إن أي ملاحظ يتساءل، لماذا الغرب المتمثل في أقطابه الأربع، أمريكا، بريطانيا وبدرجة أقل ألمانيا وفرنسا التي أوجد رئيسها ماكرون لنفسه عملا يتمثل في ساعي البريد بين بوتين وبايدن وبين بوتين وزيلينسكي، بالإضافة الى حلف الناتو، يريدون أن تشن روسيا حربا على أوكرانيا؟
ووصل الأمر بضفتي الأطلسي المتمثلة في الولايات المتحدة الأمريكية أن أعلنت حتى تاريج 2022/02/16، وهو اليوم الذي ستغزو فيه روسيا أوكرانيا، إلا أنه لم يحدث شيء من هذا القبيل، وبريطانيا التي صرح رئيس رئيس وزارئها بوريس جونسون "أن هذا العدد الكبير من أفراد الجيش الروسي المحتشد على الحدود الأوكرانية وبأسلحة هجومية ومستشيات ميدانية ليس عبثا وإنما لشن حرب على أوكرانيا".
أما ستولتبرغ أمين عام حلف الناتو، فتصريحاته تكمل ما يتفوه به قطبي الأطلسي كأن يقول "كل المأشرات تدل على أن روسيا تعتزم شن هجوم كامل على أوكرانيا".
وفي نفس المنوال تأتي تصريحات رئيس أوكرانيا المهرج زيلينسكي (كان فنانا مهرجا قبل أن يتوج رئيسا) منسجمة مع تصريحات الزعماء الغربيين وأخر تصريخ له بمؤتمر الأمن بميونيخ مطالبة دول الناتو وضع رزنامة لدخول بلاده الحلف، وكذا الثناء الكبير لأمريكا، لوقوفها بجانب بلاده.
وأخر تصريح لجو بايدن مفاده "أن بوتين حزم أمره في غزو أوكرانيا، وقد يكون هذا الأسبوع حسب معلومات استخبارتية".
وفي الجهة المقابلة، فالأخبار التي تأتي من روسيا تتمثل في تفنيد التصريحات الغربية، وأن روسيا لا تسعى الى الحرب، ولا في نيتها غزو أوكرانيا.
كأن بها تريد أن تقول للغرب أن حشودها العسكرية في حدودها مع أوكرانيا وفي شبه جزيرة القرم والبحر الأسود وفي بيلا روسيا، ومناوارتها بمخلف أنواع الأسلحة، أن يكف عن تجييش أوروبا الشرقية ووقف الناتو عن التمدد شرقا الذي خرق الإتفاقيات الأمنية الناصة على ذلك، عندما تم حل حلف وارسو، وإنما تريد ضمانات أمنية عن ذلك.
الأستاذ/ محند زكريني