والكبائر كثيرة فمنها الشرك بالله وهو أكبرها ومنها ما نص عليها الدليل كالقنوط من رحمة الله وعقوق الوالدين وقول الزور ومنها ما ترتب عليه حد في الدنيا كالزنا ومنها ما توعد الله عليها بغضب أو لعنة أو بالعذاب الأليم أو لا ينظر الله إليه يوم القيامة ولا يزكيه ولا يكلمه يوم القيامة أو توعد الله أنه يشنؤه أو قال النبي أنه بريء منه أو قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس منا أو قال عن عمله (رد)والكبائر والصغائر بعضها أكبر من بعض ,والكبيرة والصغيرة تعظم في الزمان الفاضل أو المكان الفاضل والكبيرة والصغيرة تعظم بالإكثار منها وتعظم إذا انضم إليها أمور كأن تكون في حق القريب أو الجار والمحارم ونحو ذلك ,فليحافظ العبد على قلبه من الذنوب وليتجنب الكبائر ليسلم من لعنة الله وغضبه وبغضه وغير ذلك وليتجنب العبد الصغائر لأنها مما نهى الله عنه وليكن ملازما للتوبة والاستغفار إذا أذنب (يجب)ويشرع للعبد أن يكون ملازما للتوبة والاستغفار كل يوم (أكثر من مائة مرة)وفي المجلس أكثر من سبعين مرة ولتكن توبة العبد نصوحا (صادقة)وليحذر من الإصرار على الصغائر ,وليذكر العبد ربه إذا أذنب فليستغفر وليندم على فعل الذنب وليصلح في توبته وليفارق المجتمع الذي تقترف فيه الذنوب إلى غيره إن كان أصلح له وليستكثر من طاعة الله وليكن في الدنيا كأنه غريب أو عابر سبيل وليقنع من الدنيا بما أتاه الله من الرزق وليهتم كل الاهتمام بتحقيق شهادة (لا إله إلا الله محمد رسول الله). والبدعة إحداث في دين الله (الإسلام)وسلوك منهج البدع هلاك والبدع هي شر الأمور من المحدثات ويغلب على أهل البدع محبتها والسعي في إضلال غيرهم بنشرها وسنها ودعوة غيرهم إليها واجتهادهم في ذلك ,وأهل البدع يتبعون المتشابه ويتركون المحكم وما يقومون به من البدع هو اتهام لدين الله بالنقص وهو مردود عليهم والابتداع فرية في الدين ,ومن البدع ما يكون مكفرا ومنها ما ليس مكفرا,ومنها بدع اعتقادية أو عملية أو قولية ,ويجب على العبد الحذر من أهل البدع والإنكار عليهم بالقول والفعل مع الاستطاعة وأن تخبر المبتدع بأنه خالف دين الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ويجب دعوة أهل البدع إلى الله والرد عليهم ودحض شبهتهم وبيان الحق ومن خشي عليه من مجالستهم حرم عليه مجالستهم ومخالطتهم,وأهل البدع خبثاء ويجوز إطلاق على المبتدع أنه خبيث في بدعته بعد البيان له ويجوز الدعاء على المبتدع عندما يمارس بدعته ولم ينته عنها وقد بين له ويجب بغض أهل البدع بقدر ماعندهم من الابتداع ويؤمرون بالتوبة إلى الله وإذا كان هجر المبتدع يفيد بترك السلام عليه حتى ينتهي عن بدعته فإنه يهجر ولا يسلم عليه ,ويجب لزوم جماعة المسلمين وعدم الفرقة (الجماعة هم من كان على ما مثل ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم) وتجب طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بفعل الواجبات على حسب الاستطاعة ويسن فعل المسنونات وترك المكروهات ويجب الانتهاء عما حرم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ,وعلى العبد أن يطيع الله ورسوله وطاعة الرسول هي طاعة الله وليحصل على الفوز العظيم وعلى الهدى وعلى الحياة الكريمة في الدنيا والآخرة وليخرج من الظلمات إلى النور وليرحمه الله ولينعم الله عليه مع الذين أنعم الله عليهم ويحصل على الفلاح(الحصول على المطلوب والنجاة مما يخاف منه) وليدخله الجنة وينجيه من العذاب .ويجب على العبد الانتهاء عما نهاه الله عنه ورسوله مما حرم الله عليه فإن خالف بالمشاقة والتولي فذلك كفر أكبر وأن النار معدة لمن كان مخالفا متعديا حدود الله,ومن عصى رسوله صلى الله عليه وسلم وخالفه معرضا عن دينه فقد أبى من الجنة وهو فاشل مفتون ومعذب العذاب الأليم وضال أعظم الضلال وسوف يوليه الله ما تولى ويصليه جهنم كما أن مخالفة أمر الله ورسوله إبطال للأعمال وهلاك لا مثيل له وهو منهج الخلوف، كما أن مشاقة رسول الله صلى الله عليه وسلم مشاقة لله تعالى يترتب عليها العقاب الشديد ,وعلى العبد أن يحرم ما حرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن يلزم ما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أوجبه عليه ,وسيرى العبد اختلافا كثيرا وهي سبل الشيطان وأما سبيل الله فهو واحد مستقيم وليجب العبد ربه فإنه يدعوه إلى دار السلام (الجنة)وليحذر من كشف الستر فيقع فيما حرم الله عليه من حدوده ولينظر العبد في واعظ الله في قلبه فليتق الله وليسمع وليطع الكتاب والسنة وولي أمره إن أمره بالمعروف وليتمسك بسنة الخلفاء الراشدين المهديين عاضاً عليها بالنواجذ وليعلم العبد أنه إذا حقق طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فإن الله يكرمه في الدنيا والآخرة فيرضى عنه فلا يخاف ولا يحزن "لا خوف عليهم ولاهم يحزنون"وقد يعطي الله بعض أوليائه كرامات من الخوارق في الدنيا,وليعلم العبد أنه إن أعرض عن الله ورسوله فإنه ممن أهانه الله"ومن يهن الله فماله من مكرم" وأعظم كرامة للعبد هي الاستقامة على دين الله.
التوسل: ويجب على ولاة الأمر تحكيم شريعة الله وأن يقودوا الناس بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ,ويجب على العبد طاعة ولاة الأمر في المعروف لأن طاعتهم تابعة لطاعة الله .ويجب السمع لهم والطاعة في المعروف فيما أحب العبد وكره وعسره ويسره ومنشطه ومكرهه وأثرة عليه,ولا يجب سمع وطاعة لأحد المخلوقين في معصية الله بل يحرم,ويجب على العبد الصبر على ما يلقى من الأثرة في المال أوغيره,والمعروف هو ماكان مما أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أو فيه مصالح المسلمين ولا يتعارض مع الكتاب والسنة ,ويجب النصيحة لولاة الأمر على المستطيع,وتجب طاعة ولي الأمر الذي يقود الناس بكتاب الله ولو عبدا ,ويجب على من غزا في سبيل الله أن يكون في غزوة مطيعا لإمامه في المعروف مجتنبا الفساد مخلصا في غزوه لربه لا رياء ولا سمعة ليحصل على الأجر العظيم في ذلك.
والله الموفق
منقول متن الإيمان