اليَتِيمُ بقلمي - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية

قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء في كتابة القصص والرّوايات والمقامات الأدبية.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

اليَتِيمُ بقلمي

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2017-02-10, 13:57   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عفّة
۩ القلَـم الواعِـدْ ۩
 
الصورة الرمزية عفّة
 

 

 
إحصائية العضو










B10 اليَتِيمُ بقلمي









#محاولة_للكتابة
لم أكن أظنُ يوما أني سأذوق طعم الفقد والحرمان ، طعم الشفقة في عيون الناس ، طعم المرارة في الحلقوم حين يطرح جبل فوق كتفك فجأةً ويهتف لك الجميع " الله يعينك " بنبرة المستحيل أن يكون الله معك ، ذلك اليوم فقدتُ أبي !
جلستُ على مكتبي أتفقد أوراقا كتبتها بحبر دمي لابني الوحيد وأنا اتجرع اليأس على ماحل بي !
لقد جاءني الخبر كالذي فقد قلبه في حادثة لا تمت له بصلة ، مات قلبي وبعد ذلك الخبر مات كل شعور وإحساس ،وبحت للأوراق فهي ملاذي أصبّر به نفسي وأصبّر به ابني مما لو فقدني ...
أعدتُ قراءة ما كتبته لعلي أضيفُ أي شعور حتى لا يذوق ابني ماذقته قبل عشر سنوات حين فقدت أبي ! شعور اليتم .. لولا ان رزقت بسامر لكنت دفونا تحت كومة الشفقة
كتبت قائلا :
" هل تعرف أباك يا سامر ؟ ... انا ماعدت أعرف نفسي لأني سأتركك بعد ذهابي لذلك المكان الذي لا أعرف فيه هل سأنجو بحسناتي أم يزن الميزان بشيء آخر .. لولا ثقتي بالله لظننت أني في الدرك الأسفل من النار
أكتب لك هذه الكلمات فهي سلوى لك بعدما أكون تحت التراب ، أسرد لك شعور اليتيم ، يتيم الحزن والعين والقلب ... ويتيم الأب !
هل تعرف لحظة القنوط ! يوم تدعو الله أن يرجع أباك من الموت سالما ثم في لحظة تتهاوى الدعوات يأسا من الله بمجرد سماعك أني مت ، تنتحب لي وتبكي مرارة على عدم استجابة دعائك فهنا أوصيك يا صغيري ، أن الله أخذني لحكمته البالغة لا يعلمها إلا هو ! فأسأل الله أن يربط على قلبك آنذاك
يتوافد عليك بعد تلك الأحداث كل اصناف الناس التي تعرفني وعيونهم إما مغمورة بدموع صادقة وأخرى دموع نفاق قائلة " أخيرا رحل ! " وقلبك إذاك منفطر يبكي والعيون كالمطر ثم تمسح دموعك وتعاود غصة الباك من جديد سائلا إياي " لم تركتني يا أبي ؟ " فأنا اجيبك قائلا " لله رب العالمين "
آه ما أقساه حزن الابن لابيه فلقد فقد أحد أبواب الجنة
تمر 3 ليال على مغادرتي لحياتك فدون وعي تنادي " يا أبي تعال الغداء على الطاولة " تجلس وتسند الكرسي المخصص لي ثم تتذكر أنك أصبحت مجنونا فتبتسم بمرارة
وقد تخطئ حين تذكرني في مجلس من مجالس الكلام فيقال لك " إيييه ! رحمه الله لقد كان وكان ... " لتجد نفسك تنظر في عيونهم العابثة بحياتهم الزائلة يتمنون لك دوام اليتم والقسوة ! فلو كانوا صادقين في دعواهم لأخبروك أنني سألتقيك بالجنة أو ادعو له إنه يسمعك أو كن صالحا كما كان " لكنهم خائنون لا يقدرون مآثري و شرخوا قلبك بفعل ماضٍ ناقص بي وبحناني وعتابي ، ومع هذا اخبرك أن تقول لهم " لكنه حي ! "
أنا حي يا بني فقط لا تشعر باليتم ، فاليتيم له منزلة عند الله أما عند الناس لا يُرحم فإما يقهرونك أو ينظروا لك بعين الضعف ، إذن لا تشعر !
كن عند الله يتيما فقط ، لا عند الناس فتتعذب !
ابوك الحي في الجنة بإذن الله #التوقيع




بقلم عفة









 


رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 13:40

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc