هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين

[لزرق]

لا أحد ينكر تأثير نسب الإضراب على معنويات المضربين إيجابا وسلبا ولا أحد ينكر طريقة تعاطي الوصاية مع المضربين و المحتجين حسب عددهم ارتفاعا وانخفاضا ولأي نقابة كانت الحق بالتباهي بالنسب المسجلة لأي إضراب كان لأنه يرفع من وثيرة الإحتجاجات المستقبلية بل إن نسبة الأستجابة للإضراب تجعل النقابة في ميزان التقييم وتحدد مدى استعدادها لمواصلة النضال من اجل تحقيق مطالبها إلى هنا كل شيء على ما يرام
نسب الإضراب وعدد المحتجين:
أما ان نجعل نسب الإضراب هي الهدف وأننا حققنا مطالبنا بنشر نسب الإضراب المرتفعة وكثرة المعتصمين في الميدان فهنا يكمن الخلل وبعيدا عن الأحكام المسبقة لفشل الإضراب او الإحتجاج الذي تبنته نقابات التربية على اختلاف اطيافها وبعيدا عن النسب التي تتبجح بها كل نقابة - وهذا من حقها- ولنسلم جدلا أن نقابة الإتحاد بلغت نسبة إضرابها 90 % وأن نقابة الأسنتيو 90% ونقابة الكناباست 90% كذلك فمن حق جميع من أضرب واعتصم ان يعرف نتيجة الإضراب بعد أن أطرب مسمعه بنسب الإضراب المرتفعة وامواج المعتصمين البشرية ومن حق جميع من يعنيه ضرر القانون الخاص ومنحة الإمتياز ان يتساءل : وماذا بعد ؟
إن الناظر إلى ما يدور هنا في منتدى الجلفة من مواضيع عن نسب الإضراب وعدد المحتجين وشد ومد وما إلى ذلك يجعل الجميع يعتقد ان كثرة المعتصمين ونسب الإضراب المرتفعة قد حققت المطالب المطروحة والحقيقة أنها انحراف عن الموضوع الحقيقي والتساؤل الذي يجب ان نجد له أجوبة مقنعة ممن يحسبون على السلك النقابي الفاعل
ما هي النتائج المحققة بعد الإضراب ؟ او ما هي النتائج المرجو تحقيقها بعد سلسلة الإحتجاجات ؟ والإضرابات ؟ وكما كنت أقول دائما فإن العمل النقابي ليس هو المقصود في حد ذاته وإنما العبرة بنتائجه وما يؤمن به الجميع في النهاية ما هو موجود في يده أما الدخول في صراعات نقابية نسب إضراب وعدد محتجين وكذا لهو حياد واضح عن جوهر الموضوع

حسنا الجميع قد صار يعلم قوة نقابة الإتحاد وقوة نقابة الكنابست وقوة نقابة الأسنتيو في التعبئة وإصدار البيانات والإعتصامات بل اعترف الجميع بمطالب الآيلين للزوال المشروعة من نقابات ومن وصاية وقال الجميع ان الآيلين للزوال ظلموا ولكن لا احد قدم ما يجب فعله لا نقابات ولا وصاية وما ينفع الآيلين للزوال اعتراف الوصاية او اعتراف النقابات أو اعتراف الوظيف العمومي إذا كان هؤلاء لا يعرفون أصلا قيمة الإعتراف ضمن مؤسسات تعد مؤسسات دولة وأن الإعتراف بالخطأ في مفهوم مؤسسات الدولة يعني تصحيحه بالضرورة فالأعتراف في مفهوم هؤلاء وتلك التصريحات من هنا وهناك لا تعدو كونها مسكنات وأما إدعاء نجاح الإضراب من فشله والإستشهاد بالنسب على الأوراق وعدد المعتصمين فهو سابق لأوانه وإلى ان يثبت العكس نقول لهؤلاء واولئك هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين
بخصوص تصريحات العمراوي : بغض النظر عن صدق تلك التصريحات أو كذبها فإن مبدا الهرمية في قانون الوظيف العمومية هو احد أسس الترقية في الوظيفة العمومية منذ أول قانون للجزائر المستقلة رقم 133/66 وهذا المبدا يقتضي ان تبنى الترقية على أساس هرم يقل فيه العدد كلما اتجهت إلى اعلاه فمثلا رتب مفتش يقل عدد شاغليها مقارنة برتبة مدير او أستاذ مكون وهاتين الرتبتين بدورهما يقل عدد شاغليهما مقارنة برتبة الأستاذ الرئيسي وهكذا حتى تصل إلى أسفل الهرم حيث يكون العدد اكبر وليس معنى الهرمية ان يكون عدد شاغلي رتبة الأستاذ المكون أقل من عدد المتربصين