لا حديث في الإعلام الفرنسي في الأيام الأخيرة سوى عن الظاهرة العلمية الجديدة والتي صنعتها الثانوية الإسلامية المسماة بالفرنسية "آفيريوس" أو ثانوية ابن رشد الواقعة في مدينة ليل في شمال فرنسا، التي احتلت المركز الأول، كأحسن ثانوية في فرنسا، وتفوقت على الثانويات الشهيرة والعريقة في فرنسا مثل ثانويتي هنري الرابع ولويس الأكبر في باريس، وخصت صحيفتا لوباريسيان ولوفيغارو في أعدادهما الأخيرة حيزا مهما لهذه الثانوية الإسلامية الظاهرة التي تأسست بعد اعتمادها من طرف وزارة التعليم الوطني في فرنسا على أن تكون إسلامية تقدم إضافة إلى المقرر الدراسي الفرنسي مثل بقية الثانويات مواد دينية إسلامية، وأيضا اللغة العربية، حيث ترتدي غالبية طالباتها وكلهن من المسلمات وخاصة من الجزائريات الحجاب.
وقال مديرها السيد علي لصفر لجريدة لوباريزيان أن الأولياء لعبوا دورا كبيرا في تفوق هاته الثانوية، بحرصهم ومتابعتهم، وصارت الثانوية تقيم معارض وملتقيات وكأنها مؤسسة ثقافية أو اقتصادية كبرى، وتنافس حتى الجامعات الفرنسية الشهيرة، حيث صارت من أكبر وأهم الثانويات في أوربا وفي العالم، وكانت قد لفتت الانتباه نحوها في النسخة الماضية من شهادة البكالوريا 2012 عندما بلغت نسبة النجاح بها رقم 100 بالمئة، وهو ما جعلها حلم الطلبة الفرنسيين والفرنسيات، وبدأت المطالبة من الأولياء الفرنسيين بفتح أبوابها لغير المسلمين، وظلت على مدار السنتين السابقيتن هذه الثانوية ضمن الثلاث الأوائل، ولكنها الآن انفردت بالمركز الأول، ضمن كل التقييمات التي تركز بالخصوص على نسبة النجاح العامة في شهادة البكالوريا ونسبة الإنتقال من السنة الأولى ثانوي إلى النهائي، واحتمال النجاح إذا بقي الطالب في نفس الثانوية دون تغيير وجهته، وهو تقييم تسير عليه غالبية الثانويات في أوربا لمعرفة أحسن الثانويات، والغريب أن الكثير من الوزارات الخاصة بالتعليم في أوربا بدأت تأخذ من نموذج ثانوية ابن رشد الذي هو جزائري ومغاربي الفكرة، ولكن وزارة التربية في الجزائر لم تقم على الأقل بعملية توأمة بين هذه الثانوية النموذجية والتي صارت مفخرة للعرب وللمسلمين مع واحدة من ثانويات الجزائر. [vd]m جريدة الشروق