منقول من طرف:محمدخريف
شخصيات من وادي سوف استشهدت في ثورة التحرير
________________________________________
91- نصيرة المولدي
ولد الشهيد نصيرة المولدي بن الصادق ومسعودة خلال 1923 بالوادي في أسرة متواضعة نشأ تحت رعاية أبيه الذي أدخله المدرسة الإبتدائية وفيها تحصل على الشهادة الإبتدائية سنة 1939 وكان واعا بالسياسة منذ بلوغه سن الرشد انخرط في عدة أحزاب في سنة 1939 إلى اندلاع الثورة, فأخذ يدعوا الناس للتجنيد والمساهمة المادية والمعنوية وفي جانفي 1956 كان همزة وصل بين مدينة الوادي والجنوب التونسي وبالتحديد منجم الرديف أين تتجمع وتنطلق قوات جيش التحرير وكانت مهنته كممرض بعيادة حاسي خليفة ساعدته على اللقاء بالناس والتحدث إليهم عن الثورة تحت ستار العلاج وسعى في تزويد جيش التحرير بالأدوية إلا أن المستعمر لم يكن غافلا عن عمله ولم يهمله فألقي عليه القبض في شهر أفريل 1957 و وضعوا في عنقه حبلا وجروا وراءه سيارة عسكرية حتى استشهد تحت التعذيب.
92- الهاشمي ونيسي
ولد الشهيد ونيس الهاشمي بن البشير وغزالة قدادرة خلال 1925 بالوادي , وهو من أسرة محفوظة من الناحية المادية ومن الناحية التعليمية حيث كان أبوه موظفا وقد اتيحت الفرصة للشهيد للتعلم وتحصل عل ى الشهادة الإبتدائية باللغة الفرنسية وبعد الدراسة اشتغل موظف في إدارة محلية ثم انتقل إلى إدارة البريد وأما عن حياته النضالية فقد كان رحمه الله من الشباب الواعي لقضية الوطن إذ كان قبل ثورة نوفمبر الخالدة منخرطا في حزب الانتصار للحريات الديمقراطية 1949 وعندما اندلعت الثورة التحريرية انظم إلى صفوف جبهة التحرير الوطني نوفمبر 1955 وتلقى عدة أوامر من القائد قمودي الطالب العربي عن طريق غربي بشير ولقد ألقي الاستعمار الفرنسي عليه القبض في أفريل 1957 وبعد أيام محدودة أعدم بدون محضر, لقد ضحى في سبيل عزة الوطن.
93- بحة الهادي
ولد الشهيد بحد الهادي بن محمد وخديجة قرزي خلال 1930 بقمار, تربى الشهيد يتيم الأب حيث توفي أبوه وهو صغير وكان يمارس مهنة يعيش منها ولما كبر بدأ يتعلم في مسجد غمرة عند الشيخ سي علي.
بعد أن تعلم الشهيد أصبح إماما وبدأ يعلم التلاميذ في مسجد غمرة ثم في مسجد أميه خليفة بغمرة ثم في مسجد هبة الذي قضى فيه 06 سنوات ثم رجع إلى مسجد أميه خليفة.
كان الشهيد سي الهادي بحة يحب وطنه حبا شديدا إلى أن التحق في 25 أكتوبر 1955 بأصحابه المجاهدين من بينهم رمضاني دروني, العربي بني, الطاهر عزوز, لخضر حمايتي .....الخ, وكان عمله السياسي وحركته الكشفية جمع المال والمؤونة والأسلحة وأخذها إلى الجبل إلى رفاقه المجاهدين وهكذا كان إلى أن ألقي عليه القبض في مسجد أميه خليفة بينما كان يعلم التلاميذ, ونقل إلى الفولية حيث أستشهد هناك في 16 أفريل 1957.
94- داهش العوني
ولد الشهيد داهش العوني خلال سنة 1933 في قرية وزيتنه بالوادي, ترعرع وتربى بين أحضان والديه, درس بالمسجد في نفس الولاية وكان في حياته يمارس مهنة التجارة وهي الخياطة, ولما بلغ عمره 19 سنة انتقل مع أخيه إلى قرية سيدي خليل وكان ذلك عام 1952.
وأثناء اندلاع الثورة التحريرية الخالدة كان من المتحمسين لدعمها فإنخرط في صفوف المنظمة المدنية لجبهة التحرير الوطني خلال سنة 1955 وكلف من طرف قائد الناحية السادسة بسنادى وقائد الناحية الأولى, بجمع الأموال وخياطة الملابس فعمل بهذا إلى جانب أعمال أخرى كتخبأة الأسلحة والذخيرة ولما علم الاستعمار بهذا ألقوا القبض عليه وكان ذلك في سنة 1956 وأخذ إلى سجن تقرت, وسجن فيه لمدة أربعة أشهر وفي إحدى الليالي قرر الفرار هو ومجموعة من المناضلين, فيهم الآحياء لحد الآن من بينهم مسعودي بشير ومسغوني الحاج محمد وغيرهم من المجاهدين ونجحوا في ذلك.
وفي نفس السنة في منتصف الربيع وفي إحدى الليالي على الساعة 11:30 طرق باب الشهيد العوني وألقوا القبض عليه ونقلوه إلى المغير وأخذوه إلى دار الفوار محل التعذيب وبعد عذاب كبير نقل إلى مكان يدعى الذكارة قرب قرية سيدي خليل وهناك لقيا ربه تحت كلمة لا إله إلا الله وكان ذلك سنة 1957 وسجل الإستعمار أنه رغم العذاب كله لم ينطق الشهيد بكلمة واحدة عن أفراد الجيش بالرغم من أنه يعرف جميع أفراد الجبهة في الجبل.
95- الشهيد لخضر بن عبد القادر حساني
في عام 1912 ولد الشهيد لخضر بن عبد القادر حساني بتندلة البارد في عائلة محافظة ميسورة الحال وترعرع في أحضان والديه اللذان أحاطاه بكل عناية لم يحضى بها أبناء القرية وعاش الشهيد طفولته كأبناء قرية تندلة البارد وتتلمذ على يد معلمين أجلاء بالمسجد مما سمح له بحفظ جزء كبير من القرآن الكريم وفي سنة 1955 انضم إلى جبهة التحرير الوطني كعضو في بداية الأمر ثم رئيسا للخلية العاملة في المنطقة بعدما سجن رئيسها في نوفمبر 1957 إلى أن ألقي عليه القبض في بداية سنة 1958 بتندلة وأودع مركز التعذيب والاستنطاق الكائن بجامعة وبعد نفاذ 3 أشهر أعدم الشهيد برصاص العدو بمنطقة مازهر الزاوية في الثاني من شهر فيفري 1958 إنا لله وإنا إليه راجعون.
