في ضيافة الجن----(3)النهاية

[عبدو الصغير]

رابط الجزء الأول
في ضيافة الجن-----(1)


رابط الجزء الثاني
في ضيافة الجن------(2)

السلام عليكم ورحمة الله



بقيت على تلكم الحال أقلب قنوات التلفزيون سارحا بعقلي في ما يحدث في هذا المكان وما يدور فيه ولم أشعر بمضي الوقت إلى أن دقت الساعة 10:15 حيث بدأت أسمع بعض الأصوات ممزوجة بضحكات وكان مصدرها تلك الغرف الشاغرة التي حدثتكم عنها سابقا....



المهم...قلت في نفسي بما أن الأمر لا يعنيني ولم يقترب من مكاني فلن أكترث لتلك الأصوات لأنني على علم مسبق بها مثلما أخبرني صديقي من قبل...

وما هي إلا لحظات أي في حوالي10:45 حتى سمعت طرقا على الباب...ثم انتقل إلى النافذة، ايقنت أنه استفزاز الجن فلم أجب ولم أفتح بل بقيت صامتا أنتظر انتهاء هذا الأمر، غير أنه لم يحدث ما انتظرت وعلى النقيض من ذلك فقد زاد الطرق حدة وإزعاجا وانتقل إلى السقف....

بقيت صامتا أردد في نفسي آيات من كتاب الله ومحاولا في الوقت نفسه إيجاد طريقة تخلصني من هذا الموقف العصيب الذي أنا فيه...إلى أن اهتديت إلى فكرة وهي البحث في التلفاز عن قناة للقرآن الكريم، وبالفعل وجدتها وقمت باختيارها وزدت صوت التلفاز متعمدا مجازفا بالأمر لأن صديقي أوصاني أن لا أرفع صوت التلفاز، المهم بعد فعلي ذاك توقف الإزعاج، فتنفست الصعداء ...وقمت بخفض صوت التلفاز مرة أخرى....



ورغم أن هذا المكان معزول نسبيا كما أخبرتكم سابقا ولا وجود فيه للبشر المقيمين ولا حيوانات ولا شيء مما يذب على الأرض عدى بعض الطيور... إلا أنني استمعت تلك الليلة إلى مختلف أصوات الحيوانات من نباح الكلاب و عواء الذئاب وخوار البقر وثغاء الشياه.... ومن المؤكد أن مصدر تلك الأصوات هم الجن وهذه طريقتهم - حسبما أخبرني صديقي- يفعلون ذلك قصد إخافة ساكني هذا المكان وهم من العمال البسطاء و إرغامهم على ترك المكان والرحيل من غير عودة....



ولا أظنني أغمض لي جفن تلك الليلة إذ كنت أعد الساعات والدقائق منتظرا قدوم الصباح للخروج من هذا المكان الغريب والمخيف والذي مررت فيه بلحظات عصيبة لم يسبق لي وأن عشتها من قبل....
ومع بروز خيوط الصباح الأولى جهزت نفسي للرحيل رغم التعب الذي مازلت أشعر به لأنني لم أرتح جراء تلك الأحداث، وبعدما اتصلت بصديقي مخبرا أياه برحيلي تاركا له مفتاح غرفته عند أحد العمال انطلقت إلى وجهتي التي أتيت من أجلها... قاطعا عهدا على نفسي أن لا أعود إلى هذا المكان ما حييت حامدا الله على النجاة من شر هذا المكان وشر ما فيه....