ستكلف ميزانية الأجور السنوية للأساتذة الإسبان الذين ستجلبهم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي إلى الجزائر، خزينة الدولة ما قيمته 28 مليون أورو سنويا، دون احتساب باقي التكاليف المتعلقة بالسكن الوظيفي المجاني وتذكرة الطائرة للأستاذ وزوجته والأولاد القصر.
وأسرّت مصادر على صلة بالملف لـ؛الشروق" أن أجرة الأستاذة برتبة دكتور ستكون في حدود 2730 أورو أي ما يعادل 38 مليون سنتيم بالعملة الوطنية، و2360 أورو للأساتذة برتبة أستاذ ماستر أي حوالي 34 مليون سنتيم، وباحتساب عملية بسيطة لأجور ألف أستاذ ستكون الميزانية السنوية للأجور فقط حوالي 28 مليون أورو، تؤكد ذات المصادر، فضلا عن السكن الوظيفي بشقة من ثلاث غرف وبها كافة الأثاث والمستلزمات.
وقال مدير التعاون بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أرزقي سعيداني، أن اهتمام وزارة التعليم العالي بجلب أساتذة أسبان يندرج ضمن خطة استراتيجية تمتد على مدار 4 سنوات لتطوير اللغات الأجنبية وخاصة الانجليزية والإسبانية وفق دفتر شروط صارم يخص الخبرة والتحكم في اللغة، مشيرا إلى أن مصالح الوزارة عبّرت عن رغبتها في جلب أساتذة يتحكمون في هذه اللغات ليس من إسبانيا فقط بل من الولايات المتحدة وبريطانيا وماليزيا وغيرها.
وحسب محدثنا فإن تركيز الوزارة على الأساتذة الإسبان يعود بالدرجة الأولى للوضع الاقتصادي والبطالة التي يعيشها هذا البلد، وتوفره على أساتذة مؤهلين في اللغة الإسبانية كذلك، موضحا بأن الوزارة لم تتلق إلى حد الآن ردودا بخصوص العروض المقدمة.
ولم يستبعد أرزقي سعيداني، لجوء الوزارة إلى الاستعانة بأساتذة زائرين في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق وجلب أساتذة متعاقدين بالعدد الكافي، وأضاف بأن استراتيجية الوزارة لتطوير اللغات الأجنبية وجعل الطلبة الجزائريين يتحكمون فيها، صارت أيضا موجهة نحو التكوين في الخارج للطلبة والباحثين الجزائريين، وكذلك في شق جانب التعاون مع مختلف الدول.
استيراد أساتذة إنجليزية أجانب وتعطيل مناقشة مئات رسائل الماجستير
وفي سياق ذي صلة، انتقد طلبة ماجستير في حديث مع "الشروق" بشدة خطوة وزارة التعليم العالي، خاصة ما تعلق بأساتذة اللغة الإنجليزية، حيث اتهمت التنظيمات الطلابية وزارة التعليم العالي بغض البصر عن مسؤولي الجامعات الذين يعرقلون بل ويجمّدون عملية مناقشة رسائل الماجستير لأساتذة اللغة الإنجليزية عبر عشرات الجامعات الجزائرية، في حين أن شعبة الإنجليزية تعاني عجزا رهيبا في الأساتذة.
وكانت عديد التنظيمات الطلابية الجزائرية، قد نددت بممارسات على مستوى الجامعات الجزائرية عملت على عرقلة مناقشة رسائل الماجستير للغة الإنجليزية خصوصا، حيث أن المئات من الطلبة لم يتمكنوا من مناقشة رسائل الماجستير ومن ثمة التحضير لشهادة الدكتوراه، وهذا منذ سنوات عديدة على غرار جامعة بوزريعة في العاصمة، وجامعة بسكرة وجامعات أخرى، حيث ظل الطلبة معلقين منذ سنتي2004 و2008، ولم يتمكنوا من المناقشة إلى الآن لأسباب تعرفها الإدارة وحدها، حيث يتم في كل مرة خلق ذرائع وأعذار واهية وتافهة في أغلب الأحيان، أبقت الطلبة من دون مناقشة والجامعة الجزائرية في أمس الحاجة إليهم.