96- بلقاسم عسيلة
ولد الشهيد بلقاسم عسيلة بن مصطفى وخيرة خلال 1900 بالرباح ولاية الوادي, وهناك تربى وترعرع ولظروف الحياة المعيشية إنتقل إلى الوادي حيث عمل تاجرا بسيطا وحين ظهور الأحزاب السياسية الجزائرية والعربية شارك فيها, وقد شارك كذلك في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وسافرا إلى تونس وهناك شارك في الحزب الدستوري التونسي بقيادة الحبيب بورقيبة وكما يقال سجن مع هذا الأخير في الزاوية الكحلة بالجنوب الجزائري, وعندما أفرج عليه عاد إلى الجزائر ليعمل في التنظيم المدني لجمع السلاح والمال لفائدة ثورة جبهة التحرير الوطني الجزائري ومنذ سنة 1955م وهو في هذا العمل المشرف وقد قبض عليه عدة مرات من طرف القوات الفرنسية المحتلة وسجن إلا أن النزعة الدينية والوطنية كانت أقوى من كل شيء وأخيرا وفي سنة 1956م قبض عليه للمرة الأخيرة وأودع سجن ثكنة الرباح وهناك سنة 1958 حكم عليه بالإعدام بعد عذاب أليم ونفذ فيه هذا الأخير من طرف الحكم الفرنسي وفي نفس السنة ونفس المكان- الرباح.
97- الباهي علي
ولد الشهيد الباهي علي بن أحمد ومريم خلال 1932 بالوادي وكان يعمل أي عمل يقع تحت يده وتقلب في عدة مهن حرة وذلك خدمة لوالدته وأخواته حيث تركه أبوه وهو أكبرهم كما كان يراعي ظلم الاستعمار والعمل على التخلص منه فكثف اتصالاته السرية بمسؤولي الجهة وأعوانهم في 15 جانفي 1956 منهم علي بن صالح وعمار المدعو بوريقة وقد قام بعدة نشاطات وعندما لاحظ زملائه بأنه أصبح متابع أدخلوه نهائيا في صفوف جيش التحرير الوطني وكان تحت قيادة بشير مزيان وقد شارك في معركة الدبيديبي وتخلص من متابعة الاستعمار وانتقل إلى جامعة واتصل بنصرات حشاني وشارك في عدة معارك استشهد في معركة وادي جدي قرب أوماش ولاية بسكرة في 190ماي 1958.
98- الساسوي لخضر
الشهيد الساسوي لخضر بن بوبكر و فاطمة بنت السلمي سوالمي ولد خلال 1921 بقرية زاوية أرياب بلدية جامعة نشأ وترعرع بين أحضان والديه, قرأ القرآن الكريم , وكان يشغل مهنته في الفلاحة كفلاح .
وفي أثناء الثورة التحريرية كان الرجل سياسيا , التحق بصفوف منظمة جبهة التحرير الوطني في فيفري 1957 تحت قيادة سلطاني صالح وكان يقوم بأعمال تمويل و استقبال المجاهدين بالمنزل, وبعد اكتشافه من طرف الاستعمار الفرنسي اعتقل في محتشد برج كورنو وتعذب من طرف الاستعمار الفرنسي وأعدم في جانفي 1958م.
99- نور الدين جريبيع
ولد الشهيد جريبيع نور الدين في سنة 1928 بأزريق بمنطقة المغير, من الأبوين محمد ونجمة, في أسرة بسيطة الحال من العرب الرحل, وهذا ما منعه من التعلم آنذاك لكن لم يمنعه من المشاركة مع إخوانه المجاهدين لقهر المستعمر الغاصب, وقد إلتحق الشهيد بصفوف جبهة التحرير الوطني في 01/02/1957 بمسقط رأسه أزريق, حيث أن أزريق منطقة إستراتيجية ساعدت كثيرا في عمل جيش التحرير وهي مركز اتصال, وهذا ما جعل العدو يركز عليها في التمشيط وقد تم إعتقال الشهيد في 13/03/1958 بأزريق من طرف العدو وأعدم رميا بالرصاص في نفس اليوم بالنبش بأزريق.
100- صوالح اعليلة العيد
الشهيد صوالح اعليلة العيد بن أحمد و صوالح حميمة سالمة ولد خلال 1903 من قرية الصوالح بلدية البياضة ولاية الوادي, ينتمي لعائلة عريقة بالمنطقة وتمتد جذورها إلى زمن قديم إمتداد منطقة سوف حيث منذ نشأته في صباه زاول تعليمه القرآني بكتاتيب القرية على يد شيوخ الزاوية التجانية بالبياضة وتتلمذ على كثير من شيوخها في الفقه وحفظ القرآن وكان نابغا مجتهدا واعيا وعارفا لظروف مجتمعه وأسرار وجوده الشيء الذي أهله لأن يكون عند الكبر أول المناضلين ضد المستعمر الغاشم فإنخرط في العمل النضالي منذ الوهلة الأولى في شبابه بكل مثابرة وجد مع ثلة من المناضلين والوطنيين فإندمج ضمن خلية الشهيد بوراس طليبة وكلفه بعدة مهام وأعمال منها تحريض المواطنين على المشاركة والإنضمام للعمل الثوري وجمع التبرعات لفائدة ثورة التحرير الكبرى والتكلف بمجال الإتصالات والبريد بين خلايا وقسمات جبهة التحرير الوطني في ذلك الوقت, ومن أعماله أوى ستة أشخاص قادمين من العقلة الغربية بقيادة غريسي العلمي ومعهم ثلاثة أحصنة محملة بالسلاح, ومكثوا عنده لمدة سبعة أيام وهذا بتاريخ أكتوبر 1956 وهم غريسي العلمي, بوززه حسين, غريبي محمد الصالح, سبتي بومعراف, عمار بني, والشخص السادس مجهول وأخرجهم على قرية ليزيرق وقطعهم شرقي حاسي خليفة وهم ذاهبون إلى فم المشرح بالجبل الأبيض, ولاقى نتيجة ذلك أصنافا من الأذى والمشاق والإستفزازات على يد قوات المستعمر وعملائهم وكللت في نهاية الأمر بإعتقاله رفقة مجموعة من المناضلين ومنهم عيشوش الطاهر وتجاني سي أحمد وبوراس طليبة وغيرهم كثير وذلك في شهر رمضان من سنة 1957 حيث زج بهم في المعتقل ولاقى معهم أصنافا من العذاب والتنكيل وبقي صامدا صمود الأبطال وصلابة الرجال وشماخة الجبال ولم يدلي للمستعمر ببنت شفة وذلك حسب تصريح أحد رفقائه الذين عايشوا هذه الوقائع.
