اطماع الدولة المجوسية
حين أنتصرت ما تسمى الثور الاسلامية فى أيران ,للاسف وبعد عودتة من منفاة قال الامام الخمينى , أن على العرب أن يعتادوا على الحكم الفارسى من الان فصاعدا , ومنذ ذاك التاريخ بدأت المؤشرات التى تفضح الاطماع والنوايا الايرانية فى الظهور شيئا فشيئا , والتى تشكل فى حد ذاتها تهديدا حقيقيا وجديا للامن القومى العربى وللأمة العربية بأثرها .
وفى مقارنة سريعة وعاجلة بين السياسة الصهاينة والسياسة الايرانية , نستطيع أن نحدد مدى الخطر الذى تشكلة أيران وسياستها تجاة الوطن العربى , ووحدة أراضية وأستقلالة , وأنها تتطابق مع السياسة الاسرائيلية فيما يتعلق بنظرتها للأمة العربية , فاذا كانت اسرائيل تشكل الخطر الاهم على الوطن العربى وامنة , وهذا ما لايختلف علية اثنان , فأن أيران تشكل الخطر نفسة على الامة العربية وأمنها القومى , فأسرائيل التى زرعها الغرب كرأس حرب لة فى المنطقة , بعد سقوط عصر الاستعمار , وذلك خدمة ومحافظة على مصالحة فى المنطقة , وخاصة النفطية منها , وعلى طرق مواصلاتة , ظلت اليهود طوال الستين عاما الماضية هى التهديد الاكبر , الذى يتهدد العالم العربى وامنة القومى , ووحدة اراضية , وذلك من خلال أطماعها التوسعية والاستيطانية فى المنطقة العربية , ومن خلال احتلالها لفلسطين التاريخية , والحروب التى شنتها ضد الامة العربية منذ عام 1948 واحتلالها للارضى العربية , فى مصر وسوريا والاردن ولبنان , وضربها للمفاعل النووى العراقى , حتى أنها ذهبت أبعد من ذلك بكثير , حين أغار الطيران الصهيوني على مقرات منظمة التحرير الفلسطينية فى تونس , أى أن أسرائيل المزروعة فى الجسد العربى مثلت التهديد الحقيقى والاهم طوال العقود الستة الاخيرة للامة العربية , وهى لازالت تمثل هذا التهديد من خلال سياستها العدوانية وأطماعها التوسعية , وهى التى تقول بدولة يهودية من النيل الى الفرات , حسب ادبياتها ومعتقداتها الدينية , ورغم كل الاتفاقات والمعاهدات لازالت اليهود تمارس سياستها العدوانية مهددة بذلك الامن القومى العربى من محيطة الى خليجة .
واذا كان مايهدد الامن القومى العربى هو هذة الدول والقوى الساعية الى تهديد أستقرار واستقلال ووحدة الاراضى العربية , فأن أيران تشترك مع الصهاينة بنفس الاطماع والاهداف , فهى ومنذ انتصار الثورة الخمينية لاتخفى أطماعها فى المنطقة العربية , ولاتخفى رغبتها فى فرض سيطرتها ونفوذها على الوطن العربى , حتى أنها لاتمانع لتحقيق ذلك فى استخدام القوة العسكرية , حيث تشارك اسرائيل التى تحتل ارضى عربية فى أحتلالها هى ايضا لاراضى عربية فى الاهواز , وفى الخليج العربى كما هو الحال فى طنب الكبرى والصغرى وابوموسى التابعة لدولة الامارات العربية المتحدة , وتهديدتها الاخيرة التى سمعناها على ألسة سياسيها ورموزها الدنية , حول مملكة البحرين , والتى تهدد أستقلالها وسيادتها وذلك من خلال الادعاء بأن مملكة البحرين هى المحافظة الرابعة عشر فى ايران , ثم ها هى وعبر مستشار الرئيس الايرانى على نجفدارى , تهدد دولة الامارت العربية وسيادتها , وتلمح الى أمكانية غلق مضيق هورمز , الممر البحرى الحيوى