تأثر العرب بالقرآن - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > منتدى اللّغة العربيّة

منتدى اللّغة العربيّة يتناول النّقاش في قضايا اللّغة العربيّة وعلومها؛ من نحو وصرف وبلاغة، للنُّهوضِ بمكانتها، وتطوير مهارات تعلّمها وتصحيح الأخطاء الشائعة.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

تأثر العرب بالقرآن

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-08-27, 09:21   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
belamriabdelaziz
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي تأثر العرب بالقرآن

اسم البرنامج: سحر القرآن
عنوان الحلقة: تأثير العرب بالقرآن 2
27-06- تاريخ الحلقة: 2009
اسم النجم: طارق السويدان
2008-09-03
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
أجمعين.
هذا القرآن له سحر عجيب في النفوس، ليس السحر الذي يتداوله الناس بعقولهم الساذجة وليس السحر
الذي فيه انحراف وإنما هو سحر البيان الذي يأخذ الألباب، عندما أقرأ القرآن وأتأمل.. وأنا أفعل هذا أنظر في كل
آية وأسأل نفسي: هل لها مثيل في كلام العرب؟ هل لها مثيل في تأثيرها في النفوس؟ وأبحث عن آية ليس
لها تفسير فلا أجد، حديثنا في هذا البرنامج عن سحر القرآن وبالذات في جانبه اللغوي والبياني، سحر القرآن
وانبهار العرب بهذا السحر العجيب، سحر القرآن، كل من يكتب ويؤلف له أسلوبه الخاص.. هذه مسألة طبيعية
رأيناها ويعرفها أي مؤلف، لما نقرأ للعرب الأقدمين والمحدثين.. يعني لما أقرأ كتاب لابن تيمية سأعرف أسلوب
ابن تيمية، لما أنا أقرأ لنجيب محفوظ مثلا سأعرف أسلوب نجيب محفوظ، أحيانا بعض الناس يعطوني كلاما
مكتوبا.. بعض الشباب يجيب لي كتاب ويقول لي: أنا كتبته، في أثناء الكتابة أقول له: لحظة.. هذا ما هو
أسلوبك.. هذا أسلوب مثلا سيد قطب، يقول لي: أي نعم.. ما يصير.. ما يصير تحطه في كلامك بدون ما تشير
أن هذا كلام سيد قطب، سبحان الله، لكل كاتب أسلوب، هذه مسألة طبيعية في البشر، حتى كتاب عظيم
مثل نهج البلاغة.. كتاب نهج البلاغة من المستوى الأدبي الراقي والمعاني العميقة اللي ينسب لسيدنا علي
بن أبي طالب رضي الله عنه لكن المدققين يعرفون أنه الشريف الرضي كان له دور كبير في تجميع هذا الكتاب
وفي إضافات للشريف الرضي في هذا الكتاب، وأنا كتبت كتاب عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه فلما أقرأ
نهج البلاغة- وأنا أعرف أسلوب علي بن أبي طالب- أستطيع أن أميز إنه- لحظة- هذا ما هو أسلوب علي، هذا
أسلوب الشريف الرضي، هذه لا يعرفها عامة الناس ولا يستطيع عليها عامة الناس، ولست من المتخصصين،
يعني كثير مما أقوله هنا هو نقل عن الآخرين من المتخصصين في اللغة، فكل كاتب له أسلوبه، أنا أريد أي واحد
يذهب ويقرأ أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وفي نفس الوقت يقارنها بالقرآن الكريم، ستجد فرقا واضحا،
أسلوب النبي صلى الله عليه وسلم.. النبي صلى الله عليه وسلم في منتهى الفصاحة.. هو أفصح العرب، مع
ذلك نجد أن أسلوبه على كل فصاحته لا يقارن بالقرآن الكريم، فهذه الكتابة وبالذات اللغة العربية حساسة جدا
لهذه المسألة، ولذلك لما مسيلمة- وهو ما سأذكره لكم فيما بعد، بعض آيات مسيلمة المضحكة- لما مسيلمة
