المشكلة ليست مشكلتي إنها استشارة نفسية ومعها الجواب
وضعت للفائدة فقط ولمن يبحث عن حل لمشكلة من هذا النوع
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مُشْكلتي تَتَلَخَّص في تأخُّر زواجي، على الرغم مِن كثْرة الخُطَّاب، فلا يمرُّ شهرٌ وإلا ويتقدم خاطبٌ، لكني لا أشعُر بالارتياح لأحد، بل في أحيان كثيرة أشعُر بالنفور!
حدَث أن تَمَّتْ خطبتي تحت ضغط أهلي مِن شابٍّ جيد جدًّا في رأي كُلِّ مَنْ رآه، كما أنه وسيم، ولكني كنتُ أشعُر بنفورٍ شديدٍ منه، ولا أعلم سببَه، حتى إنني فسَخْتُ خطبتي قبل زواجي بشهْرٍ.
بدأتُ أقلق مِن تقدُّم السِّنِّ والوحدة، وتهديدات أهلي لي بزوال النِّعمة مِن أمامي لرفضي هذا الشاب، والكم الهائل من الخطَّاب الذين أراهم.
كما أنَّ أهلي يطْلُبون مِني الزواج من أي شخص مناسب، وأن أتغاضَى عن مسألة القَبول والرضا، ولكن لا أستطيع الضغط على نفسي، أو الزواج من شخصٍ لا أحبه.
أرجو منكم المشورة.
الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أختي الحبيبة، حفظك الله, أسعدني أن أتلقَّى استشاراتكِ، وأرجو أن أفيدكِ ببعض ما أملك.
إنَّ الرفْضَ المتكرِّر للخُطَّاب يُوقِف طرُق الشباب، ويثير حول الفتاة الارْتياب، خاصَّة إذا كان الرفضُ بدون أسباب!
منَ المؤكَّد أنكِ تعلمينَ أنَّ كلَّ فتاةٍ لها سِنٌّ ووقتٌ تكون فيه مرغوبة ومطلوبة أكثر.
وبما أنَّ الزواج لا يَعْرف الإجبار ولا الإكراه، والإسلام يحذِّر مِن إكراه النساء على الزواج، ويعتبر الإذن من الفتاة قبل الزواج أمرًا ضروريًّا، فلا ينبغي بالطبع أن تقبلي بخطبة تحت ضغط والديك، ولكن قد يحدُث أنَّ كثيرًا من الفتيات يتردَّدنَ في البداية، ثم يسعدن مع أزواجهنَّ بعد ذلك؛ ﴿ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 19].
أنصحكِ عندما يتقدم إليكِ أحدٌ أن تتعرَّفي على صفاته، وأن تعطيه أكثر مِن فُرصة لقَبُوله, فإذا وجدتِ في نفسِكِ مَيْلاً، ووافَق الأهل، فلا تَتَرَدَّدي في إكمال المشوار, ولا ينبغي أبدًا تأخير الزواج بدون أسباب, ولا تحكمي عليه مباشرةً قبل الجلوسِ مع نفسكِ، ومقارنة السلبيَّات بالإيجابيَّات، ولتبْحثي عن أسباب النفور إنْ وجدتِ, أمَّا إذا لَم تكنْ هناك أسبابٌ، فعليكِ أن تعلمي عواقِب ونتائج رفْضكِ للخاطب، فإذا اعتذرتِ الفتاةُ بأسباب غير مقنعة، ابتَعَد الشبابُ عنها، وحذَّرَ بعضُهم بعضًا منعًا للإحراج، ثم يأتي عليها وقتٌ تتمنَّى فيه أن يأيتها أحدٌ!
ولا بُدَّ أن تعلمي أنه لا يوجَد رجلٌ كاملٌ، وأن الإنسانَ يجتهد في أنْ يَخْتارَ أكثر الناس قربًا من الله - عزَّ وجل، وأنسبهم له، وصاحب السمعة الطيبة، والخَلُوق، وبعد أن تبحثي عن أسباب الرفض التي وجدتِها، فلتُخْبِري والديك بها، لكي يَتَفَهَّموا مبررَ الرفض، كما عليكم أن تتناقشوا في ذلك.
وأخيرًا، اجتهدي أختي في أن تتعرَّفي على بعضِ الأخوات الصالحات، لا سيما المتزوِّجات، ممن لهنَّ تجربة في الحياة، وتستطيعين أن تستأمنيهنَّ على أسراركِ، فلتستشيريهن في أموركِ الشخصية، وهذا - إن شاء الله - سيكون له دورٌ كبير في سُهُولة تحسُّن رؤيتك للخاطِب.
نصيحتي لكِ بتقوى الله، ثُم بكثرة اللجوء إليه.[
ونسأل الله أن يقدرَ لك الخير، ثم يرضيك به، وأن ييسِّر لك الزوج الصالح المناسب، والله الموفق.
الألوكة