أمريكا في طريقها لفرض مبدأ "إسرائيل" مقابل الحصول على الشّرعية؟ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأخبار و الشؤون السياسية > النقاش و التفاعل السياسي

النقاش و التفاعل السياسي يعتني بطرح قضايا و مقالات و تحليلات سياسية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

أمريكا في طريقها لفرض مبدأ "إسرائيل" مقابل الحصول على الشّرعية؟

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2024-08-02, 22:14   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الزمزوم
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية الزمزوم
 

 

 
إحصائية العضو










B2 أمريكا في طريقها لفرض مبدأ "إسرائيل" مقابل الحصول على الشّرعية؟

أمريكا في طريقها لفرض مبدأ "إسرائيل" مقابل الحصول على الشّرعية؟


الجميع يعلم أن الكثير من الأنظمة السّياسية في العالم، وفي منطقتنا العربية والإسلامية لا يمتلك شرعية سياسية، بمعنى أنّه غير مُنتخب ومعين بالمقابل.


في الماضي كانت الولايات المتحدة والغرب يُقايض تلك الأنظمة السّياسية بالآتي:


الحصول على الشّرعية السّياسية لهذه الأنظمة السّياسية غير المُنتخبة مُقابل تنازل هذه الأنظمة على حقوق اِقتصادية أو سياسية أو ثقافية أو جيوسياسية للغرب.


بعدما حقق الغرب (أمريكا) اِكتفاءاً ذاتياً في الطّاقة أصبح أول مُنتج لها بمعدل 10 أو 11 مليون برميل في اليوم ما تعلق بالغاز الصّخري، وأجندته الأخرى الّتي وجهها للدّول المّنتجة للطّاقات الأحفورية بضرورة التّخلي في المستقبل على هذا النّوع من الطّاقة، وعزمه على فرض ضرائب على هذه الدّول بسبب التلوث الّذي تفرزه هذه الأنواع من الطّاقة من خلال أجندة ما يسمى بالتغير المناخي، اِنتقل الغرب إلى تبني "مبدأ نظام المخزن".


في السّنوات الأخيرة الماضية وفي سعيّه لضمِّ إقليم الصّحراء الغربية المحتل من خلال سياسة الأمر الواقع وضارباً بذلك عرض الحائط كلّ قرارات مجلس الأمن ومحكمة العدل الدّولية وإجماع المجتمع الدّولي، خلق نظام المخزن قاعدة مفادها: "تعامل المغرب مع أي دولة لن يتمّ من الآن وصاعداً إلّا وفق تبني طرح المغرب للصّحراء الغربية"، بمعنى آخر هدد المغرب الدّول الّتي تسعى لأن تُقيم معه علاقات أو صداقات أو تحالفات أو تبادل تجاري أو شراكات اِقتصادية وعسكرية وأمنية مخابراتية أن أساس أي نقطة من هذه النِّقاط الّتي سبق ذكرها لن يتمّ إلّا باِعتراف من هذه الدّولة أو تلك الّتي تّريد نسج علاقات مع المغرب وهو اِعترافها "بمغربية الصحراء" المزعومة كشرط.


لم يكن المغرب أبداً صاحب هذا "الاِختراع الرهيب"، وصاحب هذه الفكرة الجهنمية منذ البداية، فلو رجعنا قليلاً إلى الوراء وبعد تعرض الولايات المتحدة الأمريكية لهجوم 11 سبتمبر سنة 2001، وتهيُّء الرّئيس السّابق لأمريكا "جورج بوش" الاِبن الأرعن لشنِّ حرب بتحريض غير مسبوق من المُحافظين الجُدد في الإدارة الأمريكية الجمهورية آنذاك، وبتشجيع من الكيان الصهيوني، ومحاولة منه لاِبتزاز دول العالم المُترددة للقيام بتلك الخطوة المجنونة غير الشّرعية (خارج إطار الأمم المتحدة) واِستغلاله لحادثة اِسقاط بُرجين التجارة العالمي والهجوم على البنتاغون، وحتى يُعبئ الجمهور داخلياً ويحشد لحربه على أفغانستان والعراق خارجياً (دولياً) رفع بوش الاِبن الأرعن مبدأ "من ليس معنا فهو ضدنا"، بذلك المبدأ وتحت ضغط حادثة 11 سبتمبر اِستسلمت دُول العالم لإرادة الإدارة الأمريكية المتطرفة في سعيها لاِحتلال أفغانستان والعراق، وتراجعت كلّ الدّول المُترددة والرّافضة لذلك التحرك العسكري الأمريكي خارج إطار ميثاق الأمم المتحدة ومبادئها وقراراتها تحت طائلة حالة الغضب الأمريكي ساعتها، وحدث الّذي حدث.


أمريكا في السَّنوات القادمة وبعد اِكتفائها ذاتياً وبخاصة من الطّاقة وتخليها عن الطاقة الأحفورية في بلدان العالم بحجة التغير المناخي، وسيطرتها على التكنولوجيا في العالم بأسره وبخاصة تقنيات الحوسبة والاِتصالات ناهيك في الجانب العسكري، ستخاطب العالم بعامة والعالم العربي بخاصة وفق مبدأ "أن لا شرعية لأي نظام سياسي في العالم وبخاصة في عالم الجنوب والدّول النّامية ومنها العربية إلّا وفق موقفها من "إسرائيل" بمعنى لا اِعتراف للنُّظم السّياسية في العالم إلّا باِعترافها "بإسرائيل" والعمل مع إسرائيل والخضُوع لإسرائيل"، فأمريكا والغرب ومهما كانت طبيعة وُصول القادة إلى الحكم في دول الجنوب ودول "العالم الثّالث"، ومهما كان شكل هذه الأنظمة اِستبدادية، ديكتاتورية، لا تحترم حقوق الإنسان، لا تؤمن بالحريات، لا تتبنى الدّيمقراطية كلّها مفاهيم ستنتهي عما قريب، بدليل دعم أمريكا اليوم للإمارات والسّعودية ومصر كنماذج على سبيل المثال لا الحصر، فكلّ هذه الأنظمة السياسية تعترف أمريكا بشرعيتها رغم أنها ليست منتخبة، وتدعمها وتسكت على اِنتهاكات الحقوق الإنسانية والحريات فيها، وتغيب فيها المُمارسة الدّيمقراطية وأنظمتها لم تخترها شُعوبها لا لسبب إلّا لأنّ هذه الدّول تعترف "بإسرائيل" وتنسج معها علاقات دبلوماسية وأمنية وعسكرية واِقتصادية واسعة جداً، بل أنّ هذه العلاقات بينهم مُرشحة لتتحول إلى تحالف عسكري يجمع هذه الدّول "ناتو عربي/ إسلامي/ صهيوني" وإلى تكتل اِقتصادي شبيه بالاِتحاد الأوروبي أو السّوق الاِقتصادية الأوروبية في المنطقة العربية والإسلامية بعد تصفية القضية الفلسطينية ونجاح مخطط أبراهام السّياسي والاِقتصادي والدِّيني والعسكري.


بقلم: الزمزوم –أستاذ الفلسفة السّياسية وفلسفة الأخلاق








 


رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 10:00

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc