البداية بالنسبة للغرب والصهيونية والرجعية العربية في دول الموز الأمريكي ، هي حرب للقضاء على القومية التي أرهقت أمريكا وأوروبا والصهيونية طيلة قرون رغم فارق الإمكانيات والقدرات التي أتيحت للطرف المعادي .
ما يحير في هذه الحرب التفاف من يدعون أنهم إسلاميون ويريدون إقامة الخلافة الإسلامية بمباركة الصهاينة والأمريكان والغرب المعادي للإسلام ، في حين اختفاء العروبيين والقوميين . كل يوم نسمع عن تجنيد شباب هنا وهناك لمقاتلة الجيش السوري ، من كل بلدان العالم ومن كل حدب وصوب ولا نرى الشباب القومي ، ولا نرى القوميون العرب الذين زلزلوا الأرض من تحت أقدام الأمريكان والصهاينة في وقت مضى . ألا يحق لهؤلاء ومشروعهم تتهدده أخطار كثيرة وجمة وبالغة الخطورة أن ينخرطوا كما انخرط غيرهم من خصومهم والذود عن ما تبقى من هذا المشروع الهادف لتوحيد الأمة العربية لولا مؤامرات اللئام ؟
بقلم : الزمزوم
ملاحظة : هذا المقال ليس تشكيك أو تخوين لرفاقنا وإنما هو سؤال يطرحه العديد من الناس ، لما أصاب العرب من مآسي .