مِن حقّنا ألاَّ نُحبَّكَ. يَجوزُ أنْ نمشيَ في جنازَتِكَ إذا سَبِقْتَنا إلى هناك، وهذا وارِدٌ، من بابِ التضامُنِ مع عزرائيلَ. ويجوزُ أن نضحَكَ في الموتِ وأنتَ مُسَجّى على آلةٍ حدباء. نُواريكَ التُرابَ ونعودُ سريعًا إلى وحدتنانبكي بُكاءً موزونًا في غيابِكَ، ونشربُ حتى الثمالة في كؤوسِ العِتابِ، ونمارِسُ الصِّدْقَ في اغتيابِكَ. قد نقول مثلاً: إبليسُ ماتَ، لن نخون بعدَ اليومِ، ونحنُ عازِمونَ بأنّا سنحلُمُ من بعدِكَ بالجنّةِ كما نتصوَّرُها. من المُمِكِنِ أن نزورَ قبرَكَ في الصباحِ، مع الحاديةَ عشرةَ تقريبًا، وهو زمنٌ فارِغٌ من العواطِفِ على الأمواتِ. سنحرِصُ على تبليغِكَ بأنّا بخيرٍ بعدَكَ عميمٍ، وأنّ اللهَ معنَا، وأنّا الباقونَ بإذنِه. ومن الممكنِ أيضًا أن نتَناساكَ حتى نَنْساكَ، فلا نذكُرُك بالخَيْرِ، وهذا لا يعني أنّا سنسكُتُ عن شَرِّكَ، سنحكيه، أو نكتُبُه ونُلْقيه في النّاسِ. عفوًا، لن نكتُبَكَ، فالكتابةُ بَعْثٌ، ونحنُ لا نُحيي الموتى .
نبدأُ يومَنا القصيرَ بِرِغبَتَيْن نسألُ اللهَ تحقيقَهما: الأولى أنْ تصفُوَ أمزِجَتُنا وتحرِّضَ مسامَّ جلودِنا على الانفتاحِ على نسائمِ الحُبِّ نتنفَّسُها في غيابِ الأوكسجينِ العالميِّ. والثانيةُ أنْ نستطيعَ الفعلَ في الأرضِ لِنُبَرْهِنَ على كونِنا كائناتٍ وطنيّةً لا تَلْسَعُ ولا تعضُّ. وتبدأ يومَكَ الطّويلَ بشهوَتَيْن: الأولى أن تمشيَ على رِقابِ الوردِ الطريّةِ فتكْسِرُها وتمنعُ الآخرينَ الشَّذى حتى تَغْزُوَ روائِحُ أفكارِكَ العَفِنةُ أرجاءَ فضاءاتِنا. والثانيةُ أن يتقبَّلَكَ اللهُ خازِنًا على جنَّتِه حتّى تَحْرِمَ من دُخولِها البُسَطاءَ أمثالَنا، وتُمارِسَ هوايتَكَ في احتكارِ منتوجِنا المُتَخيَّلِ في الثَّوابِ يومَ يكونُ النّاسُ كالخَيالِ بلا ثِيابٍ. ونعرِفُ أنَّكَ تُخفي عن العالَمِ رِغبةً ثالثةً في أنْ تقتنيَ، بما أكلتَ من أموالِنا، شاعِرًا من حاشيةِ أتباعِكَ يَرثيكَ، ويعدِّدُ خصالَكَ ويُزَكِّيكَ. وتُقَدِّمَ طلبَ استئنافٍ إلى محكمةِ الجناياتِ الدوليّة أو إلى إحدى المُنَظَّماتِ الحقوقيّةِ العالميّةِ لقرارِ إدخالِكَ جهنّمَ بواسطةٍ جيشٍ من بعضِ المحامينَ الذين يشترون الباطلَ بما تبقّى من حُقوقٍ في خزينةِ الشعوبِ التي وتَعْرِفُ أنّها نتَعْرِفُك من آثارِكَ في أفغانستانَ والعراقِ ودارفور. لن نتمنّى لكَ الرحمةَ من ربِّكَ، لن تنعمَ برحمةِ ربِّنا.
**********************
يا متصفحي منتدانا، يا أَعِزّاءُ، باسمي وبأسمائكم نُهدي هذه المقالةَ إلى الخارِجين على نواميسِنا، الراحلين بلا بُكاءٍ عليهم ولا "أيَّتُها النّفسُ المطمئنّةُ ارجعي إلى ربِّكِ راضيةً مرضيةً، فادخُلي في عبادي، وادخُلي جنّتي" أمثال بوش وشارون وتشيني ورايس وأولمرت وليفني. ولكلِّ واحدٍ منكم الحقُّ في أنْ يُضيفَ بخطِّ يدِه إلى قائمة الإرهاب مَنْ يشْتهي من الأبالسةِ .
ننتظر ما تضيفون..