مشكلتي النقاب

[بنت الرّحّل]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

باعتقادي سواء كان النقاب واجبا أو مستحبا فشيء غريب جدا أن يحارب وأن يرفض من الأسر المسلمة بهذا الشكل

بل ومن المؤسف أيضا أن يعتبر (لا شيء ) حتى تفتعل المشاكل من أجله
لا كيف هو شيء ونص كمان ...!
الذي يفتعل المشاكل ليس من تريد أن تلبس النقاب بل من يعارضه ... وهذه هي الحقيقة ...

وشيء المؤسف أن يتحجج الكثيرون بمثل حجج والدتك الكريمة حتى المستحبات قربة لله سبحانه فكيف لمسلم أن يقف في وجه قربة لله بدل أن ينصر صاحبها ويعينه

شيء مؤسف للغاية ؟؟؟

أنا لا أحرضك على والدتك لكني أحب أن تكوني على بينة من أمرك وأن تلتمسي الطرق الجيدة لإقناع والدتك إن كنت تعتقدين بأنك على حق فعليك أن تجتهدي في إيصال الحق لها وإلا فلبسك للنقاب لا يعد عقوقا لها لأنه لا يتعارض أبدا مع البر بها بل بالعكس بل هو إحسان لها لأن المعلوم من الشرع أن الولد من من سعي الوالد وصلاحه نافع له ...


لذلك أتمنى منك أن تبقي على اختيارك وأن تخلصي لله فيه وأن تسأليه المعونة وتتوكلي عليه وأمك ستقتنع فيما بعد
واستنزفي كل طاقاتك للتقرب منها ... والإحسان إليها بعد أن تلبسيه يجب أن يكون مضاعفا وكثيفا أكثر من ذي قبل

ولك أن تستشعري مدى نفور الناس من الدين في هذا الزمن ورضوخهم لقوانين الدنيا وحسبك مثالا المثبطات التي ذكرتها أمك : من صعوبة العمل وعدم الزواج وغيرها

مع أنها صعوبات من صنع البشر أنفسهم فلماذا لا يتمردون عليها ويقفون ضدها ؟

لماذا المنتقبة لا تجد عملا ولماذا لا تحترم ولماذا تهان ولماذا تهمش ..
ثم ليس شرطا أن تجد كل المنتقبات أو المتجلببات نفس المصير ونفس المعاملة فأنا أعرف فتيات منقبات يعملن ولا يواجهن أي مشكلة بعكسي أنا حين انتقبت وجدت مشاكل عدة

يبدو أني لست محظوظة ....


وأنا مع أخذي بالاستحباب ألبس النقاب وقد رفضته الأسرة ابتداء لأن العرف هو أن تلبسه المتزوجة فقط وأخبرك بالمفاجأة أني لم ألبث سنة حتى أقنعت شقيقتي به
وأما عذر الاضطرار إلى نزع النقاب وكشف الوجه
فهذا وهم لأن هذا يسمى ضرورة والضرورة تقدر بقدرها فإن كان بإمكاني أن أغطي سائر جسدي ثم يأتي وقت أضطر لكشف وجهي وأنا كارهة لهذا ولمصلحة
خلاص الضرورة لها وقت معين وآني

وأنا أبدا لا اشعر بالحرج في كشف وجهي لاستخراج الأوراق أو المال من مركز البريد بل والحق يقال أن هناك من لا يطلب مني كشف وجهي احتراما للنقاب مع أني ضد هذا الفعل المخالف للقانون ..وذات مرة وجدت رجلا سألني إن كنت أنا من في صورة بطاقة لهوية
قلت أنا مستعدة لكشف وجهي لكن أحضر لي امرأة وأنا أكشف لها ولكنه رفض واحتج بحجج واهية

وهو موقف بالنسبة لي لا شيء ولا أحتسبه أصلا وقلت له أنا لا أنزعج من كشف وجهي في مثل هذا الظرف طالما أني مؤمنة بأن الله لن يؤاخذني على ذلك ..

أنا لا أريد منك أن تيأسي وأيضا لا أريد منك أن تشعري بالحقد على من يقف في طريقك حتى لا تخرج عاطفتك الدينية عن مسارها الصحيح
والإحسان للوالدة لابد منه مع النقاب وبدون نقاب فاحرصي عليه أختي ولاشك أن من اتقى الله وطلب مرضاته ييسر له أمره ويرزقه من حيث لا يحتسب


أتمنى لك التوفيق من أعماق قلبي