هل مونتي ستان تخاف من قناة الجزيرة؟

[سندباد علي بابا]

هل مونتي ستان تخاف من قناة الجزيرة؟





عندما يتم حذف خبر مذيعة جزائرية تعمل في قناة الجزيرة القطرية قامت بالتنقل إلى الكيان الصهيوني في مدينة القدس لما قيل أنها تغطية للأحداث التي تجري في فلسطين وبخاصة ما تعلق بطوفان الأقصى في غزة ونتائجه
والمذيعة تنتمي إلى بلد غير مُطبع ويقف مع القضية الفلسطينية.


فإنّ ذلك الحذف للخبر الّذي تمّ نقله إلى أحد المنتديات والّذي نشره موقع إلكتروني -الأخبار- تابع أو من أنصار المقاومة الإسلامية في لبنان يدلل على مايلي:
أولاً: أنّ حكومة مونتي ستان تخاف من قناة الجزيرة القطرية والّتي هي لسان نظام وسُلطات مشيخة قطر، بحكم أنّ البلد مُقبلٌ على اِستحقاقات هامة وعميقة، ويعيش ظُروف سياسية صعبة بعد حراك شعبي عاصف، ويمرّ بأوضاع أمنية مُعقدة على طُول حُدوده زاد تقلب علاقات هذا البلد مع مُحيطه وشُركائه من الأجانب منغصاً آخر أكثر خُطورة، ولعل الحُكومة تهدف بذلك الإجراء مصادرة الرأي وحُرية تدفق المعلومة شكلاً من أشكال المُهادنة الّتي تجمع مُنذ فترة طويلة بين قناة الجزيرة وحُكومة مونتي ستان.


ثانياً: ربما الأمر يتعلق بالعلاقات الّتي تجمع بين جمهورية مونتي ستان ومشيخة قطر والّتي تصل حدّ التحالف السّياسي والتّقارب بين حُكام البلدين، ولذلك رأت حكُومة مونتي ستان أنَّ نشر الخبر ذاك يُسيء إلى حليف وصديق ولذلك اِتخذت ذلك الإجراء والمُتمثل في مُصادرة تدفق المعلومات والحرية في الوصول إليها وتداولها.


ثالثاً: خوف حكُومة مونتي ستان من أن يتحول نقد المذيعة الّتي إنتقلت إلى الكيان الصهيوني لتغطية أحداث الحرب على غزة فيما يُسمى بطوفان الأقصى من إنتقاد لقناة الجزيرة ومشيخة قطر إلى إنتقاد المذيعة والبلد الّذي تنتمي إليه، والّذي يُوصف أو معروفٌ عنه وُقوفه تاريخياً مع الحق الفلسطيني، وما زال يقف مع غزة حتّى هذه اللحظة، وبالتالي الخوف من أن يُتهم هذا البلد المناصر للقضية الفلسطينية بجريرة مذيعة في قناة الجزيرة من هذا البلد نفسه قامت بفعل تطبيع مع الكيان الصهيوني من الممكن أن يُحسب أو يُقرأ على أنّه مُقدمة وبداية للتطبيع أو مُواصلة لتطبيع مُواطنين مُونتي ستانيين يعيشُون في فرنسا قاموا بزيارة الكيان الصهيوني أفراداً وجماعات وروجُوا لرحلاتهم تلك من بينهم صنصال، أو أنّ ذلك يُعبر عن رغبة أطراف في السُّلطة وقد يكونوا إسلاماويين في الغالب، والمُذيعة لا يخفى على أحد المعسكر الإيديولوجي الّذي تنتمي إليه بخاصة ظاهرياً أما في الأعماق وفي الباطن فلا أحد يعرف الغيب إلا الله سبحانه وتعالى تسعى للسيّر في مسار التطبيع مع الكيان الصهيوني كما فعلت قطر وتركيا والكثير من الأقطار العربية والإسلامية في المستقبل في ظل حل القضية الفلسطينية وفق الرؤية الصهيو-أمريكية بحلّ الدّولتين أو بتصفية القضية.


رابعاً: يجب أن يفهم الجميع أنّ فِعل التطبيع الّذي قامت به تلك المُذيعة الّتي تنتمي لبلد مُناهض للتطبيع، ويقف بقوّة مع الحق الفلسطيني في اِسترجاع أرضه، وفق القرارات الدّولية الأُممية هو الّذي دفعنا لنشر الموضوع المحذُوف، أما قضية أنّ ما يحصل من نقد لتصرف المُذيعة الّتي تنتمي لبلد يُقاوم التطبيع دّون حلّ للقضية الفلسطينية سيجعل مونتي ستان تفقد سيطرتها على قناة الجزيرة لحساب مصر أو المغرب.. فهذا كُلّه كلام فارغ، لأن الجزيرة قناة أمريكية بأموال البترودولار الخليجية القطرية، تسيّر وفق الخط الاِفتتاحي الّذي ترسمه الولايات المتحدة الأمريكية لها، رئيس الجزيرة السّابق وضاح خنفر كان بيدق بيد قادة "السي -آي- آي" الأمريكية، وبالتالي قضية السّيطرة بالعناصر البشرية على قناة الجزيرة لا يعني تحديد عملها أو مسارها أو أنك ستتقي شرها لأنّها كما قُلنا أنها تابعةٌ لأمريكا وسكُوتها عليك اليوم هو سكُوت ظرفي أملتهُ التّوازنات الدّولية الحالية يوم تتغير تلك التّوازنات فإنّ القناة ستسير وفق خُطط معينة بتلك الوجوه المونتي ستانية أو بغيرها وفق خُطط أمريكا للمنطقة وللعالم.


إنّ الحذف لأي منشور في هذه الحالة يكون للأشخاص الرّسميين الّذين يُمثلُون الحُكومة وعندما يكُون المنشُور غير لائق أخلاقياً ويضرُّ بالذوق الإنساني أو يحمل في طياته كراهية للأديان أو الأعراق أو الثّقافات، ولكن عندما يكون الموضوع عبارة عن خبر منقول من مواقع إخبارية يعني له مصدر ينقله ناشط في منتدى من المنتديات أو منصة من منصات تواصل اجتماعي من أجل تعميم الفائدة وكشف الحقيقة ومنع التزييف والخداع والتلاعب بأفكار الناس وتعمية القراء فحينها يكون فعل الحذف غير مفهوم البتّة.


بقلم: سندباد علي بابا