[ منقول / فن القصة ] لا تزحف أبداً في الحياة

[زهرة المسيلة]

وصل مسافر إلى ضفاف نهر ، لم يكن هناك جسر بإستطاعته عبوره للضفة الأخرى من النهر . كان ذلك في فصل الشتاء ، حيث الجليد يغطي سطح النهر . وهاهو وقت الغروب قد بدأ بإسدال ستائره .كان جُل تفكيرالمسافر الوصول للجهة الأخرى بينما لا يزال هناك شيء من الضوء ليرى طريقه ، كل ما يفكر به هو ذلك الجليد ، هل سيتحمل ثقله أم لأ ؟

وأخيراً ، وبعد طول تردد وخوف جثا على ركبتيه وبدأ بالزحف عابراً ذلك الجليد بكل حرص وحذر معتقداً انه بتوزيعه لثقل جسمه فإن الجليد سيكون أقل عرضة للكسر من تحته ، وفي طريق رحلته المليئة بالألم من زحفه على الجليد ببطء وصل إلى منتصف الطريق من عبوره النهر ، فجأة سمع صوت غناء قادم من خلفه. إذ بأربعة خيول تجر عربة محملة بالفحم يقودها رجل يغني بكل إبتهاج تخرج من بين العتمة ، كان غناء ذلك الرجل وكأنه ذاهب في نزهة غير مبالٍ بما سيقابله . هنا كان المسافر يتمسك بالجليد زاحفاً بيديه وركبتيه بكل بطء وتخوف من أن ينكسر الجليد من تحته ويسقط , وهناك مر السائق بمزلاجته وخيوله وحملته بسرعة كبيره كريح الشتاء الباردة عابراً نفس النهر

توضح لنا القصة كم منا مروا خلال هذه الحياة

- البعض منا يقف على ضفتها غير قادر على تقرير وصنع مصيره فيها

- وبالمقابل منا من يزحفون خلال هذه الحياة خوفاً من عقبات الحياة الصغيره , حيث إيمانهم ليس قوياً كفاية ليأخذ بأيديهم ويقفون على أرجلهم متحدين هذه العقبات

ويبقى هؤلاء الذين يمرون في هذه الحياة بكل ثقة وسرعة وثبات حيث لا يهتز إيمانهم

عندما تواجهنا انهار العقبات في حياتنا ، فليس علينا أنا نخاف ولا أن نزحف فيها… فقد تكفل الله تعالى بمساعدة عباده ، وبمساعدة الله لنا بإستطاعتنا أن نصنع طريقاً آمننا للجهة الأخرى