الغلو آفة حذر منها الرسول صلى الله عليه وسلم وهي تنعكس على سلوك الفرد والجماعة بالسلبية الشديدة هذا اذا كان الغلو في امور صحيحة فما بالك بالباطل ومن مظاهر الغلو كثرة التفرق وقد كان يحدث قديما عند الخوارج حيث كانو يتفرقون عند كل مسالة جديدة تجد عليهم، فهذا المعيار وهو كثرة التنازع والتفرق والطعن في بعضهم البعض عند جماعة معينة دال دلالة لا لبس على ان هذه الجماعة متنطعة مغالية في دينها وانها بهذا خاسرة لا محالة في الدنيا والآخرة، وقد زعم احد المعاصرين ان جماعته التي ينتسب اليها تملك منهجا رشيدا سديدا ربانيا في زعمه وان هذا المنهج كفيل بان يعصمهم من التفرق فلم تمض الايام حتى اصبح هؤلاء يطعن بعضهم في بعض ويرمي بعضهم بعضا بعظائم الامور هذا بعد ان كانو يزكي بعضهم بعضا ويثني بعضهم على بعض فلم يعصمهم ذلك المنهج المزعوم بل زادهم نكسة على نكسة، تخيلو ان احدهم وصف من كان يزكيه ويجعله من الاكابر المقدمين اصبح بقدرة قادر معتزليا شريرا مبغوضا منتكس الفطرة ولم يسكت الموصوف بالاعتزال فقد رد الصاع صاعين، وقد اصبحت انقساماتهم الاميبية مقرفة، ما يجعل الباحث الذكي يترك متابعة هذه الانقسامات التي تحصل صباح مساء فانت قد تنام عليهم متفقين فلا تصبح الا وقد تفرقو بسبب كلمة او جملة او...الخ، ولا يملك الانسان الا ان يقول هذا ما يجلبه الغلو على اهله وهذا ما اخبرناه ابا القاسم.