ان الأمير الجزائري رحمة الله عليه و لأنه من منطقة المغرب العربي الشهيرة بالزوايا و الصوفية ..جعله يرفض جملة و تفصيلا من طرف الوهابية او السلفية التيار المعادي و بشراسة للتصوف و كل ما قرب اليه ...
و لذلك فان الكثيرين من السلفيين و متعاطفي السلفية و لما اشتموا في الأمير الجزائري رائحة التصوف لم يفده في نظرهم جهاده و لا مواقفه و لا حتى منفاه ..و فتحوا الباب واسعا لتقبل دون تريث كل ما يشاع عنه و صدقوا بشأنه العدو قبل الصديق بل تقبلوا في حقه حتى اقوال الفرنسيين معتبرين اياهم مصادر موثوقة و حجج دامغة في الوقت الذين يرفضون مصادر عربية اسلامية و يطالبون بالتدقيق و التمحيص فيها عندما يتعلق الأمر بمواضيع اخرى ..
مصادر الفرنسيين التي لا يعتمد عليها في التأريخ و خاصة عندما يتعلق الأمر بتاريخ العرب و المسلمين ..و هذا معروف عند الباحثين و المختصين في هذا المجال ..و حتى لغير المختصين و ان القاء نضرة واحدة في هذه المصادر حين تتطرق لسيرةهارون الرشيد مثلا لتكفي كل عربي و مسلم يعرف هارون الرشيد ان يرمي بها عرض الحائط ....
لكن للاسف الشديد ...هذه المصادر كانت و لا زالت تؤثر على الكثيرين من العرب المنبهرين بفرنسا العظيمة..
و ان تأثيرها على مفرنسي الجزائر و المغرب العربي و المتعلقين بها تعلق الولد بالوالد بحكم اللغة ..لهو واضح و جلي فايمانهم بصداقة الأمير لفرنسا هو امر مفصول فيه و نظرتهم العدوانية للدولة العثمانية و اعتبارها استعمارا مدمرا للمغرب العربي كما قدمته لهم مصادر الفرنسيين هو امر مفصول فيه .......و نضرتهم لحضارة الاسلام قديما على انها حضارة خمر و جواري امر مفصول فيه عندهم كذلك....
لذا فان الأمير الجزائري حياته تاريخه و جهاده ...و لقلة المصادر المعرفة به من غير اقوال الوهابين و السلفيين المنتشرة كثيرا و التي تكن له العداء لتصوفه كما قلت
او مصادر الفرنسيين الهشة و غير الموثوقة و من يدافع عنها من المفرنسين الأوفياء لها...
جعله مجهولا عند الكثيرين من عامة المسلمين و العرب يشك في أمره الكثيرون منهم........