حاول أن يقلد القرآن الكريم جاء بشيء مضحك، لا هو أسلوبه ولا أسلوب القرآن، جاء بشيء.. يعني كان سيدنا
أبو بكر الصديق رضي الله عنه لما جاء له وفد بني حنيفة فأصر عليهم أن يسمعوه من آيات مسيلمة فلما ضحك
قال: ويحكم! أين كان يذهب بعقولكم؟ إن هذا الكلام لا يخرج من إله، يعني ما يخرج من إله، هذا الكلام كلام
فاضي، معانيه فاضيه وأسلوبه غلط، لكل كاتب أسلوب، والعربية.. اللغة العربية بالذات ما تتحمل هذه المسألة،
لابد أن الإنسان يكتب صح والعرب كانوا حساسين جدا جدا لما تأتي مسألة الفصاحة هذه، يعني كان الشعراء
جالسين لبعض والأدباء والخطباء جالسين لبعض وأي واحد يقول بيت شعر تلقى فندوه وفصفصوه بشيء غير
معقول، وسأحدثكم عن بعض هذه المسائل.. عن الخنساء لما تنتقد شعر بيتين لحسان بن ثابت فتطلع فيه
ثمانية أخطاء، هكذا كانوا مع العرب.. يعرفون الفصاحة، واللغة العربية بالذات لغة سامية راقية جدا، أنا نظرت في
اللغة العربية لما كنت أدرس في الغرب وكنت أتعلم شيئا من اللغة الإنجليزية بأصولها، أي لغة لها أصول.. لها
أساس، طبعا أصل اللغات هو الأسماء، يقول الله عز وجل: {وعلم آدم الأسماء كلها} كل الأسماء تعلمها آدم
عليه السلام، طبعا من الأسماء.. حتى الطفل لما يتعلم ماذا يتعلم؟ يتعلم الأسماء.. كتاب، قلم، هرة، كذا..
علم الأسماء، يقول سيدنا ابن عباس: الله سبحانه وتعالى علم آدم أسماء الأشياء.. هذا جبل، هذه نار، هذا
كذا، علمه الأسماء.. من الأسماء تأتي الأفعال ثم تأتي مشتقات الأسماء والأفعال، اللغة العربية شيء مذهل،
اللغة الإنجليزية.. لما جاؤوا لأصول الكلمات فيها وجدوها اثني عشر ألف كلمة، يعني أعطيكم مثال بس عشان
speaking)) يتكلم (speak) (speak) : تكونوا معي، اللي يعرف اللغة الإنجليزية قليلا.. نأخذ كلمة مثلا
بالماضي إذا (spoken) متكلمون وهكذا (speakers) كلام متكلم (speak) هذه مشتقات من كلمة ((speaker
نشتق منها، هنا تأتي عظمة اللغة العربية، اللغة الإنجليزية لها اثني عشر ألف كلمة أساسية، اللغة العربية
أربعون ألفا أو أكثر، الكلمات الأصلية التي منها المشتقات، اللغة الإنجليزية تستطيع أن تشتق من الكلمة
الواحدة حوالي اثني عشر مشتقا، اللغة العربية تصل عدد المشتقات فيها إلى أربعين مشتقا، فتخيلوا ماذا
يحدث! ثم بعد ذلك تأتي التركيبات فوق ذلك، شيء مذهل، هذه اللغة، من هم عظماء هذه اللغة؟ العرب الذين
كانوا في الجزيرة هم عظماء هذه اللغة والذين عاشوا في الجاهلية هم أساس هذه اللغة، يعني اليوم لما
يفسر القرآن الكريم يفسر بالاستشهاد.. بأشعار الجاهلية وبكلام العرب في الجاهلية حتى نقول أن هذه
الكلمة تستعمل بهذا المعنى.. إذن هو مرجع، لابد أن نرجع لهذا، فالقرآن الكريم لما يأتي لهؤلاء بكل عظمتهم
وبكل قدراتهم اللغوية فيقول: آية واحدة.. بس جيبوا آية واحدة لتثبتوا كذب هذا النبي ولا يستطيعوا أن يأتوا بآية
واحدة.. من هنا يأتي التحدي الأعظم، هذا هو الإعجاز الأعظم في القرآن الكريم، ولذلك النبي صلى الله عليه
وسلم لما جاء في بداية الإسلام ما جاء بمعجزات أخرى، يعني ما شق لهم القمر و بعدين جاءت هذه البداية،
كانت لما يأتي الوليد بن المغيرة واللا عتبة واللا كذا ويتحداه النبي صلى الله عليه وسلم كان بيرد فقط بتلاوة
القرآن بس، فتشوف هذا الفصيح عتبة واللا الوليد تجده ينهار أمام ما يسمع، دعوني أحدثكم بعد قليل عن تأثير
القرآن في سامعيه.
القرآن الكريم لما كان يتلوه النبي صلى الله عليه وسلم كان له قوة تأثير على سامعيه بشكل غير طبيعي،
هذا من اللحظة الأولى من نزول القرآن، ملك قلوب العرب.. أفئدة العرب سواء الذين شرح الله سبحانه وتعالى
صدرهم للإسلام فاعتنقوا الإسلام تأثرا بهذا القرآن أو من وضع الله سبحانه وتعالى على بصره وعلى سمعه
غشاوة القرآن، كان هو العامل الحاسم في إسلام العرب ومن ثم إسلام العجم، قصة إسلام عمر بن الخطاب
رضي الله عنه سأحدثكم عنها، سمع آيات فقط من سورة طه لما تليت عليه زلزلت قلبه وهو كان ينوي أن يقتل
النبي صلى الله عليه وسلم، في لحظات من سماع القرآن أصبح من أعلام الإسلام ومنارات الهدى وهو عينة
من عينات الإيمان والبرهان واليقين على عظمة هذا القرآن، هناك مثل للكفر والجحود والنكران.. هذا المثل
الذي تأثر بالقرآن لكن مع ذلك ما أسلم، هناك من يمثله وهذا الجانب المظلم منه عتبة بن الربيعة سأحدثكم
عنه، لكن دعوني أحدثكم عن الوليد بن المغيرة الذي أعرض عن الحق بعد معرفة الحق وبعد ما جاءه القرآن
بعظمته وعرف حقيقة أن هذا إعجاز الوليد، كفر رغم معرفته أن هذا القرآن حق، في القصة أن الوليد بن المغيرة
جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحدث النبي صلى الله عليه وسلم عن المشكلة التي بينه وبين قريش..
يعني أنت عملت لنا مشكلة يا محمد.. يعني كنا إحنا متوحدين ففرقتنا- وعلى فكرة هذا من المعاني المهمة:
الوحدة على باطل لا قيمة لها في الإسلام- يعني كان العرب متوحدين فجاء النبي صلى الله عليه وسلم هو
اللي فرقهم، قريش كانت متوحدة لكن كانت متوحدة على باطل.. ليس لها قيمة الوحدة العربية على باطل، لا
قيمة لها، الوحدة الوحيدة المقبولة هي الوحدة على الإسلام، فعلى كل حال جاء هذا الوليد يشتكي إلى
النبي صلى الله عليه وسلم.. يعني أنت سحرتنا وأنت فرقت بيننا.. حتى الواحد مع ابنه صار عنده مشكلة،
فالنبي صلى الله عليه وسلم ما فعل شيء سوى أنه قرأ عليه القرآن.. فرق الوليد وتأثر وتغير وجهه ولم يرد
ورجع إلى قريش فقالوا: قد تغير الوليد، وأخبروا فورا أبا جهل- عمرو بن هشام- الذي يقول عنه النبي صلى الله
عليه وسلم: هذا فرعون هذه الأمة، شوف.. والله تأملت أنا في السيرة.. يعني هذا أبو جهل جعل هدفه في
الحياة معاندة
الإسلام.. إذا يسمع أنه في واحد تأثر بالقرآن ولا بمحمد صلى الله عليه وسلم يعمل قضية من أجل أنه يمنعه
من هذا التأثر فلما وصل لأبي جهل خبر أن الوليد أبن المغيرة، طبعا يا جماعة لما أقول لكم الوليد بن المغيرة
بس عشان تعرفوا قيمة الوليد، الوليد هو أبو خالد الوليد بن المغيرة، كانت مكانته في العرب أن قريش قالت: لو
كان القرآن نزل على الوليد لآمنا وهذا في القرآن الكريم: {وقالوا لولا أنزل هذا القرآن على رجل من القريتين
عظيم} لو نزل على الوليد كنا أسلمنا، لو نزل على عروة ابن مسعود الثقفي سيد الطائف لأسلمنا، لكن ينزل
