عن أُبَيِّ بن كعْبٍ - رضي الله عنه - أنَّه قال:
قلتُ: يا رسولَ الله ، إني أُكْثِرُ الصلاةَ عَليكَ ، فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلاتي ؟
فقالَ: " ما شِئْتَ "، قلتُ: الرُّبعَ ؟ قال: " ما شِئْتَ ، فإنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لكَ "
قلتُ : النِّصفَ ؟ قالَ: " ما شِئْتَ ، فإنْ زِدْتَ فهو خيرٌ لكَ "
قلتُ: فالثُّلُثَيْن ؟ قالَ: " ما شئتَ، فإنْ زِدْتَ فهوَ خَيْرٌ لكَ "
قلتُ: أَجْعَلُ لكَ صَلاتي كلَّها ؟.
قال: إذًا تُكْفَى هَمَّكَ، ويُكفَّرُ لكَ ذَنْبُكَ .
[ رواه الترمذي ]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( فَكَمْ أَجْعَلُ لَك مِنْ صَلَاتِي )
أَي بَدَلَ دُعَائِي الَّذِي أَدْعُو بِهِ لِنَفْسِي
( قُلْتُ أَجْعَلُ لَك صَلَاتِي كُلَّهَا )
أَي أَصْرِفُ بِصَلَاتِي عَلَيْك جَمِيعَ الزَّمَنِ الَّذِي كُنْت أَدْعُو فِيهِ لِنَفْسِي
( تُكْفَى هَمَّكَ )
وَالهَمُّ مَا يَقْصِدُهُ الْإنسَانُ مِن أَمْرِ الدّنيَا وَالْآخِرَةِ .
يَعنِي إِذَا صَرَفْت جَمِيعَ أَزْمَانِ دُعَائِك فِي الصَّلَاةِ عَلَيَّ أُعْطِيت مَرَامَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ .
أي: إذا صرفتَ جميعَ زمانك في الصلاة عليَّ كُفيتَ ما يهمُّك من أمر دِينك ودنياك؛
لأن الصلاةَ - عليه الصلاة والسلام - أفضلُ للمرء من الدعاء لنفسه.
قال الأبهري، أي: إذا صرفت جميع زمان دعائك في الصلاة علي كفيت ما يهمك اهـ.
.................
تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي
شرح مصابيح السنة للإمام البغوي
مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح