.. أَحبّتي .. السـّلام عليكم وبعد :
.. ما اجمل ان تكون الصراحة عنوان الحوار بيننا .. فنضع النقاط على الحروف لتُقرأ الكلمات على النحو الصحيح .. ونضع اليد على الجرح .. ليس لتعميقه ولكن لوقف النزيف .. وَ مِن الجراحات التي تنزف والآلام التي يُسْمع أنينها عن بعد" هو تدهور حال صيادلتنا و صيدلياتنا " التي أصبحت مضرب المثل في الطريقة المادية الصرفة في التعامل مع الزبائن (المرضى ).. حاشا القلة القليلة منهم .. وإلا كيف تفسر لي غياب بعض الصيادلة -شبه الدائم - عن الصيدلية ؟!! فلا تراه الا دقائق معدودة يَعُدّ النقود ثمّ يمضي إلى مشاغله الاخرى ويترك المحل تحت رحمة من هم ليسوا بأهلٍ لمثل هاته المسؤولية العظيمة أمام الله عز وجل وأمام القانون والظمير المهني ..
نعـــــــــم ..الكثير من الصيدليات اليوم يسيّرها أناس هم أبعد الناس عن ميدان الصّحّة والأدوية .. وخاصة التي أصحابها نساء .. حيث تعتبر الصيدلية في نظرهم مشروعا اقتصاديا بحت والتفكير دائما منصبٌّ على كيفية جذب الزبائن حيث ترى التنافس على بيع الأدوية من غير استشارة الطبيب .. بل أصبح بعض منها ينافس الاستعجالات الطبية في غرز الإبر للمرضى وما حكاية الكوكتيل( solumedrol inj+aspegic inj + amoxicilline inj ) عنا بخفيّة .. والأعجب من ذلك كله تجد بعضهم يتهكّم على بعض وصفات الأطباء ويستبدل من وجهة نظره الخاصة بعض ما يصفه الطبيب من أدوية تحت مظلة .. "جربت هذا الدواء على فلان وخرج عليه ".....استغباء للشعب مستغلين النقص الفادح للثقافة الطبية عند ابناء شعبنا الذين يرون كل من يلبس مئزرا ابيض اللون .. طبيبا ... ومن المشاهد الخطيرة التي تحصل في الصيدليات هو وصف الأدوية للرضع والحوامل .. وما ادراك ما الحوامل .. فمثلا .. يأتي زوج المريضة الحامل فيقول له " كاش ما كاين دواء للمرا أراه مريضة .. ويحكيله وش عندها .. فيسارع البائع ويجلب الدواء وتجده يتفنن في شرح كيف تشربه المدام ... وهو والله ما على باله اصلا اراه حامل ولا لا؟؟.. وءاخر يأتي ويقول له "أراه الطفل ما ديقاجاش - constipé-من البارح .. فيسارع الرجل إلى glycerine suppo ويقول له بإذن الله ضربه ضربه .. وهو لا يدري إن كانت هناك احتمال تدخل جراحي مستعجل .. OIA.. ام لا ؟؟ .. ولو أطلقت العنان لقلمي ليحصي الاخطاء والزلات العظيمة التي تحصل في الصيدليات لجفّ الحبر ولم تنفذ الاخطاء .. والله المستعان ..
لذلك هي رسالة عاجلة إلى إخواننا وزملائنا الصيادلة لتدارك الامر .. فالخطب جلل .. وصحة المجتمع متعلقة بمدى إخلاصكم بتأدية مهامّكم ... الصيدلية ليست ككل الدكاكين المفتوحة في الأسواق.. ومهما كانت الأعذار فلا يثنيكم ذلك على اداء واجبكم على النحو الصحيح ..
وفي الختام ارجوا أن لا يحمل الكلام على غير الوجه الذي أريد له .. وانبه ان حديثي لا أقصد به النزهاء الشرفاء من اهل الميدان والذين أحيّيهم وأزف إليهم أسمى عبارات الشكر والتقدير لما يبذلونه من جهد حرصا منهم على الصحة الدائمة لابناء المجتمع ...
الموضوع في الحقيقة جد طويل والحديث فيه يطول اكتفي بهذا القدر ... وعذرا ان سببت الإحراج لبعض الزملاء فشفاء الجرح يتطلب الصبر على مداواته .. و ما أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله ... والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل ..