الإسلاميون يغشون و"من غشنا ليس منا"

[بلال الرومنسي]

الإسلاميون يغشون و"من غشنا ليس منا"

2012.06.20

وأنا أقرأ هذه الزاوية ارتسمت أمامي كلمة "الغـِشّ" و تذكرت حديثا جاء فيه "من غشنا فليس منا". الإسلاميون يتظاهرون في مصر، قبل إعلان نتيجة الإقتراع، هذه هي ديمقراطيتهم ومفهوميتهم للديمقراطية. يستبقون نتيجة عملية انتخابية، هم ارتضوا المشاركة فيها، وساهموا بتنظيمها في الفترة التي أعقبت تنحية السيد مبارك، حيث كان التعاون بينهم وبين المجلس العسكري كاملا وتاما، بقصد أقصاء وإلغاء التيارات الأخرى. فلم يبق في الميدان إلا هم والمجلس العسكري. كان متوقعا أن يختلف الفريقان على اقتسام السلطة.
ماذا سيحدث لو أعلنت النتائج ولم يفز مرشح الإخوان المسلمين؟.. سيقولون انها مزورة. على أي إحصاء أو قاعدة يعتمدون في إعلان فوزهم قبل صدور النتائح الرسمية؟ هذا هو السؤال الجوهري في رأيي. أغلب الظن أنهم ينطلقون من موقف ضمني، يقضي بأنهم دائما على حق.. وكل من يعترض ضد سياستهم ونهجهم هو على باطل. وكيف لا يكون الأمر كذلك وهم - الإخوان المسلمون - هذه التسمية الشمولية تعكس في الواقع اعتقادا كيفيا تعسفيا، بأنهم يعتبرون أنفسهم الممثلين الشرعيين للمسلمين، أو - بتعبير آخر - هم خلفاء محمد بن عبد الله. يكفرون خصومهم وينظرون إليه كأنهم مرتدون. والمعروف أن المرتد يهدر دمه.
الإخوان المسلمون أسسوا لهذا النهج الذي نكب بلاد العرب والمسلمين منذ بدء الحملات الاستعمارية لبسط الهيمنة عليها. خذ إليك على سبيل المثال تسمية منظمة "حزب الله" في لبنان، بصرف النظر عن القوة العسكرية المعادية لإسرائيل التي تتغطى بها، فإنها تعني حرفيا أنك إذا اعترضت على سياساتها فإنك ضد "حزب الله" وحزب الله، تعبير قرآني يشمل جميع الذين دخلوا دعوة النبي العربي، مثل "الإخوان المسلمين" كما أعتقد وأظن. ينجم عنه أننا في الواقع حيال حائط من الغش والنفاق. فالإخوان المسلمون، ليسوا مسلمين أكثر من غيرهم، وإيمانهم بالخالق ليس أصدق من إيمان غيرهم، ومهما يكن فهذه مسائل روحانية وتصعدية، من العبث والغباء النقاش حولها في الحيز العام. والرجوع إلى التاريخ القديم والحديث يفيد بالوقائع والوثائق، أنهم يبررون غالبا "التعامل مع الشيطان" في سبيل النيل من خصومهم السياسيين وتخريب العملية السياسية الطبيعية في بلادهم. ولقد نجحوا في ذلك أيما نجاح. ولا ننسى أن ناسا عاديين، لا شك أن بينهم المؤمن الصادق مرضاة للخالق الذي آمن بوجوده، ومنهم أيضا من لم يتوصل إلى قناعة في هذا الموضوع، هؤلاء الناس قدموا لبلادهم ولأبناء جلدتهم خدمات جليلة تفوق ما يقدمه الإسلاميون الغـشاشون والذين يسلكون نهجهم من دعاة رخي اللحى ولبس الجلباب وتعدد الزوجات...
عماد سالم درويش - فرنسا
حدة حزام
الفجر الجزائرية