وإستنادا على هذه التصريحات فإن الشهيد قد لفظ أنفاسه تحت التعذيب على طاولة المستعمر وفاضت روحه الكريمة إلى بارئها في نفس السنة بمنطقة الدبيلة التي كانت آنذاك مركزا للتعذيب بقيادة السفاح المدعوا بريدو prido وتم رمي جثمانه الطاهر مع زمرة من الشهداء بمنطقة صحن بري في الناحية الشرقية من العرق الشرقي التابعة لبلدية حاسي خليفة حاليا حسب تصريح بعض الرعاة اللذين كانوا يرعون في هذه المنطقة.
101- الشهيد جعفري يوسف بن بلقاسم
ولد الشهيد جعفري يوسف بن بلقاسم عام 1927بجامعة, والتي تربى وترعرع فيها وحفظ فيها القرآن الكريم في سن مبكرة , ثم انتقل إلى تونس وعمره 19 سنة عام 1946 حيث درس بجامع الزيتونة, الذي أنهى به دراسته نهاية عام 1949, ثم عاد إلى أرض الوطن ليواصل مشواره النضالي ضد الإستعمار الفرنسي, وقد عرف عن الشهيد جعفري يوسف عدائه الشديد للاستعمار وأعوانه, فقاومه منذ نعومة أظفاره, فكان يحث أبناء الشعب الجزائري على عصيان الاستعمار وأعوانه وعدم خدمتهم بل تعدى ذلك ليمنعهم من الذهاب للخدمة لصالح الاستعمار.
كما كان مناضلا جسورا في الحركة الوطنية ضمن حزب الشعب, فقد كان تقيا صابرا غيورا ومندفعا بحماس شديد ضد الاستعمار وأفكاره وأعوانه.
وواصل نضاله الذي لا يهدأ ولا يسكن إلى أن اندلعت الثورة التحريرية بقيادة جبهة التحرير الوطني fln فكان من السباقين رفقة مجموعة من رفاقه للإستجابة لنداء الوطن من بينهم أخيه المجاهد جعفري عبد القادر الذي كان يعتمد عليه كثيرا في تحمل وتقاسم أعباء الثورة, وبسرة محمد, مرشد محمد العيد, سلطاني صالح, بن علي العيد, والشهيد بن نونة الدراجي .....
تحمل مسؤولياته بكل شجاعة وحزم في صفوف جيش جبهة التحرير الوطني aln-fln في المهام التالية :
1-عضوا قياديا بارزا في اللجنة الأولى لقيادة العمل في منطقة جامعة في نهاية 1954م.
2-مسؤولا بارزا في اللجنة العامة ( اللجنة الثانية التي خلفت اللجنة الأولى) إلى غاية أكتوبر 1957م.
102- الشهيد زلاسي الجيلاني
ولد زلاسي الجيلاني بن لخضر وسعد العايب عائشة بنت أحمد خلال سنة 1917 بالوادي, والده كان معلم قرآن فقرأ عليه بعض من سور القرآنالعظيم وتعلم منه القراءة والكتابة بالعربية , تمدرس بالفرنسية بمدرسة الوسط بالوادي من سنة 1924 إلى 1931 وبعدها غادر المدرسة في مستوى الشهادة الإبتدائية بالفرنسية.
خلال سنة 1936 انتقل إلى مدينة الجزائر رفقة أخيه زلاسي عبد المجيد وأنه عمل صانعا في متجر عمه أخ والده من جهة الأم المدعو نوبلي سعد ثم أنه بتاريخ 20/01/1940 اشترى مقهى الفينارجيه والكشك المقابل لها المعد لبيع الصحف , الجرائد, والتبغ والكبريت الواقعين بحي إسكالية بلدية الأبيار بالجزائر العاصمة.
في خلال سنة 1946 التحق وانخرط في صفوف حزب حركة انتصار الحريات الديمقراطية بالجزائر العاصمة وبقي بصفوفه يناضل بكل جد وإخلاص وخلال سنة 1951 رجع إلى مدينة الوادي وجلب معه سينما الصحراء التي كان مقرها بشارع الطالب العربي حاليا, وخلال سنة 1955 التحق بصفوف المنظمة المدنية لجبهة التحرير الوطني بالوادي بسعية رفقائه الذين استشهدوا معه ومن بينهم ( بن موسى بشير, مصباحي مصطفى, عيادي علي, سليماني الهاشمي, معيزة الطيب, ونيسي الهاشمي, لومي أحمد )وغيرهم من الشهداء رحمهم الله جميعا.
خلال شهر أفريل سنة 1957 علم بهم العدو الإستعمار الفرنسي وألقي عليهم القبض جميعا وخلال ذلك الشهر الذي وافق شهر رمضان حيث اعدموا جميعا وكان الشهيد زلاسي الجيلاني من بين الذين اعدموا في ذلك الشهر رحمهم الله جميعا.
