افتقدت أبي سندي
كتفي, عزتي, عمقي
وبعدي السرمدي
فسالت دموعي مرة بطعم
الحنظل بدون ملوحة ولا أثار تذكر
الذي رحل وأنا لم أكمل
الخامسة بعد من عمري
تذكرت أنه
كان بحبه لي
والذي فاق خيالي وتصوري
رحمه الله رحمة كاملة لا تنتهي
حتى ولو كان في الجنان يتنعم
خوفا من برد الشتاء
كان يدخلني تحت إبطه الأيسر
بين قميصه المالطي
ولحمه الطري المتوهج
ثم لا يهنأ له بال
حتى يدثرني ببرنسه الأبيض
الذي يزينه سواد نار الحطب
و قساوة الفقر والزمن الأغبر
وكأنني ملاك في غفوته
في راحة لا يعكر صفوها مخمصة ولا وصب
ليس عندي صورته
حاولت وحاولت تذكر
معالم وجهه الجميل الأزهر
فخانتني ذاكرتي
سوى أنه كان يدخلني
تحت إبطه الأيسر
و كان يطعمني
الفول السوداني
مهروسا ممزوجا بالشاي الأحمر
قال لي أخي وهو بمثابة أبي
رحمه الله وأسكنه جنة الخلد
إنه يشبه عبد الله غيث المصري
في وجهه ولحيته وشاربه
فأحببته حبا امتلكني
وأصبحت أناديه في صحوتي بأبي.
بلخيري محمد الناصر