الموضوع الثاني
السند النثري :
قال ميخائيل نعيمة في كتابه " الغربال"
" لا بد لي من كلمة عن مقاييسنا الأدبية بنوع خاص . فبلاؤنا ليس بأن لا مقاييس عندنا ، بل أن ليس عندنا
من يحسن استعمال هذه المقاييس وتطبيق الأدب عليها . فمن سوء طالعنا أننا وكّلنا شؤوننا الأدبية إلى جرائدنا
و مجلاتنا في الغالب . وجرائدنا ومجلاتنا تقيس الأدب بعدد مشتركيها ومناصريها وأعمدتها وحقولها . ومن كان
ذاك شأنه فحاجاته الروحية معدودة محدودة . فأنّى له أن يقيس حاجات أمّة أو أمم ؟ وإذا قاسها فبحاجاته وحسب .
لذلك لنا في كل يوم شاعر " مطبوع " أو "عبقري " أو نابغة". وكاتب نحرير " وقصيدة عصماء "أو درّة فريدة "
إلى ما هنالك من الألقاب والنعوت التي جرائدنا ومجلاتنا المباركة أدرى بها منّي . فكثير من القصائد التي تزفّها إلينا الجرائد والمجلات " دررا فريدة " لو قسناه بالمقاييس الأدبية الثابتة لوجدناه عاريا من كل شيء سوى الرنّة. وإن
كان فيه جمال فلا عاطفة ، وإن كان فيه عاطفة فلا جمال ولا حقيقة . وإن كان فيه حقيقة فمبتذلة مشوّهة.
لست أدري – (وربّ الكعبة- )كيف تزهر آدابنا وتثمر ما دامت مقاييسها في أيد لا تعرف من الأدب كوعه من
بوعه ؟ لا ، ولا أعلم كيف وصلنا إلى هذا الحدّ من الهبوط وعندنا من الآثار الأدبية ما لو قيس بأدق المقاييس لكان
راجحا . كيف يكون لنا أبو العلاء الذي جمع في كثير من قصائده ومقاطعه بين دقّة البيان وجمال التنسيق ورنة الوقع وصحة الفكر . ولا نخجل أن نلقب " بالأمير" و "النابغة" و"العبقري" من ليس في شعرهم سوى الزركشة والرنّة؟
فقد تطرب حين تقرأه ، لكنك تنساه في الحال وتلقيه من يدك وليس في قلبك وتر يتحرك ، ولا في رأسك فكر يفيق .
إنّ حاجتنا ليست إلى مقاييس أدبية ثابتة ، فهي وافرة لدينا ، إنّما حاجتنا إلى من يحسنون استعمال هذه المقاييس ،
لا سيّما في دورنا الحالي لأنه دور انتقال . حاجتنا إلى شعراء وكتّاب يقيسون ما ينظمون و(يكتبون بهذه المقاييس)
فيسيرون وتسير معهم آدابنا في الصراط القويم ، وإلى ناقدين ممحّصين (يميزون بين غث الأدب وسمينه )، فلا يحسبون الأصداف دررا ولا الحباحب كواكب
.
( الحباحب : ذباب ذو ألوان يطير في الليل ، في ذنبه شعاع كالسراج )
الأســـــــــــــــــئــــــــــــــــــــلـــــــ ـــــــــــــة
البناء الفكري 8 نقاط
1* ما القضية االتي تناولها الكاتب في هذا النص ؟وما الهدف من إثارتها ؟ 1ن
2*أين تلمس نبرة النقد والسخرية من القضية ؟ وضح إجابتك بثلات جمل من النص 1ن
3* ما النتيجة التي توصل اليها الكاتب ، وما رأيك في ذلك ؟ 0.5ن
4 * إلى أي فن نثري ينتمي هذا النص ؟ هات بعض خصائصه 1. ن
5* في النص نمطان اذكرهما محددا مؤشرين لكل منهما 2ن
6* كيف تبدو لك شخصية الكاتب من خلال النص 0.5ن
7* لخص مضمون النص في بضعة أسطر 2ن
البناء اللغوي : 8 نقاط
1* وظف الكاتب الأسلوب الانشائي في مواضع كثيرة ، مثل له بمثال من النص مبينا صيغته وغرضه الأدبي 1ن
2* أعرب ما تحته خط إعرابا مفصلا وبين محل الجمل الواقعة بين قوسين من الإعراب 3.5ن
3* استخرج الصور البيانية الواردة فيما يلي مبينا نوعها وأثرها البلاغي
" لست أدري – ورب الكعبة – كيف تزهر آدابنا وتثمر ما دامت مقاييسنا في أيد لا تعرف من الأدب كوعه
من بوعه ؟" 2.5ن
- - -3
4* في النص أساليب توكيد ، استخرج ثلاث قرائن لفظية دالة عليها مبينا دورها في بناء النص 1ن
التقويم النقدي : 4نقاط
يعكس النص خصائص المدرسة التي ينتمي إليها الكاتب . أذكر هذه المدرسة وأبرز روادها مستعينا بأهم
خصائصها من خلال النص .
بالتوفيق والسداد للجميع
أستاذتا المادة
التصحيح النموذجي للموضوع الثاني في اللغة العربية وآدابها
سلم التنقيط
1 ن
1ن
0.5ن
1ن
2ن
0.5ن
2 ن
1ن
3.5ن
2.5ن
1ن
4 ن الموضوع الثاني
البناء الفكري :8 نقاط
ج 1: تناول الكاتب موضوع حاجة الأدب الى المقاييس الأدبية وإلى من يحسنون استعمالها . والهدف من إثارته تصحيح المفاهيم الخاطئة الناجمة عن سوء استغلال المقاييس النقدية في الأدب لكونه ناقد ،وخدمة الأدب بصفة عامة
.
ج 2: نلمس نبرة النقد والسخرية في قوله
- بلاؤنا ليس بأن لا مقاييس عندنا – جرائدنا ومجلاتنا تقيس الأدب بعدد مشتركيها....- جرائدنا........المباركة أدرى بها مني - إن كان فيها جمال فلا عاطفة وإن كان فيع عاطفة فلا جمال ...- لست ادري كيف تزهر آدابنا ....- لا يعرف كوعه من بوعه - كيف وصلنا إلى هذا الهبوط.........
ج 3: النتيجة التي توصل اليها الكاتب هي أن حاجتنا ليست الى مقاييس أدبية ثابتة وإنما الى من يحسنون استعمالها من شعراء وكتاب ونقاد فيسيرون وتسير معهم آدابنا في الطريق القويم .
ج 4 :النص مقال نقدي تناول فيه قضية أدبية ومن خصائصه
- وحدة الموضوع – اعتماد النص على عناصر بناء المقال ( مقدة عرض وخاتمة ) – سهولة الاسلوب ...
ج 5: النمطان الموظفان في النص هما
السردي : ومن مؤشراته توظيف الأفعال الماضية والظروف
التفسيري : ...........................الشرح والتحليل والاستنتاج. والاقناع والتمثيل
ج 6 :تبدو شخصية الكاتب من خلال النص أنه ناقد بناء ينتقد مسألة ويدعمها بالبديل دون تعصب رغم ثورته على ما يحدث الا انه بدى هادئا ساخرا في بعض الأحيان ساخطا موجها الى الطريق السليم.
ج 7: التلخيص
لقد أصيب أدبنا ببلاء عظيم رغم وجود مقاييس خاصة به إلا أن سوء استغلالها أدى به إلى الهاوية . فالأدب ليس بحاجة الى مقاييس ثابتة فحسب وإنما الى الذين يحسنون استغلالها خدمة للأدب وتطويره .
البناء اللغوي :
ج 1: الأسلوب الانشائي الموظف بكثرة في النص جاء بصيغة الاستفهام في قوله
أنى له أن يقيس حاجات أمة ؟ كيف تزهر ؟ كيف وصلنا ؟
والغرض منع ابداء التذمر والغضب
ج 2: الإعراب
عاريا : حال منصوبة وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة على آخرها
أدري : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على آخره منع من
ظهورها الثقل
لو : شرطية غير جازمة حرف امتناع لامتناع مبني على السكون لا محل له
من الاعراب
المقاييس : بدل من اسم الاشارة منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على
آخره
محل الجمل من الاعراب
( رب الكعبة ) : جملة اعتراضية لا محل لها من الاعراب
( يكتبون بهذه المقاييس ) : لا محل لها من الاعراب لأنها تابعة لجملة لا محل لها من الاعراب
( يميزون بين غث الأدب ) : جملة فعلية في محل جر صفة
.
ج 3 :الصور البيانية الواردة في القول نوعها وأثرها البلاغي هي
( كيف تزهر آدابنا ) استعارة مكنية حيث شبه الأدب بنبتة فحذف المشبه به وترك أحد لوازمه
بلاغتها : تجسيد المعنى وتقريبه في صرة محسوسة ملموسة مع الوضوح
( لا يعرف كوعه من بوعه ) كناية عن صفة وهي الجهل
بلاغتها : تصور المعاني تصويرا مرئيا ترتاح له النفس كما تعرض عليك قضية وفي طيها برهانها .
ج 4:أساليب التوكيد الواردة في النص وقرائنا اللفظية هي:
إنّ – إنّما – والتكرار ( مقاييس – جرائدنا ومجلاتنا ..)
التقويم النقدي : 4نقاط
المدرسة التي ينتمي اليها الكاتب هي الرابطة القلمية التي أنشأها مجموعة من أدباء المهجر بالولايات المتحدة الأمريكية ، ومن أبرز روادها جبران خليل جبران
ميخائيل نعيمة –خليل مطران وايليا ابو ماضي ونسيب عريضة.
أهم خصائصهامن خلال النص ما يلي :
1/ الدعوة الى التجديد
2/ سهولة اللغة
3/ ربط الأدب بالحياة
4/ البعد عن التصنع والتكلف
5/ استعمال الخيال
بالتوفيق للجميع في امتحان البكالوريا