103- الشهيد حامدي عمر
ولد الشهيد حامدي عمر بن محمد ومومني عائشة, خلال 1916 بالجديدة تربى وترعرع فيها, وشب فيها كشباب أهل قريته المذكورة, وما أن وصل سن السادسة من عمره حتى أدخله أبوه إلى المدرسة القرآنية بالقرية لتعلم القرآن الذي كان في ذلك الوقت ليس غيره من أنواع التعليم, وقد حفظ ربع القرآن الكريم وحين وصل عمره الثامنة عشرة (18) عمل كغيره من شباب القرية مهنة الفلاحة وزراعة النخيل, وفي سنة 1934 بدأ يسافر إلى الشمال كتاجر بسيط مع زملائه من بينهم لمقدم عمر وشعباني خليفة بن بلقاسم, وشوية حمد, وحين ما فتح عبد العزيز الشريف مدرسة الزاوية القادرية بالوادي , انقطع عن التجارة, والتحق بتلك المدرسة المذكورة , فتعلم بها كبقية اخوانه من التلاميذ ولم يكتب له البقاء فيها كثيرا وأثناء هذه الفترة كان له الاتصال بجمعية علماء المسلمين الجزائريين وأخذ منهم توجيهات دينية, وأخلاقية ووطنية , وتاريخية أدرك من خلالها مكائد الإستعمار ودسائسه وما يصب إليه من تمسيح الشعب الجزائري وسلبه من عقيدته, ووطنيته وامتصاص خيراته وتشويهه فأدرك حقيقة الاستعمار البغيض فأمتلأت نفسه حقدا وعداءا لفرنسا والاستعمار بكل أنواعه, وفي سنة 1945م وعلى أثر مظاهرات قالمة وسطيف وخراطة وما قامت به فرنسا من تقتيل جماعي ومجازر دامية وتخريب فتضاعفت في روحه الغيرة الوطنية, وراح يضاعف نشاطه مع إخوانه الذين يملكون الروح الوطنية ويناضلون ضد حركة الاستعمار, وفي سنة 1946م كان من بين صفوف المناضلين الوطنيين الذين قاموا في دعوة الشعب وتبصير الشباب إلى العمل عن نجاح الانتخابات التي وقعت سنة 1946 بين الوطنيين الجزائريين والاستعمار وعملائه.
وبعد ذلك استأنف نشاطه مع زملائه في الاتصالات وتظافر الجهود الوطنية في قريته مع لمقدم عمر وشعباني خليفة وحامدي عمار ولمقدم حسين وابن عمارة علي بن أحمد وحامدي الطيب وحامدي حامد وجعلوا السفر إلى الشمال بنية التجارة, وكان القصد منه هو الاتصال ببعض المسؤولين هناك من أجل أعداد العدة وأخذ المعلومات والاتصال بين المناضلين هنا وهناك فكان الأمر كذلك.
ولما اندلعت ثورة التحرير سنة 1954 م كان من بين المشاركين والمنشطين الأوائل لها وضل على هذا العمل المشرف والنضال الدائم وفي ذلك الفترة ضاعف الاستعمار الفرنسي مع أعوانه وهذا من أجل تضييق الخناق على كل من يشتبه في سلوكه و كان الشهيد عمر حامدي وكذلك حامدي عمار وبن عمار علي, يقومون بجمع الأسلحة والملابس والمؤونة, وينشطون الشباب على الالتحاق بصفوف الثوار ويساعدون عائلات المجاهدين وأبناءهم بالمؤونة , وفي أوائل شهر جانفي 1958 وفي إحدى الليالي طوق الاستعمار القرية بأكملها, وألقوا القبض عليه وهو خارج من المسجد بعد صلاة المغرب, وانهالوا عليه ضربا وتعذيبا حتى أغميه عليه وفي الحين نقلوه في سيارة عسكرية إلى مركز التعذيب بالدبيلة واستمروا في تعذيبه حتى زهقت روحه الطاهرة, ولم ينالوا منه أية معلومات من أسرار الثورة.
رحم الله شهدائنا الأبرار المجد والخلود لشهداءنا الأبرار.
ملاحظة : مرفق بصورة
104- الشهيد عجيمي الحاج علي المولاتي
استدعي الشهيد عجيمي الحاج علي المولاتي من طرف فرحات عباس مسؤول في المنظمة السرية واجتمع معه في سطيف يوم 20سبتمبر من عام 1945 مع بعض الزعماء وكلفه فرحات عباس بجمع الأسلحة من نوع الايطالية والأمريكية ولما اشتراها من الوادي وضواحيها أرسلوا له رسول يوم 10 أكتوبر من عام 1948 حاملا رسالة من طرف فرحات عباس مطالبا إياه أن يرسل له الأسلحة التي جمعها.
وفي يوم 30 نوفمبر 1948 حمل السلاح على متن شاحنته متوجها إلى سطيف وأوصل الأسلحة واستدعي كذلك من طرف قرو عباس بخنشلة يوم 15 جويلية من عام 1950 وعقدوا اجتماع مع بعض الزعماء وكذلك للنظر حول كيفية التحضير لاندلاع الثورة, وفي عام 1955 أصبح عجيمي الحاج علي مولاتي مسؤول في جبهة التحرير وجيش التحرير الجزائري في الناحية الخامسة وكان ينشط في منطقة جامعة ومازر وزاوية الرياب وفي عرش أولاد مولات وفي تندلة وفي يوم 03 فيفري من عام 1957 ألقي عليه المستعمر القبض مع زوجته وأبنائه كبيرا وصغيرا وفي 1957 يوم 06 ماي خرج من السجن وفي يوم 30 جويلية 1957 التحق بإخوانه في جيش التحرير وفي يوم 23 أكتوبر 1957 ألقي عليه القبض مرة أخرى وفي يوم 02 فيفري 1958 استشهد الشهيد البطل عجيمي الحاج علي المولاتي.
105- بوعنان بلقاسم
ولد الشهيد بوعنان بلقاسم خلال 1927 بوغلانة, عاش صغره بين تعلمه للفلاحة التي كانت مصدر قوت ولديه وبين المساجد, وسهر على حفظ القرآن الكريم في حفظ ما يقارب أربعين حزب والشيء الذي لم يتركه يختم القرآن هو أنه كان يعمل على والديه لأنه كان بكرهم فكان يعمل فلاح بالمالحة (ميتي) وبعدها عمل كاتب لأنه كان يعرف القراءة والكتابة, وبسبب بعد المسافة وصعوبة العيش في المكان الذي يعمل فيه أخذ زوجته لتعيش معه وتراعي ظروفه من أكل وغسل ...الخ, وأستغل فرصة المكان غير مراقب من طرف الاستعمار فأصبح يدعو المجاهدين عنده.
فأصبحوا يأتونه من كل مكان ويأكلون عنده وإذا حصرهم الليل يباتون عنده وأصبح هو وسيلة اتصال بين عدة جمعات وكان يذهب إلى جماعة ماء الزهر وهناك تعرف على العناصر البارزة غي هذه المجموعة من بينهم خالد الناوي. ودام عمله في المالحة مدة طويلة والشيء الذي تركه ينهي عمله هناك هو علم الاستعمار أنه على علاقة مع المجاهدين وعندما عرف بهذا الأمر أخذ زوجته ورحل من هذا المكان ورجع زوجته خفية إلى البيت الكبير وأصبح دوما مختفي على الاستعمار وكرس وقته كله في النضال وأصبح يعمل مع جماعة من وغلانة من بينهم زهري محمد بن بحكوم محمد لخضر وبوعنان محمد العيد ومعروفي الطاهر وبوخنة محمد عبيد وبرحمون الهاشمي وصالح بن عودة وهناك جماعة أخرى وكان مقرهم في بيت الحاج العيد بوعنان وكان عملهم الرئيسي هو تأمين الطريق للمجاهدين التحرك بسهولة والتصال بين جماعة تقددين وجماعة ماء الزهر وجماعة وغلانة وجماعة تندلة.
وكانت علاقته مع جماعة تقددين كبيرة جدا بحكم صلة القرابة مع مقدم الياسين وكان يعملون مع بعضهم بجهد كبير, وعندما وصلت أخبارهم إلى العدو وعرف بطريقة عملهم ومقر عملهم فغير المقر إلى غابة تسمى " الشط" وهناك صعب عليهم العمل لأنهم أصبحوا بعيدين على الشعب ونقصت المساعدات فغيروا المكان مرات عديدة ودائما أخبارهم عند العدو وعرف العدو عددهم وأسماء العناصر فحاصرهم العدو في البلاد.
وجمع الشعب في رحبة عين جوج بالضرب والتعذيب وأخرج أحد من عساكر العدو قائمة وينادي بأسماء الموجودة في القائمة منهم –بوحنية محمد عبيد, بوعنان بلقاسم والعيد بوعنان وجماعة أخرى وأخذوهم إلى "برج كورنو" وهناك نصبت خيمة لحبسهم فيها ونعدبهم لكي يقرون على المجاهدين وهناك وجد جماعة أخرى عمل معهم من قبل من بينهم حمادوخالد وزهري محمد والزهري عبد القادر ومقدم الياسين وجماعة أخرى من ماء الزهر ومن تندلة.
وفي أحد اليالي نادوا عليه هو من بين الجماعة الذين أخذوهم معه وعناصر أخرى من جماعة تقددين وجماعة تندلة وأخذوهم إلى مكان لا يعلمه أحد ودام غيابهم مدة طويلة حتى جاء خبر استشهاده عام 1957م.
فترك زوجته وطفلة عمرها 3 سنوات وطفل عمره عام ونصف وأمه وأبوه وإخوته صغار لا مصدر لهم لقوت العيش.
106- الشهيد بلجاني الحاج علي
ولد الشهيد بلجاني الحاج علي بن الحاج أحمد وصحراوي صفية في 19 نوفمبر 1921, كان منذ نعومة أظافره ولدا صادقا, ذكيا, كان نعم الولد الصالح, طائع لوالديه, وحيد والدته التي أرادت وزوجها الحاقه بالمدرسة القرآنية لمزاولة الدراسة هناك وحفظ القرآن الكريم ذلم كان عند بلوغه السن السادس (6) بسيدي عمران, كانت المدرسة تنتقل صيفا إلى منطقة التل وربيعا إلى منطقة البادية, أكمل دراسته فيها عند بلوغه السن (25) بعد حفظه القرآن الكريم كاملا, بعدها إنقطع عن المدرسة متجها إلى التجارة بمال أبيه, تزوج بالزوجة الأولى إسمها " صحراوي الزهراء" أنجب منها ثلاث بنات, توفيت بنتين وبقيت واحدة إسمها " بلجاني يامنة" بعدها تزوج بالزوجة الثانية " بلجاني عائشة " بنت حمو فأنجب 4 أولاد ولدين وبنتين, توفي الولدان في حياة والدهما وبعد ذلك توفيت البنت الثالثة بعد وفاة والدها, وبقيت بنته الرابعة على قيد الحياة إسمها " بلجاني حدودة ", طلق المرأة الأولى عام 1954.
أراد الشهيد الذهاب إلى البقاع المقدسة بعد أن كان مدرسا بالمدرسة القرآنية لمدة عامين وإنقطاعه عنها قبلا لمدة خمس سنوات, ذهب لأداء فريضة الحج سنة 1953 بعد رجوعه أراد الالتحاق بالثورة التحريرية التي انطلقت 1954 فإنظم إليها سنة 1955 بمنطقة ( تبردقة) قرب مشونش تحت قيادة "سي الحواس " كان دوره في الجيش حسب شهادة زملائه ضابطا في الجيش السري, كان أيضا يجمع المال والسلاح ونقل أخبار البلاد إلى مركز الجيش الوطني حيث كان هو وسيلة الإتصال عندهم, كان بمنطقة تندلة والبارد يجمع المجاهدين سرا ليلا في بيت خاص لا يعلم به أحد كان يهربهم ليلا على الحمير ليوصلهم إلى القطار, في ليلة من ليالي سنة 1957 ألقي عليه القبض وهو نائم على الساعة 00:00 أخذوه مسلسلا إلى " لاساس " بجامعة أين عذب لمدة خمس أشهر كاملة كان حينها هو الذي يعض ويرشد المساجين ويصلي بهم مسلسلا رغما عن أنف الجيش الفرنسي عذب حينها أشد العذاب إلى درجة أنهم كانوا يقطعون لحمه, ويضعون له الكحول على الجراح, خرج من السجن أو المعتقل متأثرا بجراحه التي كانت أثارها على جميع جسمه كان أيضا قد أصيب بصمم بسيط بأذنيه, أراد منه حينها أهله أن ينقطع عن الاتصال بالجيش, فعارض وبشدة قائلا : " أعيش سعيدا, أو أموت شهيدا " قال أيضا : " لن أكف عن المحاربة في سبيل بلدي حتى أرى علمها يرفرف عاليا ". كان ناويا بعد معالجة جروحه الرجوع إلى الجيش الوطني في منطقة التبردقة السالفة الذكر , وفي 19 نوفمبر 1957 ألقي عليه القبض في الطريق, أين كان راجعا إلى سيدي عمران من تقرت حيث كان يعالج نفسه وقام بشراء الدواء, وبعض الملابس لبناته وغطاء شتوي له, كان على متن عربة يجرها حماره, تم القبض عليه بعد أن قبض على زميله ومعه دفتر خاص بالأشياء التي أخذها من الشعب وأعطاها للجيش الوطني وبخط يده هذا هو الدليل الذي أدى إلى القبض عليه وإغتياله من طرف الجيش الفرنسي الغادر.