على واحد عادي فينا.. لا.. ما نقبل، فهذا الوليد بن المغيرة، فأبو جهل خشي وخاف أن الوليد يتأثر بالقرآن
ويسلم، إذا أسلم الوليد كارثة عليهم فجاءه فقال: يا عم إن قومك يريدون أن يجمعوا لك مالا فيعطوك هذا المال
حتى لا تأتي لمحمد لتعرض لما قاله محمد، فقال الوليد مستاء: قد علمت قريش أني من أكثرها مالا فقال أبو
جهل: فقل في محمد قولا يبلغ قومك.. يعني إذا أنت ما تريد مالا إحنا خائفين إنك بس تريد محمدا.. تتبعه
عشان تصير سيدا معاه.. عشان تأخذ الأموال إذا كان هذا آخر همك فقل في محمد وقل في القرآن قولا حتى
يعرفوا إنك ما تغيرت، فقال: وماذا أقول؟ ماذا أقول؟ اسمعوا كلمة الوليد: والله ما فيكم رجل أعلم بالشعر مني لا
برجزه ولا بقصيده ولا بأشعاره وأشعار الجن فيه، والله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا، والله إن لقوله لحلاوة
وإن عليه لطلاوة وإنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله وإنه ليعلو ولا يعلى عليه وإنه ليحطم ما تحته، أي وصف عجيب
للقرآن! يعني لم يمدح القرآن كما مدحه الوليد، ولذلك يقولون: الحق ما نطقت به الأعداء، فأبو جهل خاف إن
هذا الكلام يصل للناس فيسلموا فقال: والله لا أرضى عنك ولا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه، فقال: دعني
أفكر، فأخذ يفكر ويفكر.. فقال: ما فيه شيء إلا السحر {إن هذا إلا سحر يؤثر} الآن الانتقالة من الإعجاب بالقرآن
إلى تكفير صاحب القرآن بأنه ساحر، قولة شنيعة جدا للوليد بن المغيرة، ولذلك لما الوليد قالها وأصر عليها كان
هجوم القرآن عليه كاسحا.. هجوم القرآن على الوليد بن المغيرة بسبب إنكاره للحق بعد أن عرفه بعد قليل إن
شاء الله.
مازلت أحدثكم عن قصة الوليد بن المغيرة، الوليد بن المغيرة جاء للنبي صلى الله عليه وسلم، النبي صلى الله
عليه وسلم قرأ عليه القرآن فتأثر.. تأثر ومدح القرآن مدحا عظيما فجاء أبو جهل وبدأ يستفزه أنك تريد أن تتبع
محمدا فقال: لا تريد مالا؟ فقال: لا، قال له: إذن فلابد أن تقول في القرآن قولا، واجتمعت قريش، طبعا هو في
النهاية قال: هو سحر يؤثر، كيف وصل إلى هذا؟ لما اجتمعت قريش عند الموسم قال الوليد: إن وفود العرب قد
اجتمعوا في الموسم وسيسمعون محمدا فأجمعوا رأيا لا يكذب بعضكم بعضا، ما يصير واحد يقول: شاعر والثاني
يقول: ساحر والثالث يقول: كاهن.. ما يصير، فقالوا: نقول: كاهن فقال الوليد: والله ما هو بكاهن.. لا هو
بزمزمته، الكهانة هذه لها حركاتها، يعني لا هو بزمزمته ولا سجعه ولا حركات الكهنة، فقالوا: نقول: مجنون، قال:
ما هو بمجنون.. لا بخنقه ولا بوسوسته، المجنون أيضا له حركاته الخاصة، قالوا: نقول: شاعر، قال: ما هو
بشاعر، قد عرفنا الشعر كله.. رجزه وهجزه وقريضه ومبسوطه ومقبوضه، قالوا: فنقول: ساحر.. شوفوا ماذا يقول
الوليد اللي هو فيما بعد قال: ساحر.. ماذا يقول؟ قال: والله ما هو بساحر ولا بنفثه ولا بعقد السحرة اللي
عندهم نفخ وعندهم عقد وعندهم.. فاحتاروا عنده فقالوا: أنت أعلم واحد فينا.. ماذا نقول؟ قال: والله- شوفوا
كلمة الوليد- ما أنتم بقائلين من هذا شيئا إلا وأنا أعرف أنه لا يصدق، كل هذا كذب.. ليس بكاهن.. ليس
بساحر.. ليس بشاعر.. ليس بمجنون، قالوا: دبرنا.. أنت أعظم، شوفوا الآن ليش القرآن هجم هذا الهجوم
الكاسح على الوليد؟ لأنه عرف الحق وأنكره، وهو أعلم واحد فيهم بهذا الحق، ففكر- شوفوا القرآن يصف هذا
وصفا عجيبا سأحدثكم عنه بعد قليل- جلس يفكر: كاهن؟.. لا.. شاعر؟.. لا.. مجنون؟.. لا.. ساحر؟.. لا..
وبعدين؟ ماذا نقول؟ وإذا ما اتفقنا واختلفنا سيؤمن العرب به، ففكر وقدر ونظر وتأمل فرجع لهم وقال: أقرب القول
إنه ساحر.. قولوا عنه: يقول كلاما هو سحر يفرق بين المرء وابنه والمرء وأخيه والمرء وزوجته والمرء وعشيرته،
فأخذ سادة قريش هذا الكلام وانطلقوا نحو قبائل العرب المقبلة على الحج- هذا في الجاهلية.. مازالت في
بداية الإسلام- وجلسوا على الطرق يحذرون الناس من هذا الساحر، فانظر وتأمل كيف وصف القرآن تأثير هذا
القرآن في نفس الوليد وفي نفوس العرب: حتى ينتزع الرجل من أهله ومن عشيرته انتزاعا، خافوا منه، قريش
خافت منه بحيث لا يتمكن أحد من الهروب من تأثير القرآن ولا يلوي على شيء من ذلك، الله سبحانه وتعالى
وصف الوليد.. قال: {ذرني ومن خلقت وحيدا وجعلت له مالا ممدودا وبنين شهودا ومهدت له تمهيدا ثم يطمع أن
أزيد كلا إنه كان لآياتنا عنيدا} شوفوا الوصف العجيب! القرآن يصف: يعني يريدني أن أكرمه بعد ما فعل اللي
فعل.. معتز بماله وبأولاده وكذا.. كلا.. ليس له عزة، ليس له مكانة {سأرهقه صعودا إنه فكر وقدر فقتل كيف قدر
ثم قتل كيف قدر ثم نظر ثم عبس وبصر ثم أدبر واستكبر} أدبر بعد ما عرف الحق واستكبر {فقال إن هذا إلا
سحر يؤثر إن هذا إلا قول البشر} يقول الله عز وجل: {سأصليه سقر} ثم جاءت الآيات والآيات في ذم الوليد، بعد
ما عرف الحق أنكر الحق، جاء ذمه في المدثر وجاء ذمه في نون وغيرها من آيات كتاب الله رب العالمين، هذا
التأثر الذي حدث للوليد حدث لغيره أيضا، حدث لعتبة بن الربيعة وحدث كذلك لعمر بن الخطاب، أما عتبة فكفر
ومات على الكفر وأما عمر فآمن، وقصص أخرى تحدثنا عن تأثر العرب بهذا الكتاب العظيم.
مزيد في الحلقات القادمة إن شاء الله عن تأثير القرآن وسحر البيان الذي أسميته سحر القرآن في لقاءنا القادم
إن شاء الله، شكر الله لكم حسن المتابعة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.









 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
العرب, تأثر, بالقرآن


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 07:43

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc