ما هو الفرق بين إسقاط النظام وتغيير النظام ؟
الأول يمر عبر إسقاط الدولة وليس له طريق آخر ..
والثاني يلزمه مسار طويل وليس مسيرة شعبية ..
- في تونس قالوا لبن علي "إرحل" .. فرحل بن علي وبقي النظام نفسه لم يتغير ،،
- في مصر قالوا لمبارك "إرحل" .. فرحل مبارك وبقي النظام نفسه لم يتغير ،،
- في ليبيا قالوا للقذافي "إرحل" .. فرحل القذافي وسقط بعده النظام وسقطت معه الدولة ،،
- في اليمن قالوا لصالح "إرحل" .. فرحل صالح وسقط بعده النظام وسقطت معه الدولة ،،
- في سوريا قالوا لبشار "إرحل" .. فسقط النظام وسقطت الدولة ولم يرحل بشار ،،
- في الجزائر قالوا لعبد العزيز بوتفليقة "إرحل" .. فرحل عبد العزيز بوتفليقة بدون أي أضرار وهذا يعد اسثتناء غير مسبوق وإنجازا كبيرا يحسب للحراك لو يتوقف الأمر هنا لأنّ ما حدث لم يعجب قِوى الشر والإستدمار فأطلقوا العنان لصفحات الفتنة مجهولة الهوية، وخريجي منظمات الفوضى الخلاقة على غرار أوتبور، وأبواق التحريض في استوديوهات العواصم الغربية لكي يصححوا مسار الحراك ويرجعوه إلى سكة الربيع العبري ،،
âپ¦أقسم بالله الذي لا يعلم الغيب سواه أنّ هدفهم هو إسقاط الجزائر والطريقة التي يراهنون عليها هي التصعيد في المطالب .. ومطلب التغيير الجذري للنظام هو القطرة التي ستفيض الكأس لأنه مطلب تعجيزي ويستحيل تحقيقة عن طريق غضب الشارع وسيؤدي ذلك حتما إلى الصدام بين المتظاهرين والأجهزة الأمنية ثم إعلان حالة طوارئ ثم التدخل الأجنبي وسينتهي بنا الحال إلى سيناريو أسوأ من السوري الليبي ..
والخطير في الأمر هذه المرة هو أنّ الشعب قد وقع في فخ "السلمية" وابتلع الطعم الذي حذرناه منه مرارا وتكرارا وصار من الصعب إقناعه بخطورة ما يساق إليه حتى يرى الدماء والأشلاء بأم عينيه وحينها يكون قد فات الأوان ..
خلاصة القول
الشعب الجزائري اليوم أمام منعرج خطير ..
إمّا أن يحمي مطلبه المتمثل في إنهاء الخامسة وذلك بالوقوف ضد كل المطالب الأخرى التي يريدون بها زعزعة أمن البلاد .. أو أنه سيكون مشاركا في تدمير وطنه سواء عن طريق المشاركة في المظاهرات القادمة أو حتى وقوفه في الحياد