قبل أن يعتقل المرة الأولى قام بحرق كل الملفات والدفاتر والأوراق التي كانت بحوزته حيث علم بأن الجيش الفرنسي سيلقي عليه القبض لأن أحد الخونة قد أبلغ عنه في سوق تندلة حينها ودع زوجته وبناته قائلا : " لا أحد عنده لي شيء ولا أحد عندي له أي شيء,إني أعلم أن أحد الخونة قد أبلغ عني السلطات الفرنسية ولا أعلم إن كنت سأعود أم لا, ووصى زوجته على أولاده وترك معها أبوها الشيخ وهي في ريعان شبابها ".
عند أخذه وإعتقاله المرة الثانية أخذ إلى برج " كورنو" بجامعة وعذب أشد العذاب وهو يقول " لا أعلم أي شيء ولا أعرف أي أحد " وفي عام 1958 أخذ اخيرا إلى سيدي يحيا أين قتل , كل أعماله كانت سرية لا يدلي بها لأي أحد لا لأخوته ولا لزوجته ول لأي أحد وكل ما قيل كان قد أخذ من زملائه في الجيش وفي المعتقل.
من بين الشواهد على معاناة الشهيد هو وعائلته منزله الذي بقي لحد الآن على حاله وعليه آثار التدمير التي ألحقها به المستعمر الفرنسي حيث قام بتهديم عتبة الباب وإحداث بعض الكسور على على جدران المنزل, هو موجود بمنطقة تندلة.
كان هو وزملائه الآتين : عجيمي علي, شوقي قويدر, وحسانة محمد بن جلول قد أغتيلوا مع بعض بعد إلقاء القبض عليهم جميعا.
107- نغاق بكوشة
ولد الشهيد نغاق بكوشة بن سعد خلال 1881 بالرباح, وقد التحق بالثورة عام 1954, ومنذ طفولته كان غيورا على وطنه محبا له حبا شديدا مستعدا إستعدادا تاما للدفاع عنه وتحريره ورفع رايته عالية في السماء, وليس له مستوى ثقافي, كما لم تكن له فرصة للمشاركة في أي نشاط سياسي قبل الثورة التحريرية بل إكتفى بعمله كفلاح, حيث انخرط في جبهة التحرير الوطني وكان دوره تموين المجاهدين وتغطية إحتياجاتهم وهذا بتوفير الغذاء والسلاح والملابس وإيواءهم لحمايتهم من العدو الذي يتربص بهم في كل مكان, توفي الشهيد بسجن الرباح عام 1957 بعد إعدامه رفقة مجموعة من المجاهدين.
108- داهش خليفة
ولد الشهيد داهش خليفة خلال سنة 1929 في قرية وزيته بالوادي وترعرع بين أحضان والديه, ودرس بمسجد "النزلة "بالوادي, كان في حياته يمارس مهنة التجارة منذ صغره (الخياطة) .
ولما بلغ من عمره 23 سنة قرر الالتحاق بأخته إلى قرية سيدي خليل وأثناء اندلاع الثورة التحريرية الخالدة كان من المتحمسين لدعمها, فانخرط في صفوف المنظمة المدنية لجبهة التحرير الوطني خلال سنة 1955 وكلف من طرف قائد الناحية السادسة بسنادى وقائد الناحية الأولى معاش على جمع الأموال وخياطة الملابس للجيش فعمل بهذا إلى جانب أعمال أخرى كتخبأة الأسلحة والذخيرة.
ولما علم الاستعمار بهذا ألقوا عليه القبض وكان ذلك في سنة 1956, وأخذ إلى سجن تقرت وسجن فيه لمدة أربعة أشهر وفي إحدى الليالي قرر الفرار هو ومجموعة من المناضلين, فيهم الأحياء لحد الآن من بينهم مسعودي بشير ومسغوني الحاج, وغيرهم من المجاهدين, ونجحوا في ذلكولما بقي الاستعمار يتحدث عنه باستمرار صعد إلى إخوانه في الجبل بالجهة الشرقية من ناحية بئر العاتر وعمل كمجاهد (جندي) مع زملائه, ومنذ ذلك الوقت لم يظهر عليه أي خبر حتى علمنا باستشهاده وكان ذلك في سنة 1959 مع مجموعة من الثوار.
109- الشهيد بقوزي سعد
ولد الشهيد بقوزي سعد بن الصادق والحادة عباسي خلال 1916 بكوينين, تعلم القرآن الكريم بمسقط رأسه, وفي سنة 1940 سافر إلى الجزائر وعمل ( عامل يومي ), وفي سنة 1957 تم إعتقاله في الجزائر من طرف العدو ومكث بالسجن 03 أشهر بسجن البرواقية, ثم بعد ذلك أطلق سراحه ولكن بعد 06 أيام تم إعتقاله من جديد إلى أن استشهد سنة 1957.
110- الشهيد بن موسى بشير
بن موسى بشير كان رفقة الشهيد الأرقط الكيلاني إنخرط في صفوف p.p.a ثم انتصار الحريات الديمقراطية ليكون أحد أعضاء المنظمة السرية رفقة ميهي بلحاج وسلطاني شوشان وونيس المولدي وونيسي الهاشمي, ليكون من أوائل الملتحقين بصفوف الثورة وكان يجمع الأسلحة والمؤونة وغير ذلك إلى أن أستشهد في أفريل 1957 رفقة إخوانه في مجزرة رمضان.
111- غربي علي
ولد الشهيد غربي علي بن محمد و مباركة خلال 1912 بحاسي خليفة , حينما بلغ السن السادسة من عمره دخل مسجد الحي بحاسي خليفة وتعلم ما تيسر من القرآن الكريم وعندما بلغ سن العمل بدأ يعمل إلى جانب والده وأخوانه في الفلاحة والتجارة من أجل الحصول على لقمة العيش, فكان مناضلا في صفوف حزب الشعب إلى أن اندلعت الثورة المباركة التحق بصفوف جبهة التحرير الوطني في أول سنة 1956 وبقي مناضلا ومكلف بجمع الأسلحة والمؤونة إلى أن تم إكتشافه من طرف الاستعمار الفرنسي فألقي عليه القبض وحكم عليه بالاعدام بثكنة الدبيلة بتاريخ جوان 1957.ش
112- مليك محمد
ولد الشهيد محمد مليك بن العربي وفاطمة مليك خلال 1934 بحاسي خليفة, عندما بلغ الشهيد سن التمدرس دخل إلى مسجد القرية حيث تعلم ما تيسر من القرآن الكريم إلى أن انتقل صحبة والديه إلى قرية الرديف بالحدود الجزائرية التونسية حيث واصل نشاط حياته في تلك القرية إلى أن اندلعت الثورة التحريرية فكان من المشاركين فيها سنة 1956 مؤديا واجبه الوطني بكل بطولة وشجاعة مع إخوانه المجاهدين وعمل بدون انقطاع إلى أن وافته المنية واستشهد في فيفري سنة 1957 بدوار أعالي الناس.
