إذا تزوج الرجل بامرأة ووجد بها عيبا هل يجوز له أن يأخذ شيئا من المهر مقابل سترها؟

[أم فاطمة السلفية]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


إذا تزوج الرجل بامرأة ووجد بها عيبا هل يجوز له أن يأخذ شيئا من المهر مقابل سترها؟
الشيخ : سليمان الرحيلي

أحسن الله إليكم يقول : إذا تزوج الانسان ووجد في المرأة عيب،ولم يخبر الأهل بشيء،فهل له أن يسترد شيئا من المهر؟


الشيخ: إذا تزوج المرأة ووجد بها عيبا لم يعلم به،فهل له أن يأخذ منها هي شيئا من المهر مقابل أن يُبقيها ويسترها؟ والجواب أنه يجوز له أن يأخذ مُقابل منها لهذا العيب الذي أنقصها،فإنه دفع مهرها على غير هذا الوجه الناقص فيها،لكن هذا ليس من المروءة،ولا يليق بذي المروءة أن يأخذ مقابلا على ستره على المؤمنة،وعدم فضحها بِعيبها أيا كان هذا العيب،لا يليق به أن يأخذ مقابلا لذلك،بل ينتظر الثواب العظيم من الله عز وجل ومن ترك شيئا لله،أو صبر على شيئ لله،فلينتظر الثواب العاجل من الله،فقد يُخرج له الله من هذه المرأة أولادا أتقياء بررة.
وقد يكونوا علماء وقد ذُكر أن أنس والد الامام مالك تزوج امرأة من غير أن ينظر إليها،فلما دخل عليها لم يسره مرآها فكأنه اعتزلها وأعرض عنها،وكانت امرأة عاقلة فجلست عند رجليه،وقالت: يا أنس اصبر ولعل الله يُخرج لك من هذا الشر خيرا كبيرا.
فلما رأى عقلها طابت نفسه ودخل بها واتخذها عشيرة زوجة،فأنجبت الامام مالك رحمه الله الذي ملأ الدنيا علما وسنة وخيرا.
ولا يزال الأتقياء يتقربون إلى الله بحبه،وإنا نتقرب إلى الله بحبه،ونرجوا أن يرزقنا الله الجنة،بحبه وحب علماء الأمة الأتقياء الأبرار.
فإذا ستر عيبها فليجعل ذلك لله،ولينتظر الثواب العاجل من الله سبحانه وتعالى.
وخلاصة قولي أنه لو أخذ شيئا منها مقابل هذا النقص جاز ،ولكن ذلك لا يليق ولا نوصي به،بل نوصي بضده،نعم.

انتهى
ــــــــــــــــ

التصفية والتربية السلفية