لدول الخليج كافة , وذلك لان الامارات العربية لم تقبل احتلال أيران لجزرها , ورفضت حضور مهرجان قمة الدوحة بسبب حضور الرئيس الايرانى , وهذا يدلل على منطق الاستكبار والاستقواء , ويفضح الاطماع والنوايا الايرانية فى المنطقة العربية , والذى لايختلف مطلقا عن السياسة والاطماع الاسرائيلية , بل ويشترك معها فى هذة النقطة بالذات , فايران الدولة الاسلامية , الجار الشرقى للوطن العربى , لم ولن تحافظ على علاقات حسن الجوار ,والتى تقرها وتحفظها المواثيق والاعراف الدولية , ولم تحترم الاسلام الذي يجمع الامة العربية بأيران , فايران التى اسعدها الاحتلال الامريكى للعراق , والذى خدم مصالحها وفتح البوابة العربية أمام أطماعها , وكأن المصالح الامريكية والايرانية تقاطعت عند هذة النقطة , أو كأنها نفس السياسة , ونفس الاطماع تجاة الامة العربية , ايران هذة لازالت تحاول فرض نفوذها وسياستها على بعض الدول العربية , وذلك من خلال ادوات لها أستطاعت شرائهم باموال النفط , لتنفيذ سياستها وتحقيق اهدافها ومخططاتها التوسعية والطامحة الى دور قيادى للمنطقة برمتها , وما ادعاء الملات حرصهم على الدين والامة , وعلاقات حسن الجوار والوقوف فى خندق واحد ضد الاطماع الاسرائيلية , ما كل هذة الادعاء ات ألا ا كاذب باطلة , والدليل على ذلك الموقف الايرانى الاخير خلال العدوان الاسرائيل على قطاع غزة , ثم تهديداتها للبحرين والامارات , ومحاولاتها الحثيثة لضرب الصف والوحدة الفلسطينية , أن كل ذلك يكشف النوايا والاهداف الايرانية , وما تبيتة للامة العربية وأمنها وأستقلالها ,.
أن التدخل الايرانى فى الشأن العربى , سواء فى لبنان أو العراق أو فلسطين , يثبت بما لايدع مجالا للشك أن أيران لاتريد الخير لهذة الامة , بل أنها تسعى لتزرع بزور الفتنة والشقاق بين صفوفها من خلال شراء المواقف بأموال النفط الامريكية .
فالمقارنة أذن بين أسرائيل وأيران جائزة فى هذة النقطة , بل أنها واضحة ولايحتاج أثباتها الى جهد كبير , فأسرائيل التى كانت ولازالت تشكل التهديد للامة العربية , عبر سياستها التوسعية والاستعمارية , تتلاقى مع أيران فى هذة النقطة , فها هى ايران تهدد , وتحتل, وتسعى لضرب الوحدة العربية كما تفعل اسرائيل تماما ,وذلك من خلال ما قامت وتقوم بة فى لبنان وفلسطين والعراق , ومحاولتها ضرب وتقزيم قيادة مصر للامة العربية , انها نفس الممارسات التى تقوم بها أسرائيل ضد الامة العربية , وما الكلام المعسول الذى يخرج من أفواة الملات فى طهران , الا ذر للرماد فى العيون , ومحاولة لاخفاء ما تحت العمائم والعباءات من مؤامرات ضد الامة العربية فضحتها التصريحات والممارسات الايرانية الاخيرة , حيث التقت هنا الاهداف والاطماع الايرانية مع الاهداف والاطاع الاسرائيلية , وتلاقى ما يتفوة بة الحاخامات فى تل أبيب بما يتفوة بة الملات فى طهران , نفس السياسة ينفذها اشخاص يلبسون العمائم أو القبعات , لافرق فقد جمعهم هدف واحد وحقد واحد , فأيران اذن لاتختلف عن أسرائيل فى تهديدها للامة العربية ووحدة أراضيها وأستقلالها رغم تستسر ملاتها بعباءات الدين والحرص على مصلحة الامة الاسلامية نعم