113- الشهيد سلطاني عمر
ولد الشهيد سلطاني عمر بن سلطان وفاطمة سلطاني خلال 1896 بتندلة البارد, نشأ في مسقط رأسه حتى أصبح شابا يافعا فاتخذ الفلاحة كمصدر لقوته وقوت والديه والأصغرون من أخوته ولما ترعرع اتخذ طريق الأعمال الموجودة داخل البلدة حتى ملك منه ما يمكنه من الاستقرار فكان نصيبه من احدى بنات عائلته هي رحماني أم الخير تزوج منها وأنجب معها بنات وبنين فأصبح شغله الشاغل تربيتهم وتكوينهم والعمل على سعادتهم لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن, علما أنه لم يحضى بأي مكانة ثقافية نظرا للوضع السائد في تلك الفترة , كما نعلم أن يد فرنسا كانت مبسوطة في بلادنا منذ 1830 حتى 1954 حين تألمت قلوب الجزائريين وخاضوا الثورة فما لبث أن التحق وأولاده بالثورة سنة 1955 نذكر منهم : صالح, علي, التهامي, فعمل الوالدان على مساندة أبناؤهم ومعظم المجاهدين القادمين معهم من أكل وشرب ومأوى وجمع الأسلحة وتخبأتها والعمل السري على رصيد البلدة فاندمج في جبهة التحرير الوطني رفقة أولاده عاملين على حمل راية الوطن, فكان وزوجته مكان التقاء مجاهدينا وملبثهم , لكن اليد الخائنة سعت عاملة على تفكيك صفوف المجاهدين ولما علمت فرنسا سلطت عليهما شتى أنواع العذاب لكن حبه لوطنه ووفائه بعهده مع أبنائه حالت دون انسحابه من ميدان الجهاد, توالت الأيام و السنين وأيدي العدو مسلطة عذابها عليهما إلى أن ألقي القبض على زوجته فلقت حتفها قرب أحدى منابع المياه بالبلدة والمكان يشهد على ذلك, فلما سمع الشهيد خبر وفاة زوجته استنكر الأمر وما بينهما إلا يوم أو يومان حتى لحقه خبر وفاة ابنه الشهيد صالح, وأنتم تعلمون شدة وقع الصدمة.
لكن إيمانه ووفائه وحبه لوطنه أخذه أن يموت شهيد في فيفري 1958.
114- الشهيد سلطاني الطاهر
ولد الشهيد سلطاني الطاهر بن إبراهيم ومبروكة رحماني خلال سنة 1928 بتندلة البارد, تربى وترعرع بين أحضان بلدته, وعند الثورة التحق في بداية الأمر بالمنظمة المدنية للمجاهدين سنة 1957 فقام بعدة عمليات فدائية على مستوى الجهة أي من بسكرة إلى تقرت, ثم التحق بجيش التحرير الوطني بالولاية الأولى بالأوراس ثم عاد إلى منطقة تندلة وقتل بعض الأشخاص العملاء للعدو ثم التحق بصفوف جيش التحرير الوطني بالحدود التونسية الجزائرية, وواصل جهاده المقدس من أجل إستقلال الوطن إلى أن سقط شهيدا بين الحدود التونسية الجزائرية, عند خط موريس سنة 1958 رحم الله الشهيد وأسكنه فسيح جنانه.
115- الشهيد العزوزي شمندي
ولد الشهيد العزوزي شمندي بن محمد والغالية خلال سنة 1918 بقمار, في أسرة متوسطة الحال تشتغل بالفلاحة, تربى وترعرع بين أحضان بلدته, وفي سنة 1946 انتقل إلى مدينة عنابة مع عمه, واشتغل هناك كعامل في إحدى الدكاكين وبقي مع عمه حتى سنة 1952, كان مناضلا في حزب الشعب الجزائري وحين اندلاع الثورة التحريرية انخرط في صفوف التنظيم المدني لجبهة التحرير الوطني, ثم التحق بجيش التحرير الوطني سنة 1957 لكونه ملاحق من طرف العدو الفرنسي, مجاهد في سبيل الله والوطن فشارك في العديد من المعارك ضد الإستعمار إلى أن استشهد سنة 1958.
116- الشهيد غزال الهاشمي
ولد الشهيد غزال الهاشمي ابن بشير وعائشة مانع, خلال سنة 1897م بحي الأعشاش ولاية الوادي تربى وترعرع بين أسرة لها دخل محدود, تزوج بالسيدة غزال رقية وله ولدين المولدي وعائشة وأباه يعمل بائع حبوب بالسوق الأسبوعي وحفظ القرآن الكريم.
غادر مدينة الوادي إلى الشرق الجزائري بتبسة, وبئر العاتر ثم مارس التجارة كبائع للشعير والقمح والصوف بين الوادي وتبسة وبئر العاتر وكان له محل تجاري يمارس فيه تجارته وكان يسافر إلى الجماهرية التونسية إلى أن اندلعت الثورة الجزائرية سنة 1954 ثم شارك في المنظمة المدنية بين الجنوب الجزائري والشرق الجزائري سنة 1956م, حتى ألقي عليه القبض في بئر العاتر سنة 1958م ثم أخذ إلى المحكمة العسكرية بولاية باتنة وبعد قبضه بعدة أيام أتى خبر استشهاد في جوان 1958م.
117- بوحنية أحمد
ولد الشهيد بوحنية أحمد بن محمد بن علي وأمه علجية خلال 1914م بقرية وغلانة, توفي أبوه وهو لا يتجاوز الثمانية من عمره وقام برعايته عمه هو وأخته الوحيدة, وبعد عام من موت أبيه , ماتت أمه, فأصبح فأصبح يتيم الأبوين, فأدخله عمه إلى الكتاتيب هو وابن عمه لتعلم القرآن الكريم في جامع الزيتونة بتونس وللما تم القرآن الكريم رجع هو وابن عمه إلى وغلانة, وبعد مدة رجع إلى تونس للبحث عن عمل وبقيا مدة طويلة في تونس فحكمت عليه تونس أن يعمل في الخدمة الوطنية التونسية لمدة عامين لأنه بقيا فيها مدة طويلة, وفي عمله هذا دخل إلى الحدود الجزائرية فقبض عليه الاستعمار الفرنسي لأنه كان يحمل الجنسية الجزائرية ويعمل في الخدمة الوطنية التونسية فسجن في تقرت عام 1938, ثم حول إلى سجن عنابة وبقي فيه مدة طويلة وبعد خروجه من السجن وهو في عز شبابه بقي يتجول في البلدان , من قسنطينة ووهران, ويأتي مرة في السنة إلى بيت عمه وبعد مدة رجع إلى وغلانة وتزوج, واتجها إلى الحياة العملية وعمل في شركة فرنسية لاستخراج المياه وكان ذلك عام 1953 ثم اشتغل في التجارة حيث أصبح يجمع ما يمكن جمعه من مال وزاد وينقله إلى إخوانه المجاهدين وهذه بدايته مع المجاهدين وإستمر الاتصال بينه وبين المجاهدين لمدة عامين كان إنسان غامض, قليل الكلام مع الناس, بيع به إلى الإستعمار وجاءه إنذار من المجاهدين بأن يهرب في اليوم الثاني مباشرة, وفوجئ صديقه بالخبر الشهيد بوعنان العيد فقال له صديقه بأن يلحق به إلى الغابة وكان بوحنية أحمد يستمع إلى الأخبار الجزائرية في إذاعة تونس فلم يهمه الأمر وفي هذه اللحظة هجم عليه الإستعمار الفرنسي فهرب على سطح الجيران واختبئ عند الجيران حتى غادر الإستعمار البيت, وبعد ذلك إتجه إلى الغابة ليلتحق بصديقه وذهب معا إلى صفوف المجاهدين فمن الجهاد المدني في المنظمة إلى جيش التحرير وكان ذلك عام 1956 وترك وراءه ثلاث أطفال أكبرهم طفلة اسمها فاطمة وأصغرهم طفلة اسمها نصيرة ويتوسطهم طفل إسمه محمد وكان الشهيد أثناء الكفاح يتنقل إلى الحدود التونسية بواسطة حصانه كان ينقل عليه الجرحى والأسلحة وفي هذه المدة انقطع خبره عن عائلته فوصلهم خبره مرة واحدة بواسطة رسالة بعد قضاء عامين في صفوف الجيش وبعد ذلك إنقطع خبره إلى أن إستقلت الجزائر.
وبعد الإستقلال بقيت العائلة تنتظره بفارغ الصبر إلى أن وصل الخبر بأنه قد استشهد عام 1958م ومن أهم المعارك التي شارك فيها معركة السخونة وعمل على قبض الخائنين قبل الالتحاق بالجيش ونشط في تقرت وسيدي خليل ومقر وعين الشيخ وكان يربط بين جهات الحنوب الشرقي وكان مركز نشاطه عين الشيخ.
118- الشهيد الجيلاني صوادقية
ولد الشهيد صوادقية الجيلاني بن علي ومريم خلال 1929 بحاسي خليفة , كان يعمل كمدني والتحق بالجيش سنة 1956 حتى أصبح رئيس فرقة كاملة وهو أحد جنود الطالب العربي قمودي ولقد شارك في كثير من المعارك الكبرى واستشهد سنة 1958 في الحدود الجزائرية
119- الشهيد الحفناوي ضو
ولد الشهيد الحفناوي ضو ابن حسين وفاطمة خلال 1919 بغمرة بقمار في أسرة بسيطة, توفي والده وتركه صغيرا فلم يتمكن من الدراسة والتعليم, فاشتغل بالفلاحة منذ صباه وكان كثير السفر إلى تونس, ومرة بقي هناك إلى أن لحقت به أمه وأرجعته, وتزوج مرتين الأولى طلقها, والثانية بقيت بقيت تحت عصمته وله بنت مازالت على قيد الحياة.
وذات يوم أخبر أهله بأنه مسافر إلى فرنسا بينما التحق بالمجاهدين في الجبل, بعد أن كان انخرط في صفوف المنظمة المدنية لجبهة التحرير الوطني في ديسمبر 1955, فناضل في سبيل الوطن والحرية, إلى أن زار أهله في أحد المرات, وقام بدفن سلاحه باسطبل عنم أمه, وكان عبارة عن مكحلة وكمية من القنابل وكان مكلفا بمهمة بمدينة قمار فأبلغت عنه عيون فرنسا مكتب التعذيب بالوادي فألقي عليه القبض وتعرض لأبشع أنواع التعذيب ثم جيئ به إلى منزله مرتين, في الأولى لم يسلم إليهم السلاح وفي الثانية بعد التعذيب وقلع لحمه بالكلاب وأثوابه ملفوف في برنوس فسلم لهم سلاحة في هذه المرة إذا كان يتأثر كثيرا بجراحه وبالتعذيب الذي لحقه ومن جراء ذلك استشهد في مكتب التعذيب بالوادي يوم 17 أفريل 1958 ولم تسلم جثته إلى أهله.
120- الشهيد البار محمد بالحاج
ولد الشهيد محمد بن الحاج خلال 1909 في أسرة فقيرة الحال وتتلمذ على الكتاتيب القرآنية فحفظ ما يقارب الأربعين حزبا من القرآن, كان الشهيد منذ صغره مولعا بالشهامة حتى أنه يحاكي والديه عن المستعمر أو ما يعرف بالكولون الشيء الذي أدى إلى التحاقه بالصفوف التحريرية فيما بعد, بعدما نشأت فيه روح الوطنية.
انخرط ضمن الحركات الجمعاوية في شرق البلاد وفي صحرائها قبل الثورة , أما نشاطه أثناء الثورة كان عضوا في لجنة من اللجان الاستنادية للثورة, كما كان مكلفا بجمع المال وكذا مهمة القضاء, كل ذلك تحت أوامر عبد الكريم, جن يحي العقبي, محمود بداري, إضافة إلى التوعية والارشاد السري للمواطنين.
استشهد في أفريل من سنة 1958 بأم الطيور.